أحمد الإمام
أحمد الإمام


يوميات الأخبار

النيل والصبر الجميل

الأخبار

الإثنين، 14 يونيو 2021 - 07:04 م

"يمكن للكذبة أن تدور حول العالم بينما لاتزال الحقيقة ترتدى ملابسها"

كلما اقترب موعد الملء الثانى لسد النهضة الأثيوبى ارتفعت درجة حرارة مشاعر القلق والتوتر داخل صدور المصريين.. وهل هناك ما يثير القلق والخوف أكثر من نقطة المياه التى نحيا عليها وبها؟.

وعلى النقيض تماما من هذا القلق الشعبى تتحلى القيادة السياسية بالهدوء والحنكة فى التعامل مع هذا الملف الشائك والمصيرى، وتأتى تصريحات الرئيس السيسى تحمل كل الثقة والإيمان بعدالة قضيتنا وعدم التفريط فى حقوق مصر المائية.

وكان الرئيس واثقا وصادقا وهو يقول: "نهر النيل ده موضوع ربنا سبحانه وتعالى هو اللى بيعمله.. ومجرى المياه من عند ربنا.. والمياه بتوصل إلى مصر من عند ربنا.. ومصر لو كانت على ارتفاع مكنتش المياه هتدخلها.. واللى عمله ربنا مش هيغيره البشر".

لا أدرى لماذا ذكرتنى كلمات الرئيس بكلمات رددها عبد المطلب بن هاشم جد الرسول صلوات الله وسلامه عليه وسيد مكة عندما أخبروه أن أبرهة الأشرم ملك الحبشة قادم على رأس جيش ضخم لهدم الكعبة حيث رد بكل ثقة وإيمان.. "للبيت رب يحميه".

وها هو التاريخ يعيد نفسه مع اختلاف الزمان والمكان، حيث يريد رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد حرمان مصر من حصتها المائية من نهر النيل الذى يجرى منذ آلاف السنين حاملا الحياة لملايين البشر على ضفتيه.

ولا يخفى على القاصى والدانى أن مصر سلكت كل الطرق الشرعية والدبلوماسية على مدار سنوات وتحلت بكل صفات الصبر فى التعامل مع تعنت وصلف غير مبرر من الجانب الإثيوبى، وأكدت مرارا وتكرارا على أحقية الأشقاء الإثيوبيين فى تنمية مواردهم بشرط عدم الإضرار بحصة مصر المائية وحقوقها البديهية فى استمرار جريان النيل من منبعه فى هضبة الحبشة إلى مصبه فى مصر بلا نقصان.

ولم يكن صبر مصر عن ضعف أو قلة حيلة بل هو صبر الكبير.. وحلم الواثق.. وإيمان صاحب الحق بعدالة قضيته.

وهو ما عبر عنه الرئيس السيسى بقوله: "نحن لا نهدد أحدا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد ومن يريد أن يجرب فليتفضل".

وأضاف الرئيس قائلا: "أنا مبهددش حد وعمرنا ما هددنا وحوارنا رشيد جدا".

كلمات قوية وواضحة لمن أراد أن يعقل ويفهم ويزن الأمور بميزان العقل والحكمة.

يجب أن يدرك الجميع أن للنيل ربا يحميه.

انقذوا شارع المعز

من أبرز الإنجازات التى حققها الفنان فاروق حسنى أثناء توليه حقيبة الثقافة كان تطوير شارع المعز الذى يعتبر أول متحف مفتوح للآثار الإسلامية فى العالم، ويقع فى منطقة الأزهر فى حى وسط القاهرة، حيث يضم مجموعة من الآثار النادرة التى تعود للعصرالفاطمى، وتم افتتاحه رسميا فى 22 فبراير من عام 2008.

ويضم شارع المعز كوكبة من أجمل الآثار الإسلامية بالعالم، يصل عددها إلى 29 أثراً من مساجد ومدارس ومدافن وبيمارستانات وأسبلة وكتاتيب وقصور، ووكالتين‏،‏ وثلاث زوايا‏،‏ وبوابتين،‏ وحمامين‏.

ومن بين أبرز المبانى الأثرية فى شارع المعز باب الفتوح، وباب زويلة، وجامع الأقمر، وجامع السلطان المؤيد، ومسجد قلاوون، وجامع الحاكم بأمر الله، ومسجد وسبيل سليمان الأغا السلحدار، ومسجد السلطان برقوق، وسبيل محمد على، وسبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، وسبيل وكتاب خسرو باشا، ومجموعة السلطان الغورى، وقصر الأمير بشتاك.

هذا المتحف النادر امتدت إليه أيدى الإهمال والتخريب بعد يناير 2011 وفقد الكثير من رونقه وجماله، وكان فى مقدمة التعديات السماح للسيارات بالمرور عبر الشارع الذى كان مخصصا للمشاة فقط، وبدأ أصحاب المحلات فى تشويه واجهات محالهم التى كانت تحمل شكلا موحدا بطابع إسلامى يتناسب مع طبيعة الآثار الإسلامية التى يضمها الشارع، وبدأ صاحب كل محل فى تعديل اللافتات والواجهة كما يحلو له حسب ذوقه الشخصى فيما يشبه التشويه المنظم والمتعمد، فضلا عن التعدى على حرم الطريق لمسافة تزيد على المتر أمام كل محل.

وبخلاف تشويه واجهات المحلات التجارية، هناك بعض السلوكيات المرفوضة التى انتشرت فى شارع المعز بشكل سرطانى مؤخرا مثل المصورين الفوتوغرافيين والباعة الجائلين الذين يتفننون فى مضايقة المارة والمترددين على الشارع التاريخى سواء المصريون أو الأجانب والتى لم تجد معها نفعا جهود شركة الأمن الخاصة المسئولة عن تأمين الشارع والتى يبدو أن تأمين شارع بهذه الأهمية والحيوية أمر يفوق قدراتها.

ويبقى السؤال.. لماذا يتفنن البعض فى تشويه كل ما هو جميل وبديع؟.. لماذا يزرعون القبح فى قلب الجمال؟

إنقذوا شارع المعز قبل فوات الأوان وأعيدوا له رونقه وجماله المفقود.

القوة الناعمة

لايختلف اثنان على أن الدراما التليفزيونية تمثل وبحق إحدى الأذرع القوية للدولة المصرية فى توضيح بعض المفاهيم الخاطئة وإرسال رسائل واضحة لأعداء الوطن، كما فعل مسلسل "الاختيار" بجزئيه الأول والثانى، وكذلك مسلسل "هجمة مرتدة" حيث أثبتت هذه الأعمال الوطنية الناجحة أن مشهدا واحدا صادقا يصل لقلب وعقل المشاهد سيكون تأثيره أقوى من عشرات المقالات الصحفية والبرامج الحوارية.

ومنذ تأسيسها قدمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أعمالا فنية جيدة نالت استحسان الجميع وحققت الأهداف المرجوة منها وأعادت للأذهان العصر الذهبى لقطاع الإنتاج الذى قدم أعظم كلاسيكيات الدراما التليفزيونية مثل ليالى الحلمية ورأفت الهجان والمال والبنون وغيرها من الأعمال الخالدة فى وجدان المشاهدين.

هناك أخطاء وسلبيات لا ينكرها أحد، وهناك أعمال لم تلق القبول من المشاهدين رغم ضخامة إنتاجها.

كل هذا لا ينكره أحد ويجب ألا يمر بدون حساب، فهذا الكيان الوطنى الضخم الذى أعاد البريق للدراما المصرية وأعاد مصر لمكانتها الطبيعية فى صدارة المشهد الدرامى.

أقوال لا تنسى

"يمكن للكذبة أن تدور حول العالم بينما لاتزال الحقيقة ترتدى ملابسها"

"المتشائم يرى الصعوبة فى كل فرصة، والمتفائل يرى الفرص فى كل صعوبة"

"فى السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم.. ولكن هناك مصالح دائمة"

"الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا فى تربة التضحيات، وتسقى بالعرق والدم"

"ونستون تشرشل"

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة