صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الإعلام العربى

صالح الصالحي

الأربعاء، 16 يونيو 2021 - 06:16 م

كأنه لم يمر وقت كثير على اجتماعات وزراء الإعلام العرب الأخيرة قبل الحالية.. فلاتزال التحديات الجسيمة والمزمنة التى تمر بها منطقتنا تلقى بظلالها على اقتصاديات شعوبنا، بل يضاف الكثير من تحديات جديدة لها.
فمازالت القضية الفلسطينية تشهد معاناة تزداد بفعل التطورات التى تمر بها فى الفترة الحالية ولايزال الأمل معلقا بحل الدولتين وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة ووقف التهجير القسرى لسكان القدس الذى بلغ مداه فى الفترة الأخيرة، فى ظل حكومة إسرائيلية جديدة يؤكد المراقبون بأنها أشد عنصرية وكرها للعرب من سابقتها برئاسة نتنياهو.
تمزق سياسى وأرتفاع  للمد الإرهابى فى معظم الدول العربية.. واحتلال ميليشيات التطرف والتشدد فى العديد من الدول العربية شرقا وغربا.. وتداعيات جائحة كورونا تلقى بظلالها  على المشهد الاقتصادى والاجتماعى والصحى فى جميع ربوع المنطقة.
فلم يعد وقت  لأى خلاف عربى عربى وهذا ما بدا واضحا فى المشهد العربي.. هناك تقارب مصرى قطرى.. وتملك الدولتان الإرادة السياسية لتجاوز صفحة الماضى.. العراق يتقارب مع السعودية والإمارات بعد سنوات عجاف من الانقسام والإختلاف.. بعض الدول العربية تشهد تغيرا فى المشهد السياسى والدستورى مثل ليبيا والجزائر.. وحراك تونسى لمواجهة حركة الإخوان المسلمين هناك، فى الوقت الذى يزداد الوضع سوءا فى بلاد مثل لبنان وسوريا واليمن.
كل هذه الأوضاع تلقى بالمسئولية على إعلامنا العربى الذى يتحمل عبء بث روح التعاون وخلق الجهود الرامية لتطوير العمل العربى المشترك فى المجال الإعلامى وفى كافة القضايا والتحديات مما يدفعنا لضرورة تحديث الاستراتيجية الإعلامية العربية للتصدى لجميع التحديات وتحقيق الطموح العربى فى خلق إعلام قوى متناغم معبر  عن القضايا العربية.. مما يتطلب خطابا اعلاميا موحدا للتصدى للإرهاب وحماية السلم والأمن العربى.
وأرى فى المشهد بوادر طيبة لبعض التقارب العربى السياسى الذى بدا واضحا فى المشهد الإعلامى والذى سينعكس بمزيد من التوحيد لخطاب إعلامى عربى موحد لحماية الفضاء الأعلامى والرقمى العربى من المحتويات الزائفة المؤثرة على مقوماتنا السيادية والوطنية العربية باعتبار الإعلام شريكا إن لم يكن أساسا فى توحيد الصف العربى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التى تبنتها الأمم المتحدة وارتبطت بها معظم الدول العربية، والتى تتبلور فى استراتيجية إعلامية عربية لتحديث خطة التحرك الإعلامى بالخارج.
التحديات عديدة ومشاكل مشتعلة فى المنطقة لكن كل ظنى الطيب ان دورة الإعلام العربى الحالية مدركة بشكل جيد جميع التحديات وستقدم خطوات عظيمة لتوحيد الخطاب الإعلامى العربي.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة