حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

ميليشيات الغرب الليبى تخطط لإفساد !! العملية الانتخابية وتفريغها من محتواها

الأخبار

الخميس، 17 يونيو 2021 - 06:47 م

فى بادرة قد تضبط إيقاع الأحداث المتفجرة فى الغرب الليبى بسبب صراع الميليشيات الإخوانية لوح المجلس الرئاسى الليبى فجر الإثنين الماضى بملاحقة ومحاسبة ميليشيات مسلحة دخلت فى مواجهات واشتباكات بمدينة العجيلات غرب العاصمة طرابلس فى حالة عدم وقف هذه الأعمال القتالية وعمليات الحشد العسكرى.
ويعد هذا هو أول إنذار يوجهه المجلس الرئاسى إلى الميليشيات المسلحة غرب ليبيا، منذ توليه السلطة شهر مارس الماضى بعدما التزم الصمت إزاء الاشتباكات المتكررة التى تندلع بين الحين والآخر بين الميليشيات المسلحة فى مدن الغرب الليبى..
ومنذ الخميس الماضى 10 يونيو تدور اشتباكات مسلحة بين ميليشيات من مدينة الزاوية يقودها محمد بحرون الملقب بــ « الفار « وأخرى تابعة لمدينة العجيلات يقودها محمد بركة الشهير بــ « الشلفوح « استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة وقذائف آر بى جى وأسفرت فى مراحلها الأولى عن مقتل 8 أشخاص من بينهم طالبة جامعية، إلى جانب أضرار مادية بالبنية التحتية بعد سقوط صواريخ عشوائية. كما توقفت حركة المرور تماما ًبمدينة العجيلات وأغلقت المحال والشوارع وسط استمرار عمليات التحشيد العسكرى مما ينذر باستمرار أو استئناف مثل هذه الاشتباكات « المقصودة ! «.
وحول تلك الأحداث أعلن عبد الله اللافى عضو المجلس الرئاسى بموقع « فيسبوك « عن صدور توجيهات من القائد الأعلى ( رئيس المجلس الرئاسى ) بشأن الاشتباكات بوقف التحشيدات والعمليات القتالية بشكل فورى.. وأكد اللافى أنه سيتم محاسبة كل من تسبب فى إلحاق الأذى بالمدنيين أو الممتلكات العامة والخاصة.. مشيراً إلى إصدار التعليمات لكل من وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذه الأعمال.
وتعد معضلة الميليشيات المسلحة التى تتحكم فى العاصمة طرابلس وترتبط بعلاقات متوترة ومصالح متعارضة ومتناقضة واحدة من أبرز العقبات التى تواجه السلطة التنفيذية الجديدة التى وعدت الليبيين بالسلام والوحدة والاستقرار !!.
ولا شك أن هذه الميليشيات-التى تنتمى فى الجذور إلى جماعة الإخوان-تسعى جاهدة لعدم إتمام الاستحقاق الانتخابى المقرر فى 24 ديسمبر القادم لانتخاب رئيس للبلاد ومجلس تشريعى للنواب.. وهذا ما يشعر به كل المتصلين بعملية المصالحة الليبية والذين اقتربوا من تفاصيل خريطة الطريق التى خرج بها ملتقى الحوار الوطنى الليبى بجنيف تحت إشراف ستيفانى ويليامز مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة.. وأعتقد أن ريتشارد نورلاند السفير الأمريكى ومبعوثها الخاص إلى ليبيا لديه ما يقوى هذا الاتجاه لدى بعض الجبهات المتناحرة لإطلاعه على الأوضاع الليبية، ويهمه أن يتم تنفيذ خريطة الطريق التى خرج بها الملتقى لأن فى ذلك تحقيق مصالح بلاده بالدرجة الأولى، وهو الأمر الذى أشار إليه فى تعليقه على المكالمة الهاتفية التى تمت بين الرئيسين السيسى وجو بايدن يوم 24 مايو الماضى، وقال نورلاند فى ذلك الوقت إن بلاده ملتزمة بالمسار السياسى فى ليبيا كما هو الحال بالنسبة لمصر ولكلاهما مصالح مشتركة فيها..
والمؤكد أن دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة يؤيدون قرارات مجلس الأمن الخاصة بضرورة مغادرة المرتزقة والقوات الأجنبية للأراضى الليبية فى أقرب وقت، وهو الأمر الذى تحاول تركيا التهرب منه بتأكيدها على لسان وزير دفاعها-من طرابلس-أن تواجد قواتها فى ليبيا هو فى الأساس لحماية الليبيين !
والمؤكد أيضا أن الميليشيات المسلحة المسيطرة على الغرب الليبى تسعى بكل الوسائل لإفساد الاستحقاق الانتخابى المقرر فى نهاية هذا العام وإخراجه عن الأهداف المرجوة منه للإبقاء على مصالح جماعة الإخوان فى اختيار رئيس ضعيف غير منتخب من عموم الشعب، وترك مسألة اختياره للبرلمان، وهو الأمر الذى يجب أن يقف ضده كافة فئات الشعب وفى المقدمة منهم البرلمان.
وأرى أن المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبى وهو أكثر الناس معرفة بأهداف ميليشيات جماعة الإخوان مطلوب منه أن يتدخل بقوة لمنع وصول هذه الميليشيات المنحرفة لأهدافها والتى تتعارض مع القواعد الديمقراطية الصحيحة بوضع قواعد دستورية قوية تمنع التلاعب فيها أو الدوران حولها.
والأسابيع القادمة ستحدد بشكل قاطع الآلية التى ستجرى بها الإنتخابات الليبية، وأرجو أن يتم الاستقرار على آلية لا تفرغ الإنتخابات من مضمونها المنشود والمحقق لمصلحة الشعب الليبى الصابر، والذى لن يصبر طويلاً.. فإن للصبر حدودا.. !
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة