ميدان التحرير أيام ثورة ٣٠ يونيو
ميدان التحرير أيام ثورة ٣٠ يونيو


30 يونيو ثورة شعب

التحرير.. ميدان ثورة وحضارة المصريين

مصطفى متولي

الجمعة، 25 يونيو 2021 - 08:57 م

احتضن الحشود فى 30 يونيو واهتزت أركانه بـ «تحيا مصر»

شهد على رفض المصريين مخططات الجماعة التخريبية

لوحة فنية أثرية رسمتها أياد مصرية وأشاد بها العالم

150 مليون جنيه لتطوير الميدان والمنطقة المحيطة فى 10 أشهر

١١ عاماً كانت كفيلة أن تعيد للميدان رونقه من جديد.. أن تمحو أثار محاولات التشوية التى لاحقته خلال أعوام.. أن تغير الصورة الذهنية التى رسمها البعض عنه باعتباره مركزا للاعتصامات والمظاهرات التى اندس خلالها عدد من الخارجين عن القانون.. إلى نقطة انطلاق موكب المومياوات الملكية أحد أهم الأحداث فى القرن الحالى والذى تابعه وأشاد به العالم أجمع.. هنا ميدان التحرير.. هنا سجل التاريخ لأبرز أحداث العقد الأخير.

 ميدان التحرير بعد التطوير
فيعود تأسيس ميدان التحرير إلى عام 1865 فى عهد الخديوى إسماعيل الذى أمر أن يتم تخطيط القاهرة الخديوية على الطراز الفرنسي، وبالفعل صممت الإنشاءات به على طراز ميدان شارل ديجول بباريس، وسمى الميدان فى البداية بـ «ميدان الإسماعيلية» نسبة إلى الخديوى إلى أن تم تغيير اسمه إلى ميدان التحرير بعد ثورة يوليو 1952.

كان الميدان منذ نشأته شاهداً على العديد من الأحداث السياسية فى مصر.. أبرزها عام 1881 إبان الثورة العرابية كان مقر انطلاق الوحدة العسكرية التى ترأسها أحمد عرابى للتوجه إلى قصر عابدين ضد الخديوى توفيق، ومنه خرجت مظاهرات حاشدة فى ثورة 1919 للمطالبة بعودة سعد زغلول من المنفى، وفى عام 1967 شهد الميدان مظاهرات حاشدة للمطالبة بعدم تنحى الرئيس جمال عبد الناصر عن الحكم، وأخيراً ومع مطلع عام 2011 عرف العالم أجمع ميدان التحرير بالمظاهرات الحاشدة التى شهدها، ونقلتها وسائل الإعلام فى أنحاء العالم.
ولكن تبقى ثورة الـ٣٠ من يونيو علامة مضيئة فى تاريخ مصر والميدان.. لأنه كان أحد الميادين بل الأبرز ميدان التحرير حيث احتشد الملايين فى الميدان تطالب برحيل محمد مرسى هو وأعوانه من حكم مصر بسبب الممارسات التى مارستها الجماعة خلال أقل من عام.. وكان الميدان شاهدا على الحشود الكبيرة التى استمعت فى 1 يوليو حين أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا يمهل القوى السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي... لتصبح ٣٠ يونيو علامة فارقة فى تاريخ مصر حيث بدأت مصر بعدها تحت قيادة الرئيس السيسى مرحلة البناء والتعمير التى كان للميدان نصيب كبير منها.. فبعد أعوام وعقود مرت على الميدان شهد خلالها أحداثا كثيرة.. تراجعت خلالها أعمال التطوير واستقر الغبار على ملامح الميدان.. حتى نهاية عام ٢٠١٩.. لتبدأ أعمال التطوير بالميدان طبقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يشمل تطوير ميدان التحرير إضافة لمسة حضارية من خلال نقل عدد من القطع الأثرية وعرضها للمواطنين بعد ترميمها، وذلك على نحو يليق بسمعة ومكانة الحضارة المصرية القديمة، ويضاهى ما تذخر به أشهر الميادين فى كبرى عواصم العالم من آثار فرعونية.
أعمال تطوير شملت عددا من المحاور كان أبرزها تطوير قلب الميدان وتزينه بمسلة وعددا من الكباش ليكون مزاراً سياحياً عالمياً، واستمرت أعمال تطويره ١٠ أشهر بدأت فى سبتمبر 2019 وبتكلفة تقديرية بلغت ما يقرب من 150 مليون جنيه.
وتضمن مشروع التطوير عددا من المحاور، شمل المحور الأول إزالة كافة اللوحات الإعلانية الموجودة أعلى واجهات العمارات، مع توحيد لون المحال التجارية، بالإضافة إلى تحديث منظومة الإضاءة به لتظهر معالم الميدان بالكامل، خاصة بعد تثبيت المسلة والكباش الفرعونية، وتضمن المحور الثانى تطوير الساحة الرئيسية للميدان (صينية الميدان)، حيث تعد الجزء الأهم بمشروع التطوير، وقد جاءت فكرة التصميم أن تكون هناك علامة مميزة للميدان تمثلت فى وضع «مسلة فرعونية» فى منتصفه، ليضاهى بذلك أشهر ميادين العالم، هذا إلى جانب تثبيت أربع كباش فرعونية على القواعد المخصصة لها بجوار المسلة لإضفاء طابع الحضارة الفرعونية على الميدان، بخلاف نافورة بثلاثة مستويات حول المسلة لتضفى مظهراً جمالياً على الميدان، بالإضافة إلى توفير أعداد مناسبة من المقاعد والجلسات للمواطنين فى جميع أنحاء الميدان، بما يتناسب مع حجم الحركة به.
 وشمل المحور الثالث تطوير مسارات المشاة، بما يسهل من عبور المواطنين فى أماكن محددة، كما تم إضافة لمسات جمالية وتاريخية من خلال زيادة المسطحات الخضراء وتوفير أنواع مختلفة من الزراعات الفرعونية مثل شجر الزيتون، وذلك لتتناسب مع معالم الميدان التاريخية.
تحويل ميدان التحرير إلى مزار سياحى لم ينته بانتهاء أعمال التطوير فقط... بل استمر إلى أن أصبح الميدان بوابة العالم لمشاهدة أضخم عرض لنقل المومياوات الملكية شهده العالم بداية العام.. حيث بدأت رحلة المومياوات الملكية من المتحف المصرى فى قلب ميدان التحرير لتستقر فى متحف الحضارة تحت أنظار العالم أجمع الذى وصف الموكب بالتاريخي.

 سيارة نقل المومياوات الملكية فى ميدان التحرير 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة