كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كلمات أقوى من الرصاص!

كرم جبر

السبت، 26 يونيو 2021 - 06:11 م

"عاوز أقول كلمتين، الجيش المصرى وطنى عظيم وشريف، لا تقلقوا أبدا على بلدكم مصر، فالمصريون عندما أرادوا التغيير غيروا الدنيا كلها، لما جيش مصر نزل حماكم وقعد 18 شهرًا أيده لم تمتد، خلوا بالكم من هذا الكلام جيدًا، إحنا أيدينا تنقطع قبل ما تمسكم، وأنا أقسمت منذ 3 أسابيع يا ريت كلكم تكونوا سمعتوه، أنا قلته عشان كل مصرى قاعد فى بيته يكون مطمئنًا رغم كل الشوشرة.. وعشان مصر تفضل مصر، وهتفضل مصر".

انطلقت هذه الكلمات كالمدفعية الثقيلة على لسان الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لتبدد الخوف وتجفف الدموع وتطمئن القلوب، على أغلى شيء فى الدنيا.. مصر.

الشرارة الأخيرة لـ 30 يونيو كانت فى مسرح الجلاء، 25 إبريل 2013، ليلة الاحتفال بذكرى تحرير سيناء، بحضور وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، ورموز الفكر والفن والسياسة والإعلام فى مصر، ولم يحضر المعزول ولا إخوانى واحد، والدموع هى التى أشعلت الثورة، دموع القوة وليس الضعف، والعزة والكبرياء والكرامة، وليس الاستكانة والمذلة والخنوع.

الأغبياء الذين تصوروا أنهم سيطروا على مصر وشعبها، لم يفهموا الرسالة التى سطرها الشعب بدموع من نار العزة، إلى الجيش.. "مصر أمانة فى رقبتكم، أنقذوا مصر من الضياع"، وجاءت رسائل الطمأنة وإحياء الأمل سريعة، فى عبارات كالمدفعية الثقيلة، على لسان وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى.

الجبناء يهربون من الخطر، والخطر يفر من الشجعان، ومصر لم تكن يومًا إلا ميدانًا للشجعان، والشجعان هم من يحملون السلاح، وبجوارهم حملة مشاعل الوعى والتنوير، والكل يؤدى دوره فى تناغم وانسجام.. وأقسم الجميع ليلة 25 إبريل 2013 − ذكرى تحرير سيناء − أن يظل علم مصر خفاقًا فى السماء.

القوة الناعمة هى الرصيد الذهبى لثورة 30 يونيو، وتحدت الأناشيد الحماسية جبروت الميليشيات المسلحة، وتغلبت المشاعر الوطنية المتدفقة على الشرعية الزائفة، فلا شرعية لمرشد زائف ولا رئيس كومبارس ولا لأهله وعشيرته.. شرعية مصر فى شعبها وجيشها، وفى العلم والنشيد، وأقسم الطرفان يمين الولاء "رسمنا على القلب وجه الوطن، نخيلاً ونيلاً وشعبًا أصيلاً.. وصناك يا مصر طول الزمن، ليبقى شبابك جيلاً فجيلاً".. ولم يفهم الأغبياء الذين تصوروا أنهم سيحكمون مصر خمسمائة سنة، أن دموع القلوب العامرة بالوطنية، رسمت طريق الخلاص.

لم يضع مجهود مثقفى مصر العظماء هباء، واستدعت البلاد احتياطى الذات المصرية، الذى تكون على مدى مئات السنين لمواجهة الخطر الداهم، خطر تجريد وطن عظيم من قوته الناعمة، التى يباهى بها الدنيا، واستبدالها بقوة خشنة ظاهرها القبح وباطنها التآمر، وعنوانها المتاجرة بالدين، وفحواها إمارة يحكمها السيف والجلاد وقاطع الرقاب، وحولنا تجارب مماثلة فى دول الجحيم العربى، لم يبق منها سوى ويلات الحروب الأهلية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة