الأحد، 27 يونيو 2021 - 12:34 م

محمد التلاوى

تعكس الدراما التلفزيونية قضايا المجتمع بأحداثه الاجتماعية والسياسة، ولأن ثورة «30 يونيو» واحدة من أهم الأحداث التى مرت بمصر فى العصر الحديث، كان من الطبيعى أن تتناولها الدراما فى العديد من أعمالها، غير أنه لا يمكن لأحد المبدعين أن يستطيع تأريخ كامل أحداث تلك الثورة لأن ملحمتها لم تنته بعد.

الدراما حتى الآن، لم تناقش أو تطرح الثورة وأسبابها إلا من خلال بضعة أعمال لعل أبرزها مسلسل "دنيا جديدة" بطولة حسن يوسف وأحمد بدير، ومسلسل "سلسال الدم" بطولة عبلة كامل ورياض الخولى تأليف مجدى صابر وإخراج مصطفى الشال، ويعد هو العمل الوحيد الذى تناول صعود الإخوان للحكم بعد ثورة 25 يناير وصولا لثورة «30 يونيو»، وهو من الأعمال الدرامية التى تناولت في أحد خطوطها الدرامية «30 يونيو»، وسقوط الدولة الدينية وتحديدا الحلقة الأخيرة في الجزء الرابع والتى انتهت بقيام الثورة وسقوط الدولة الدينية الفاشية التى كانت موجودة فى مصر إبان حكم الإخوان، ففى هذا الجزء هناك خط سياسى مهم يتمثل فى ركوب الإخوان على السلطة فى مصر، واستغلالهم للدين والبسطاء من أجل الوصول إلى السلطة، وبرغم أنه ينتهى بسقوطهم وقيام ثورة «30 يونيو» وقد تكون تلك هي البداية لأعمال أخرى تناقش ما حدث بشكل أكثر تفصيلا وتأريخا.

فى عام 2013 شهدت الدراما العديد من الأعمال الفنية التي تناولت عنف الإخوان والأحداث السياسية الجارية على الساحة السياسية آنذاك، فتناول مسلسل الداعية، بطولة الفنان هاني سلامة، وتأليف مدحت العدل، أشكالا مختلفة من فساد حكم الإخوان وقياداتهم، كما تناول سياستهم وأفكارهم، وتضمن المسلسل مشاهد لهتافات عديدة ضد حكم المرشد مطالبة بإسقاطه، حيث تنظم الفنانة بسمة، مسيرة إلى قصر الاتحادية لإسقاط الرئيس، وأشار المسلسل إلى بعض القضايا المتشددة مثل تحريم الأغاني والمسلسلات.

وتناول الفنان يوسف الشريف في مسلسله"اسم مؤقت"، الصراعات بين 3 من مرشحي الرئاسة، أحدهم تابع للنظام القديم، والآخر ليبرالي، والثالث يمثل التيار الإسلامي، ويصل للحكم بتزييف الإرادة واستغلال الدين، في إشارة واضحة إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2012، والتي فاز بها الرئيس المعزول محمد مرسي. 

في عام 2014 تناولت الدراما الأحداث السياسية، وقدم مسلسل "عد تنازلي" بطولة يوسف الشريف، ودارت أحداثه حول شاب يتورط في عملية اغتيال مساعد وزير الداخلية التي قامت بها جماعة إرهابية، ويطارده أحد ضباط أمن الدولة.

مسلسل «امبراطوية مين»، بطــولة هـــند صبري، تناول التغـــــــيرات الاجتمــاعـــــية والسياســـية التي طرأت علـــى مصـــر عقـــب ثــورة 25 ينـــــايــر، وحــــتى ثــــورة «30 يونيو»، وألقى الضوء على ممارســات جمــاعــة الإخـوان من حيث استخـدام أســـلـــــــــوب التخــــــــويــف، والترهــــــيب للنساء في الشارع، إضافة إلى تأثير الخطاب الديني على الشارع كما حدث في محاولات الإقناع بالاستفتاء بـ"نعم" على دستور 2012 إرضاءً لله واتباعاً لتعاليم الإسلام.

 مسلسل "تفاحة آدم"، بطولة النجم خالد الصاوي، رصد منذ حلقاته الأولى محاولات الإخوان فرض سيطرتهم على وزارة الداخلية، وأهم الأجهزة الأمنية للوصول إلى أدق ملفاتها الخطيرة، كما رصد المسلسل بعض القضايا السائدة على الساحة السياسية آنذاك، مثل جهاد النكاح، ومحاولات اغتيال رجال الشرطة.

 ورغم انتهاء حكم الإخوان، إلا أن الأحداث السياسية لاتزال تلاحق الدراما، في مسلسل "أرض النعام"، للمخرجة غادة سليم، تتطرق أحداثه لحياة الفقراء والطبقة الكادحة في مصر وما عانته بعد الثورة من مشاكل سواء كانت اجتماعية، أو سياسية، أو اقتصادية. 

لكن فى السنوات الأخيرة لعبت الدراما الوطنية دورا مهما فى مساندة الدولة وكشف الحقائق وفضح جرائم الجماعات الإرهابية وأعداء مصر، وآخرها مسلسل "الاختيار 2" الذى يقدم وثيقة فنية وتاريخية عن فترة مفصلية من تاريخنا المعاصر، ومرحلة شهدت تحديات ومؤامرات وحروبا مباشرة ضد الدولة.

بعد التعافي التدريجي للدراما، والنجاح الذي حققته في 2020، بالتنوع، وعودة أشكال الدراما الغائبة عن التلفزيون لسنوات، والاستمرار في إنتاج دراما الحروب في عام 2021 بجزء ثان من الاختيار، ليس ذلك فقط، فهناك مسلسل "هجمة مرتدة" المقتبس من ملفات المخابرات المصرية.

من جانبه، يؤكد المؤلف بشير الديك، أن الأعمال الدرامية التي قدمت واستعرضت أحداث ثورة 30 يونيو جيدة جدا وأبرزها في وجهة نظري هو مسلسل الاختيار سواء كان الجزء الأول أو الثاني لأنه يناقش الأحداث بعمق وهناك تسليط ضوء على بعض الأحداث الهامة التي دارت خلال هذه الفترة وما تبعها داخل مصر وهذا لا يمنع أن هناك أعمالا جيدة أخرى مثل مسلسل القاهرة كابول وهجمة مرتدة.

كما يؤكد الفنان فتوح أحمد، أن هناك أعمالا فنية درامية متعددة مثل مسلسل هجمة مرتدة ومسلسل القاهرة كابول والاختيار الجزء الأول والثاني قدمت أحداث ثورة 30يونيو بشكل جيد وحققت نجاحا كبيرا ولكن كان أبرزها مسلسل "الاختيار 2" الذي عرض هذا العام وحقق أعلي نسب مشاهدة لانه استعرض وتطرق لموضوعات جديدة لم نكن نعرف عنها شيئا خلال هذه الفترة وأعتقد أنه مازال هناك الكثير من الموضوعات التي لم نعرف عنها شيئا تخص هذه الاحداث.

أما المؤلف نادر صلاح الدين فيقول: كل المسلسلات التي قدمت عن ثورة «30 يونيو» أكثر من رائعة ولكن أكثرها جذبا وتحقيق نسبة مشاهدة عالية هو مسلسل «الاختيار 2» الذي أعتبره من أقوي المسلسلات التي عبرت عن ثورة «30 يونيو» بشكل كبير والمسلسل مكتوب بشكل مهني وأنا من متابعي أعمال مؤلف المسلسل لأنه يقدم أعمالا جيدة كما أن المخرج موهوب جدا حيث إنه استطاع أن يهتم بكل التفاصيل ويبرزها بحرفية وجودة عالية.

الفنان طارق عبد العزيز يقول هناك أعمال درامية تم تقديمها عن ثورة «30 يونيو» المجيدة كلها جيدة جدا حيث استخدم صناع هذه الأعمال تقنيات عالية جدا حيث ظهرت الصورة المبهرة التي شاهدنا بها هذه المسلسلات ولكن من وجهة نظري أن مسلسل "الاختيار2 " كان من أفضل هذه المسلسلات التي تم عرضها.