جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

لم ننتظر المعجزة بل صنعنا التاريخ

جلال عارف

الثلاثاء، 29 يونيو 2021 - 08:23 م

٣٠ يونيو لم يكن معجزة، بل كان هو الممكن الوحيد عند الملايين من شعب مصر.
كان مستحيلاً أن تقبل مصر الرضوخ لحكم الفاشية الإخوانى، أو تترك مصيرها بيد من يريدون أن يقودوها إلى مجاهل القرون الوسطى، أو يسجنوها فى كهوف الجهل والتخلف.. حتى ولو استخدموا فى ذلك سلاح الدين الحنيف البرىء من كل جرائمهم وخياناتهم المستمرة للدين والوطن.
وكان مستحيلاً أن تتخلى مصر عن كل ما ناضلت من أجله حركتها الوطنية وأجيالها المتعاقبة التى قدمت أغلى التضحيات لكى تتحرر مصر وتبدأ مسيرتها لبناء دولتها الحديثة.. بالعلم والعمل، وبالعدل والحرية، وبوطن يتساوى أبناؤه جميعا فى نيل الحق وأداء الواجب.
ولم يكن ممكناً أن يقبل شعب مصر حكم هذه العصابة الإرهابية التى تريد القضاء على كل ما هو رائع فى مصر، لكى تبنى على انقاضه إمارة للإرهاب ومركزاً لنشر الفوضى والدمار وفقاً لمخططات الأعداء لتدمير المنطقة والتى أصبح حكم الإخوان أحد أهم أسلحتها فى هذا العام الأسود الذى استولى فيه الإخوان على السلطة فى مصر، وظنوا أنهم باقون لمئات السنين!
ولم يكن ممكناً إلا أن يصطدم حكم «الإخوان» بكل شعب مصر باستثناء عصابات الإرهاب التى ادعت أنها تمثل الإسلام البرىء منها، والتى كشفت -بكل وضوح- أن الوطن بالنسبة لها مجرد حفنة من تراب عفن»!!» وأن الخيانة بالنسبة لها أمر طبيعى مادامت تبقيها فى السلطة، وتدعمها فى مواجهة شعب كان حتماً أن يثور لاسقاطها، وفى مواجهة جيش لم يكن يوماً إلا سنداً للشعب وجزءاً أصيلاً من حركته الوطنية.
أعظم ما فى ٣٠ يونيو أن الملايين كانت تعرف جيداً أنها تواجه قوى لا تعرف إلا لغة الإرهاب وسفك الدماء، وأنها تواجه أيضا الداعمين من القوى الإقليمية والدولية التى راهنت يومها على تحالفها مع إخوان الإرهاب.. ومع ذلك خرجت مصر فى ٣٠ يونيو ولم يكن أمامها إلا هذا الطريق لإنقاذ الوطن، ولم يكن هناك من سند إلا الإيمان بحتمية الانتصار لمصر، وإلا اليقين بأن مصر -شعباً وجيشاً- سوف تفرض النهاية المحتومة لكابوس حكم الفاشية الإخوانية فى هذا اليوم العظيم.
لم يكن فى الأمر معجزة.. بل كانت مصر -شعباً وجيشاً- تصحح خطأ التاريخ!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة