الرئيس السيسي
الرئيس السيسي


المسلسلات الوطنية تؤكد أن ضمير الأمة ما زال يقظاً ضد «الشر والإرهاب»

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 30 يونيو 2021 - 01:56 ص

كتب: محمد الشماع

توجيهات الرئيس صنعت «الممر» و«الاختيار».. وأعمال أخرى فى الطريق
الالتفاف حول المسلسلات الوطنية يؤكد أن ضمير الأمة ما زال يقظاً ومتحداً ضد «الشر والإرهاب»

نقابة الموسيقيين والرقابة على المصنفات.. درع وسيف طرد الأصوات الرديئة
ننتظر من المسرح الدخول على خط «الأعمال الداعمة للوطنية».. وجلال الاسم الأبرز


الشباب أعادوا الريادة للمهرجانات المصرية.. والسينما طردت أفلام البلطجة والعشوائية


دعم الدولة لـ«الموسيقى العربية» أحد صور الاهتمام والتقدير للقوة الناعمة المصرية

 

تمر هذه الأيام الذكرى الثامنة على قيام دولة 30 يونيو، التي أفرزتها ثورة مجيدة ضد قوى الشر والإرهاب, ثورة خرج فيها الملايين في الشوارع ليؤكدوا حبهم لمصر، ولجيش مصر، وشرطتها، وساستها الوطنيين، الذين ملأوا صدورهم بهواء مصري أصيل.


لقد تحولت مصر بفضل قيادة الرئيس السيسي الحكيمة، طوال الفترة الماضية، من بلد تتحسس خطوات النمو، إلى بلد قوي كبير ذو استقلال في القرار، وذو حضور مهم على المستويين الداخلي والخارجي.


بعد 30 يونيو صار للقوة الناعمة حضور وأهمية كبرى تجلت في جميع أشكال الفنون والثقافة والفكر التنويري المبدع, ولأن الفن دائماً هو الأكثر انتشاراً وتوغلاً في المجتمعات، فإن السنوات الـ8 الماضية شهدت تحولات كبيرة في الأهداف والأساليب التي تعاملت الدولة فيها مع الفنون، باعتبارها القوة الناعمة الأهم والأكثر تأثيراً.
ملاحم وطنية وفنية.


لا يخفى على أحد أنه بعد فترة التحولات السياسية التي سبقت ثورة 30 يونيو كان الفن المصري يعاني من تخبط واضح؛ حيث انتشرت وظهرت أعمال دون المستوى تعتمد على البلطجة والعشوائية، وتصور أسوأ ما في مصر، لكن بعد تنبه القيادة الحكيمة لذلك، صار الأمر مختلفاً خلال السنوات القليلة الماضية.


كان توجيه الرئيس بضرورة تقديم أعمال سينمائية وتليفزيونية تزيد من روح الولاء والانتماء للجيش المصري مهمة شاقة للسينمائيين الذين أهملوا هذا النوع من الفنون لسنوات عديدة، إلا أن الظهور القوي والاستقبال المبهر لفيلم «الممر» ومسلسل «الاختيار» بجزئيه في 2020 و2021، وكذلك مسلسل «هجمة مرتدة» ربما دفع الجميع لأن يفكر في تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال، التي هي من جانب تؤتي بثمارها الوطنية، ومن جانب آخر تؤتي بثمارها المادية؛ حيث حقق فيلم «الممر» إيرادات قياسية وقت طرحه في دور العرض السينمائي، ووصلت إيراداته إلى أكثر من 75 مليون جنيه، بينما كان التهافت الإعلاني واضحاً على جزئي «الاختيار» اللذين عرضا في رمضان الماضي وقبل الماضي، ما يشير إلى تحقيقه مكسباً مادياً كبيراً.


«الممر» الذي تدور أحداثه في فترة حرب الاستنزاف حول بطولات الجيش لمصري يُعد أحد أضخم الإنتاجات السينمائية في تاريخ مصر بميزانية تجاوزت الـ 100 مليون جنيه مصري، وقامت شركة الإنتاج ببناء ديكورات الفيلم بالكامل؛ حيث وفرت إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة مواقع التصوير وبعدها تمت الاستعانة بمتخصصين لبناء الديكورات بالكامل لمطابقتها بالواقع خلال تلك الفترة، وتمت الاستعانة بفريق عمل أمريكي لتصميم مشاهد الأكشن والمعارك الحربية.


الفيلم كان من إخراج وتأليف شريف عرفة، وإنتاج هشام عبدالخالق، ومن بطولة أحمد عز، وإياد نصار، وأحمد فلوكس، وأحمد رزق، ومحمد فراج، وأحمد صلاح حسني، وحقق الفيلم المركز الرابع في قائمة أعلى الأفلام دخلاً في السينما المصرية.


الجزء الأول من مسلسل «الاختيار» كان مثالاً حياً لتجسيد بطولات الجيش المصري في سيناء؛ حيث كان يحكي قصة الشهيد أحمد المنسي الذي اغتالته يد الإرهاب الشريرة في حادث كمين البرث, وظهر أثناء استقبال هذا العمل في البيوت كم التعاطف والتعاضد ووحدة الأفكار والتوجهات التي تجمع الشعب المصري كله؛ حيث كان عرضه بمثابة درس في الوطنية تتلقاه الأسرة المصرية كل يوم.


نجاح مسلسل «الاختيار» دفع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (الجهة المنتجة للعمل) أن تفكر في تقديم المزيد من الأعمال الوطنية؛ حيث قدمت الجزء الثاني من المسلسل، الذي تحدث عن بطولات الشرطة المصرية في مواجهة الإرهاب الذي اندلع في جميع ربوع مصر بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة.


«هجمة مرتدة» لأحمد عز هو الآخر كان من بين الأعمال الوطنية التي أيقظت الشعور الوطني لدى المصريين، وهو المسلسل الذى يتناول ملف من ملفات المخابرات المصرية، وهو بطولة هند صبرى, ماجدة زكى، هشام سليم، نضال الشافعى، مايان السيد, ندى موسى، يوسف عثمان، خالد أنور, هاجر الشرنوبى, محمد جمعة وآخرون من النجوم.


في حين كان مسلسل «القاهرة كابول» أيضاً من الأعمال التي ناقشت كيفية نشأة الإرهاب، وكيفية عمل التنظيمات المسلحة في مصر وفي العالم، هذا العمل ناقش بعقلانية وفلسفة ظاهرة الإرهاب التى انتشرت بشكل كبير فى السنوات الأخيرة والتصدى لها.


«القاهرة كابول» بطولة طارق لطفى وخالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب وحنان مطاوع ونبيل الحلفاوى وخالد كمال ونور محمود وشيرين وسارة نخلة ومعتز هشام وضيف الشرف أحمد رزق وهو تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج حسام على وإنتاج شركة سينرجى، ويتناول ثلاث قصص مثيرة، حول المؤامرات التي تُحاك ضد المنطقة العربية، خاصة مصر بالفترة الأخيرة، مسلطًا الضوء على الأعمال الإرهابية التي تقع في هذه المنطقة.


ابتعاد الفن الرديئ
مثلما ذكرت كان الطريق السينمائي في فترة التحولات السياسية مشوشاً ومشوهاً، فالأعمال السيئة طردت الأعمال الناجحة، وانتشرت مشاهد العنف في الأعمال، وكذلك استخدم النجوم والمنتجون «خلطة» النجاح المادي دون النظر في جودة الأعمال وتأثيرها على المجتمع.


أفلام عديدة نالت مكسباً مادياً لم تعتمد إلا على «خناقات أكشن» من النوع الرديئ، ورقصة لإحدى الراقصات غير المصريات، وإيفيهات ساذجة لا تضحك إلا من وقعوا تحت مخدر الرقصة والخناقة.


كل هذا بدأ يتلاشى خلال السنوات القليلة الماضية مع دخول أعمال ذات قيمة وطنية، ومن بينها «الممر» بالتأكيد ومثله «حرب كرموز» الذي يجسد أيضاً إحدى بطولات الشرطة المصرية إبان عهد الاحتلال البريطاني، وكذلك أفلام أخرى جيدة الصنع تحمل مضموناً وهدفاً، وذات إنتاج ضخم، وبالتالي فقد حققت تلك الأعمال نجاحاً كبيراً على مستوى شباك التذاكر، ومن بينها مثلاً الجزء الثاني من فيلم «الفيل الأزرق» و»كازابلانكا» والجزء الثاني من فيلم «ولاد رزق».


الكوميديا كذلك صارت أكثر عمقاً، ومن بين الأعمال الجيدة التي نالت نجاحاً كبيراً وقت عرضها خلال السنوات الماضية فيلم «ليلة هنا وسرور» و»الكويسين» وغيرها من الأعمال التي رفعت شعار احترام عقلية المشاهد، حتى في الكوميديا.


أما الأفلام التي لم تنل حظها من شباك التذاكر، بل نالت ما هو أكثر على مستوى المهرجانات والتمثيل الخارجي فكان فيلم المخرج أبوبكر شوقي «يوم الدين» في المقدمة ولا شك، لأنه خاض سباق الأوسكار بشراسة، وفقًا للتقارير العالمية التي كشفت عن اجتيازه لعدد من المراحل في السباق، وخروجه في مرحلة قريبة من إعلان الأعمال الخمسة المرشحة، وكذلك فيلم «ليل/ خارجي» الذي نال إشادات واسعة وهائلة، وكذلك نال عدد من الجوائز في المهرجانات الدولية، وأيضاً هناك فيلم «فوتوكوبي» وغيرها من الأعمال الجادة التي لم تكن لتظهر إذا كان هناك دعم حقيقي من الدولة للفن الجيد، وإبعاد شعبوي للفن الرديئ.


المهرجانات.. مصر على الخريطة العالمية
خلال السنوات الست الماضية صارت المهرجانات المصرية أكثر توهجاً على المستوى العربي والإقليمي، وبعد أن حاولت بعض الدول الشقيقة سحب البساط من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بضخ مليارات الدولارات في مهرجاناتها الوليدة الناشئة، إلا أن الريادة عادت مرة أخرى لمهرجان القاهرة بجهود الشباب، وفي مقدمتهم المنتج والسيناريست المتميز محمد حفظي الذي تولى رئاسة المهرجان منذ عامين، ليصنع فارقاً كبيراً، ويؤكد أن الفن المصري هو الأبقى والأقوى في المنطقة، في حين تراجعت بعض المهرجانات الشقيقة، وصار صنعها أزمة وعبء عليها.


مهرجان الجونة هو الآخر استطاع في سنواته الماضية أن يضع قدمه في الخريطة العالمية، وذلك بفضل جهود الدولة، ومنهجها في دعم القوة الناعمة.. هذا النجاح أيضاً لم يكن ليأتي إلا بالشباب الذين ينظمون المهرجان، ليظهر في النهاية في أبهى صورة.


الغناء.. محاولات ضبط المشهد مستمرة
محظوظة مصر بمواهبها الغنائية القديمة والحديثة، إلا أن فترة ما قبل السيسي شهدت ظهوراً لنوع غريب من الموسيقى اسمه موسيقى المهرجانات، نعم استمرت، ولكن الذوق المصري الآن قادر على طردها من المشهد، أو على الأقل استخدامها استخداماً حسناً.


محظوظة مصر بنقابة موسيقية قوية تحت قيادة النجم هاني شاكر، تسعى من حين لآخر لضبط المشهد الغنائي في مصر، وقرار منع مطربي المهرجانات من الغناء شاهد على ذلك بقوة، وكذلك يدعمها في هذا الرقابة على المصنفات الفنية، التي تبذل جهداً كبيراً في عدم تلويث آذان المصريين التي اعتادت على صوت عبدالحليم حافظ وأم كلثوم، بأصوات أخرى بعيدة تماماً عن الطرب، وكذلك تبذل مجهوداً مضاعفاً في رفض الكلمات التي تحتوي على ألفاظ شاذة وغريبة على المجتمع المصري.


بقى فقط محاولات النجوم في طرد ما هو سيئ، وبالفعل يسعى جميع مطربى ومطربات مصر، وتحت مظلة الدولة، أن يكون للفن الرفيع مكاناً مهماً في ضمير هذه الأمة الآن، ولعل مهرجان الموسيقى العربية الذي ترعاه الدولة كل عام، ويشهد حضور أباطرة الغناء المصري والعربي حالياً، وفي مقدمتهم أنغام ومدحت صالح وغيرهما، دليل كبير على دعم الدولة بقيادة الرئيس للفن الجيد.


المسرح.. مطلوب المزيد
المسرح هو الآخر شهد طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وأيضاً بدعم واضح من الدولة، وخير مثال على ذلك حرص الرئيس السيسي على مشاهدة مسرحية «المحاكمة» لخالد جلال أثناء منتدى شباب العالم في العام الماضي.


وتجربة خالد جلال المسرحية في مركز الإبداع الفني تعتبر الأبرز خلال السنوات الماضية، فهو قد قام بتدريب عدد كبير من الشباب الذين صاروا الآن نجوماً كبار تتهافت عليهم جهات الإنتاج, هذه التجربة وإن كانت مرتبطة باسم شخص، لكن وزارة الثقافة كانت الجهة الحاضنة والداعمة لها.. مسرح خالد جلال علامة مهمة في تاريخ المسرح المصري، والذي لولا دعم الدولة والرئيس عبدالفتاح السيسي لم تكن لتظهر بهذه الجودة، وهذا العمق.


في هذا الخصوص، لا بد أن ننوه أن المطلوب هو أعمال مسرحية تجسد قيم الولاء والانتماء، مثلها مثلما حدث في السينما والتليفزيون، حتى يعود أبوالفنون إلى موقعه ومكانه كضمير أمة من أعظم الأمم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة