عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة
عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة


مركز الملك سلمان للإغاثة: السعودية مركزا إقليميا لإنتاج لقاح كورونا

فاطمة بدوي

الأربعاء، 30 يونيو 2021 - 04:30 م

أكد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، استعداد المملكة العربية السعودية بأن تكون مركزا إقليميا لإنتاج لقاح فيروس كورونا (كوفيد-19) وللإمداد والنقل والصناعات الصحية الأخرى.

وجاء ذلك، في ظل استمرار معاناة الكثير من دول الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا من التفشي العالي للفيروس، والتباين الواضح فيما يتعلق بإمدادات اللقاح ووصوله إلى عدد قليل من البلدان.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم، الأربعاء، في الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين والذي تستضيفه وزارة الخارجية الإيطالية وبرنامج الأغذية العالمي بمقر الأمم المتحدة في مدينة برينديزي بجمهورية إيطاليا، بعنوان "دور الخدمات اللوجستية في التأهب والاستجابة لجائحة كوفيد-19 والأزمات الإنسانية والصحية المستقبلية".

وقال إن التحدي الذي تشكله جائحة كورونا يحتم علينا العمل معًا لضمان وجود استجابة عالمية منسقة ومنظمة تمكننا من العمل على حماية أكبر عدد ممكن من الأرواح، مؤكداً أن إيجاد تعاون أوثق بين المجتمعات الدولية في جميع جوانب الصحة والبرامج الإنسانية والإنمائية والخدمات اللوجستية أمر لا بد من تحقيقه.

وأضاف الدكتور الربيعة: "إننا ندرك جميعاً أن العالم يواجه تحديات لم تكن متوقعة جاءت كنتيجة للحالة الصحية العالمية الطارئة التي بدأت عام 2020م وتسببت في خسائر مدمرة على الاقتصادات والأنظمة الصحية والتعليم والحوكمة والهياكل الاجتماعية حيث اشتد ضررها وتأثيرها على الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمعات كالأطفال والنساء وكبار السن وأولئك الذين يعانون من الجوع والصراعات والكوارث الطبيعية".وأكد  وجود تباين واضح فيما يتعلق بإمدادات اللقاح المضاد لفيروس كورونا ، مشيرا إلى أن معظم جرعات اللقاح المتاحة وصلت إلى عدد قليل جدا من البلدان ما أدى إلى نتيجة محزنة متمثلة في استمرار معاناة الدول الأخرى التي ما زالت تواجه معدلات عالية من انتشار المرض وتنويم المصابين به في المستشفيات والوفيات، مشيرا إلى أن توفير اللقاح لجميع البلدان أمر أساسي لتحقيق السيطرة العالمية على هذه الجائحة، داعيًا إلى التعلم من هذا الدرس لمواجهة أي تفشيات أخرى في المستقبل لا سمح الله.وقال  المشرف العام على المركز :"إن المملكة العربية السعودية تشجع وبقوة على ترسيخ الطابع الإقليمي على الصناعات ذات الصلة، لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، حيث لن يؤدي الإنتاج الإقليمي للقاح (كوفيد-19) والأدوية والإمدادات الأخرى إلى توفير المزيد من اللقاحات فحسب بل سيخلق أيضًا فرص عمل ويعزز قدرة أنظمة الرعاية الصحية الإقليمية في الدول على التحكم في توزيع اللقاحات وإيصالها، ولا ينطبق هذا النهج على اللقاحات والأدوية فحسب بل على توزيع جميع المعدات والإمدادات الضرورية الأخرى، كمعدات الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين وعامة الناس، وكذلك توزيع أجهزة التنفس الاصطناعي والغازات الطبية على المواقع الصحية". وفي هذا المجال أوضح الدكتور الربيعة أن المملكة العربية السعودية لديها الإمكانات والتأهيل بشكل فريد لتصبح مركزا إقليميا للإمداد والنقل والصناعات الصحية، مضيفا أنه يمكن تحديد دول أخرى لخدمة المناطق المحيطة بها.

 

وأردف أن المملكة استثمرت على مستوى العالم منذ اندلاع جائحة (كوفيد-19) ما مجمله 713 مليون دولار أمريكي؛ لدعم مكافحة هذه الجائحة، بما في ذلك الدعم المالي لكل من تحالف جافي ومرفق كوفاكس وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي، لافتًا النظر إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قدم مساعدات ثنائية للعديد من الدول وبشكل خاص إلى اليمن وسوريا والسودان بالإضافة إلى المساعدات عبر نقاط التسليم في دول أخرى. وتابع الربيعة أن المملكة أولت اهتمامًا خاصًا لمجتمعات اللاجئين في جميع أنحاء العالم حيث قدمت مساعدات واسعة النطاق للاجئين الروهينجا في بنجلاديش واللاجئين السوريين في لبنان والأردن بالإضافة إلى عدد من اللاجئين في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، موضحا أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية دعمت المملكة العربية السعودية اللاجئين بما في ذلك الذين يعيشون داخلها (الزوار) بمشاريع بلغت تكلفتها ما يقارب 17 مليار دولار أمريكي.وقال  إنه يجب علينا كعاملين في الحقل الإنساني العمل على زيادة قاعدة المانحين لتطوير أنظمة لوجستية موثوقة وفعالة للتأهب للأوبئة، مجددا التأكيد على إمكانية أن تكون المملكة مركزًا إقليميا لمثل هذه الأنشطة.

وأشار الدكتور الربيعة إلى عبارة  "لن يكون أيا منا آمنا مالم نكون جميعا آمنين من الوباء"، مؤكدا أن ذلك ينطبق على جميع حالات تفشي الأمراض المستقبلية التي تحدث في أي مكان في العالم.
ودعا معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة إلى ضرورة تشجيع جميع الدول على المساهمة ماليًّا في الحلول للأوبئة العالمية، حيث أنه لا يوجد بلد محصن من تهديد الأمراض المستقبلية مثل فيروس كورونا.

وأعرب في ختام كلمته عن تطلعه إلى المناقشات التي ستجرى خلال هذا الاجتماع ومناقشة النتائج في قمة مجموعة العشرين في 30-31 أكتوبر 2021م.

يذكر أن الاجتماع يهدف إلى تسليط الضوء على آثار الجائحة الاقتصادية والإنسانية على سلسلة الإمداد والتوريد في مجال العمل الإنساني، كما يهدف إلى التعرف وتبادل الحوار عن أهمية وضع أسس فعالة لضمان استدامة وصمود سلسلة الإمداد والتوريد على خلفية تفشي الأزمات الصحية والغير صحية مستقبلا

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة