صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد اعتداء طبيب على فتاة.. محكمة مصرية تستعين بـ«التنويم المغناطيسي»

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 02 يوليه 2021 - 04:20 م

تختلف الحوادث من زمان إلى زمان، وإن كانت في النهاية صورة للصراع الدائم بين الخير والشر الذي هو من سمات الحياة، لكن أغرب قضية شهدتها مصر، ظهرت حين استعانة محكمة مصرية بالتنويم المغناطيسي لكشف لغز اعتداء طبيب على فتاة.

 

في يوم الأربعاء الأول من شهر ديسمبر عام 1931، انعقدت إحدى المحاكم في القاهرة برئاسة المستشار توفيق رفعت داخل قاعة المحكمة الفسيحة، ليس فيها موطئ لقدم، وتكدست جنباتها بالكتل البشرية، التي جاءت تستمع إلى قضية كان لها عند الرأي العام صدى عميق، وبطل هذه القصة «طبيب وفتاة» قام بتنويمها تنويما مغنطيسيا، ثم اعتدى عليها وما إن أفاقت الفتاة، رفعت أمرها للقضاء.

 

وجاءت الفتاة إلى الجلسة، وطلبت هيئة المحكمة من الدكتور محمود ماهر الذي كان مديرا لمصلحة الطب الشرعي أن يقوم بتنويمها مغنطيسيا، فاعتذر عن عدم إمكانه ذلك، وتم استدعاء الدكتور محمد رشدي كبير أطباء المحافظة، فعهدت إليه المحكمة بتنويم الفتاة، فقام بذلك بعد جهد استغرق ربع الساعة، وأعلن أن الفتاة منومة مغنطيسيا.

 

وطلبت المحكمة أحد الأطباء من التأكد من ذلك، والذي أمسك بعدد من الدبابيس، وأخذ يوخز الفتاة بقوة في مواضع مختلفة من جسدها، حتى سالت قطرات من الدماء، لكنها لم تدمع، ولم تحرك ساكنا، وانطلق يوخز الفتاة تحت أظافر يديها، وأخذ يلامس بأصبعه حدقة عينيها، فلم يرتد لها طرف، وكانت تلك التصرفات شاهد صدق على أن الفتاة نائمة تنويما مغنطيسيا، ولا شك في ذلك.

 

علت الدهشة، وجوه الجميع بما فيهم هيئة المحكمة، وقام الدكتور رشدي كبير الأطباء، بوضع رباط أسود فوق عين الفتاة، ثم أوقفها أمام المستشارين، وطلب منهم أن يقوموا بفحص حالة الفتاة المجني عليها، وأنها تعلم من أمور الدنيا ما لا نعلم، وهي نائمة، بحسب ما نشرته مجلة الفصول في أكتوبر 1944.

 

اقرأ أيضًا| ‬شاب يتزوج عروسين في يوم واحد.. والعيشة في حجرة فقط!

 

انتفض محامي الطبيب المتهم بالاعتداء على الفتاة، محتجا بصوت مرتفع غير مصدق أو يقتنع بشيئ مما حدث، وحاول كشف الخدعة وأطبق كفيه، وطلب من الفتاة أن تخبره بما يخفيه داخلهما، فأجابت الفتاة بأن يده اليسرى لا ترى فيها شيئ، بينما اليد اليمنى فيها خاتما، ثمينا يرصعه فص أحمر.

 

سرت في الحاضرين دهشة وسيطر عليهم الذهول، وإمعانا في إجلاء الأمر، أعلن الدكتور رشدي، للحاضرين قائلا: سوف ترون ما هو أعجب وأغرب من ذلك، وستشاهدون بأن الفتاة تبصر بجبينها ومعدتها ومؤخرة رأسها، وأخرج من جيبه ساعته وكانت عند الخامسة وعشر دقائق ثم وضعها فوق جبين الفتاة، وقال لها انظري بجبهتك إلى هذه الساعة وأخبرينا ما هو الوقت الآن، فأجابت: «الساعة الخامسة وعشر دقائق».

 

وقام كبير الأطباء بتغيير عقارب الساعة، إلى السادسة والدقيقة العشرين، ثم وضعها فوق معدة الفتاة، وهو يقول لها انظري إلى الساعة بمعدتك كما لو كنتي تنظري إليها بعينيك وأجابت الفتاة بأن الساعة السادسة وعشرين دقيقة.

 

بينما قام المستشار، بخلع طربوشه من فوق رأسه، وقال لها ماذا ترين، قالت لا أرى شيئا، وإذ أعاد الطربوش إلى رأسه قالت: كان رأسك عاريا، ولكنك لبست الآن طربوشك، وأصيب الحاضرون بحالة من الهلع والذهول فترة من الوقت.

 

طلب رئيس المحكمة أن تروي قصة اعتداء الطبيب المتهم عليها، فذكرتها لهم وما انتهت من روايتها، أيقظها كبير الأطباء من نومها، ورورت مرة أخرى وهي في يقظتها عن قصة الاعتداء عليها، ولم يختلف عما روته وهي نائمة، إلا إنها كانت تطلق على الطبيب المتهم بالاعتداء عليها باسم «زكية الجنية».

 

فلما استوضح المستشارون أمر هذا الاسم، فقال كبير الأطباء إن الطبيب المتهم كان يوهمها، وهي نائمة و في غير وعيها، بأن اسمه «زكية الجنية»، لتقرر حبس الطبيب المتهم، وأحيل إلى محاكمة عاجلة.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة