وزير الأوقاف
وزير الأوقاف


وزير الأوقاف: الوقت قيمة مهمة غالية لا يدرك قدرها كثير من الناس‎‎

كرم من الله السيد

الأحد، 04 يوليه 2021 - 11:10 م

 قال الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف إن الوقت قيمة مهمة غالية ثمينة نفيسة لا يدرك قدرها كثير من الناس , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ " (صحيح البخاري) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "لَا تَزُولُ قَدمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟ (المعجم الكبير للطبراني) , فما من يوم إلا وينادى :   يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإن غابت شمسي لن تدركني إلى يوم القيامة . 
     
وأكد الوزير  في تدوينه له علي صفحته الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي " الفيسبوك "علي  اهمية  الزمن أقسم به الحق سبحانه وتعالى في مواضع عديدة ،  وأشار إليه في مواضع أخرى من كتابه العزيز , حيث يقسم سبحانه وتعالى بالفجر الذي أفرد له الحق سبحانه وتعالى سورة سماها باسمه , فقال :" وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ " (الفجر : 1-3) , ويقسم بالضحى ويفرد له أيضا سورة سماها باسمه فيقول :" وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى " (الضحى :1-4) , وأقسم سبحانه وتعالى بالعصر وأفرد له سورة باسمه في كتابه العزيز هي سورة العصر , فقال سبحانه :" وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " (العصر :1-3) , ويقسم سبحانه وتعالى بالصبح فيقول: " وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ " (المدثر: 34-37), ويقسم بالليل وبالنهار فيقول سبحانه :" وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى " (الليل : 1- 7) فتسمية أربع سور بأسماء أوقات : الفجر , والضحى , والعصر , والليل , لهو أكبر دليل على أهمية الزمن . 
     
ولفت جمعة إلى أن هناك إشارات متعددة تربط بعض الأحداث أو الأعمال بالزمن كقوله تعالى: " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا " (الإسراء : 78) , وقوله تعالى في شأن أصحاب الكهف:" وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا " (الكهف : 25) , وقوله تعالى : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " (البقرة : 185) , وقوله تعالى:" وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ " (البقرة : 233) , وقوله سبحانه : " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا " (البقرة : 234), وقوله سبحانه : " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ " (البقرة: 240) , وقوله سبحانه : " لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ " (البقرة : 226) . 
   
واشار الوزير إلي أن أنواع الناس في تعاملهم  مع الوقت فريقان : الأول يسرقه الوقت فإن لم يسرقه الوقت حاول هو قتل الوقت لأنه في فراغ قاتل ممل ، لا هو في أمر دينه ولا في أمر دنياه ، حيث يقول ابن مسعود (رضي الله عنه) : إني لأكره أن أرى الرجل فارغًا ، لا في عمل الدنيا ، ولا في عمل الآخرة.
       أما الفريق الآخر فليس لديه فاقد من الوقت ولا فائض ، لأنه منظم يحسن استغلال وقته والاستفادة بكل جزء فيه ، لا يدرك قيمة ثوانيه فحسب ، إنما يدرك قيمة ما يعرف بالفيمتو ثانية ، ويعمل على استغلال كل ذرة من الزمن ، مدركًا أن النشاط يولد النشاط ، والكسل يولد الكسل ،  وأن القليل إلى القليل كثير ، وأن حياة الإنسان إنما هي عبارة عن مجموعة من الوحدات الزمنيـة التي تشكل في مجملهـــا وتراكيبهــا حيــاته كلهـا ،      
وقد قال الشاعر :
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلـةٌ له
إنَّ الحيـاة َ دقائـقٌ وثـوان
وقد كان ذلك قبل أن يقف الناس على تجزئة الثواني إلى وحدات زمنية أخرى .
     على أن عمر الإنسان هو ما ينتجه أو يخلفه من تراث معرفي ، أو فكري ، أو إنتاج علمي ، نظري أو تطبيقي ، وكل ما يقدمه لخدمة البشرية , بغض النظر عن مدى الزمن الذي يعيشه ، وقد قال الشاعر:
عُمرُ الفتى ذكرُهُ لا طولُ مُدّتِهِ
    واختتم الوزير تدوينته   بأن البركه في العمر لا تكون بطول العمر فحسب ، إنما هي مقدار ما ينتجه أو يقدمه المرء في هذا العمر لخدمة دينه أو دنياه أو دنيا الناس ، فخير الناس من طال عمره وحسن عمله ، وشر الناس من طال عمره وساء عمله , وخير الناس أنفعهم للناس . 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة