المهندس محمد مرسى وزير الدولة للإنتاج الحربى
المهندس محمد مرسى وزير الدولة للإنتاج الحربى


وزير الإنتاج الحربي: «بناء الإنسان» الثروة القومية الحقيقية للجمهورية الجديدة

إسلام الراجحي

الثلاثاء، 06 يوليه 2021 - 05:34 م

وزير الدولة للإنتاج الحربي:

قمنا بتوريد ٦ مسارح متنقلة لوزارة الثقافة لتنمية عقول الشباب وتصحيح الأفكار المغلوطة

نسهم فى تطوير مراكز الشباب والمنشآت الرياضية المختلفة

نحرص على التدريب العملى لطلاب المنشآت التعليمية التابعة للوزارة

أطلقنا مبادرة لتدريب شباب المهندسين المصريين على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة

لا يخفى على أحد ما توليه الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة من اهتمام كبير لتنفيذ استراتيجية «بناء الإنسان المصرى» وهى الاستراتيجية التى سمعنا عنها لأول مرة خلال حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب الوطنى السادس ، والتى تأتى من منطلق إيمان القيادة السياسية بضرورة الاستثمار فى وعى المواطن المصرى و بخاصة الشباب و النشء لأن كنز الأمة الحقيقى هو الإنسان الذى يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنياً وعقلياً وثقافياً.

وتعد وزارة الإنتاج الحربى من الجهات التى تشارك فى تنفيذ هذه الاستراتيجية بشكلٍ غير مباشر من خلال مشاركتها فى العديد من المشروعات القومية والتنموية بالدولة فى المجالات التى ترتبط بشكل مباشر بهذه الاستراتيجية وهى المجال الثقافى والرياضى والتعليمى. «الأخبار» تحاور المهندس محمد أحمد مرسى وزير الدولة للإنتاج الحربى عن دور الوزارة فى هذا الشأن و التفاصيل فى السطور القادمة .

فى البداية نود أن نعلم السبب وراء مشاركة وزارة الإنتاج الحربى فى استراتيجية بناء الإنسان المصرى؟


تأتى مشاركتنا فى تنفيذ هذه الاستراتيجية من منطلق إيماننا بأهمية عملية بناء الإنسان نظراً لكونها وسيلة هامة لتحقيق أهداف التنمية ولأنها تمثل قضية قومية وعملية تراكمية عميقة قائمة على ضبط العلاقة بين الحقوق والواجبات فيما بين المواطن والدولة، كما تساهم هذه العملية فى زيادة قدرة البلاد على مواجهة مختلف التحديات والمخاطر التى تواجهها داخلياً وخارجياً.


وكيف تشاركون فى بناء الإنسان المصرى؟


كما يعلم الجميع تتمثل المهمة الرئيسية للإنتاج الحربى فى تلبية مطالب واحتياجات القوات المسلحة المصرية من مختلف الأسلحة والذخائروالمعدات ويتم الإستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بالشركات والوحدات التابعة لإنتاج منتجات مدنية تلبى مختلف احتياجات المواطنين والمشاركة فى تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية بالدولة، وأهم شيء لتحقيق استراتيجية بناء الإنسان المصرى هو تكاتف مختلف الجهات بالدولة لتنفيذها بالشكل الذى يليق بمصر وحضارتها وبما يواكب متطلبات العصر، لذلك نشارك وزارات (الثقافة، الشباب والرياضة،التعليم العالى والبحث العلمي، التربية والتعليم والتعليم الفني) فى تنفيذ الاستراتيجية من خلال المساهمة فى توفير المقومات والإمكانيات اللازمة لإتمام عملية البناء وتحقيق الهدف المنشود منها.


دعم الثقافة 


ما أوجه التعاون مع وزارة الثقافة لبناء الإنسان المصرى؟


من منطلق إيمان وزارة الإنتاج الحربى بأهمية دعم الثقافة ونشر الوعى وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية وحرصاً على الوصول بالمنتج الثقافى لجميع ربوع وقرى الوطن، تم التعاون بين وزارة الإنتاج الحربى ووزارة الثقافة بهدف توريد عدد ٦ من المسارح المتنقلة بملحقاتها من خلال شركة حلوان لمحركات الديزل (مصنع 909 الحربي) لصالح الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقد تم بالفعل تسليم المسارح المتنقلة الستة إلى وزارة الثقافة مطلع العام الحالى بحيث يتم توزيعها بواقع مسرح لكل إقليم من الأقاليم الثقافية الرئيسية الستة.


وتمثل «المسارح المتنقلة» إضافة هامة لمنظومة البنية الثقافية التى تهدف إلى استثمار العقول ومجابهة الفكر المتطرف وإثراء الحياة الإبداعية بالمحافظات إلى جانب اكتشاف الموهوبين والمبدعين فى الأقاليم خاصةً فى القرى والنجوع لضمان وصول المكون والمنتج الثقافى لكافة شرائح المجتمع بما يجسد استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة، لذلك فالتعاون مع وزارة الثقافة لتنفيذ هذا المشروع يمثل فخرا لنا نظراًلأنه يسهم فى بناء الإنسان المصرى، ووزارة الإنتاج الحربى تسعى دوماً إلى دعم الثقافة ونشر الوعي.


وأود أن أشيد بجهود وزارة الثقافة فى هذا الشأن حيث وضعت استراتيجية متميزة للاستفادة المثلى من هذا المشروع بحيث تجوب هذه المسارح المتنقلة جميع محافظات مصر بما تتضمنه من برامج ثقافية وفكرية وإبداعية وفنية مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية فى ظل ظروف مكافحة فيروس «كورونا».
المحور الرياضى 


لاستراتيجية بناء الإنسان المصرى محور رياضي.. ما دور الوزارة فى هذا الشأن؟


يتطلب المحور الرياضى فى إستراتيجية بناء الإنسان المصرى النهوض بالمنظومة الرياضية وتطوير وتحديث مراكز الشباب لتفعيل النشاط الرياضى واستغلالها لتغيير الفكر المتطرف أو الخاطئ فى عدد من التوجهات وترسيخ قيم وأخلاقيات مثل العمل الجماعى والروح الرياضية وغيرها من القيم الإيجابية، وإذ تقوم وزارة الإنتاج الحربى بتنفيذ العديد من المشروعات التى تستهدف النهوض بالمنظومة الرياضية لتحقيق المطالب الأساسية للشباب فيما يتعلق بممارسة النشاط الرياضى.


وفيما يتعلق بهذا الشأن قمنا من خلال شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة بتطوير الملاعب والمنشآت الإدارية بعدة نواد رياضية، إلى جانب إنشاء وتطوير العديد من مراكز شباب بمحافظات الجمهورية المختلفة مثل المدينة الشبابية بالأسمرات، إلى جانب إنشاء حمامات سباحة أوليمبية وتدريبية للناشئين واجتماعية وترفيهية للأطفال ببعض الأندية الرياضية فى مختلف المحافظات وفقاً للمواصفات العالمية، بالإضافة إلى تنفيذ حوالى (1500) ملعب رياضى متنوع، ووضعنا النجيل الطبيعى والصناعى والترتان والأكليريك فى معظم الأندية الرياضية ومراكز الشباب فى أرجاء الجمهورية تنافس الملاعب العالمية، إلى جانب مشروعات أخرى عديدة.


أرجو أن يتسع صدركم لهذا السؤال للتوضيح للقارئ.. ما العلاقة بين تطوير المنشآت الرياضية وبناء الإنسان؟


عملنا فى هذا الإطار لا يقتصر على بناء المبانى فقط، بل له صلة غير مباشرة فى بناء الإنسان المصرى فتلك النوادى ومراكز الشباب مهمتها الاستفادة من طاقات شبابنا والنشء فى أمور مفيدة بدلاً من الانجراف نحو الأفكار الهدامة، كما تساهم الرياضة بشكل عام فى تقويم سلوك الفرد وتنمية مداركه العقلية أياً كان عمره، ووزارة الشباب والرياضة من أهم شركاء النجاح وتقوم ببذل مجهود كبير من خلال تقديم آلاف البرامج لخدمة ودعم وتمكين وتدريب الشباب المصرى وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على الصحة وممارسة العمل الرياضى بالإضافة إلى بث روح الولاء والإنتماء.


الكيانات التعليمية 


أحد أوجه تنفيذ استراتيجية بناء الإنسان المصرى هو توفير بيئة تعليمية صالحة.. هل لوزارة الإنتاج الحربى دور فى المجال التعليمي؟
بالتأكيد فوزارة الإنتاج الحربى يتبعها قطاع للتدريب والذى يضم العديد من الكيانات التعليمية وهى (المعهد الفنى للصناعات المتطورة،الكلية التكنولوجية المتوسطة، ومدرستين للتكنولوجيا التطبيقية)، كما يتبع الوزارة أيضاً أكاديمية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة.


هل يمكن أن تحدثنا بشكل أكثر تفصيلاً عن المدارس التكنولوجية والأكاديمية؟


فى إطار تطوير منظومة التعليم الفنى فى مصر وفقاً للمعايير الدولية صدر القرار الوزارى رقم (313) بتاريخ 28/11/2019 بإنشاء مدرسة الإنتاج الحربى للتكنولوجيا التطبيقية بحلوان والسلام، حيث تمنح المدرستان شهادة دبلوم التكنولوجيا التطبيقية فى التخصص من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وشهادة المهارات الممنوحة من وزارة الصناعة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، كما تمنح مدرســة الســلام بالإضـــافة لما سبق شـــهادة الـ BTEC من مؤسسة بيرسون التعليمية فى المستويين الثانى والثالث.


وإذ تتميز مدرستا الإنتاج الحربى عن غيرهما من المدارس بوجود العديد من التخصصات المختلفة التى تناسب الطلاب وفق احتياجات سوق العمل، فمدرسة حلوان تضم تخصصات (الميكانيكا / الكهرباء/ الإلكترونيات) أما مدرسة حلوان تشمل تخصصات (تشغيل ماكينات وتركيبات ميكانيكية، تركيبات كهربائية، صيانة ميكانيكية، هيدروليكية، كهرباء ومعدات، السباكة والمعالجات الحرارية، إلكترونيات، اللحام وتشكيل المعادن، حاسبات، التبريد والتكييف، نجارة الأثاث، إصلاح وصيانة السيارات، البتروكيماويات والكيمياء الصناعية).


أحدث وسائل التكنولوجيا


كما تتميز المدرستان التكنولوجيتان بتوافر بيئة تدريب عملية بما نملكه من قاعات ومعامل وورش وفصول دراسية مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا ويتم تحديثها وتطويرها باستمرار، حيث يتم التركيز على التدريب العملى داخل قطاع التدريب بنسبة تبلغ حوالى 80% عملى و20% نظري، وذلك عن طريق تقسيم الطلبة إلى مجموعات تدريبية تضم من 4 إلى 6 طلاب يُخصص لكل مجموعة مدرب على معدة من المعدات، إلى جانب التدريب الصيفى بمصانع وشركات الإنتاج الحربي، ووجود فرص للالتحاق بالعمل بها، كما يتم متابعة الطلاب بعد التخرج ومساعدتهم للحصول على فرص عمل من خلال التواصل مع مصانع وشركات الدولة وقطاع الأعمال العام والشركات الاستثمارية،والدراسة تتم باللغة الإنجليزية فى مدرسة السلام واللغة العربية فى مدرسة حلوان.
أما بالنسبة إلى الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة فقد تم إنشاؤها لتكون صرحاً للتعليم الهندسى، وهى مؤسسة تعليمية غيرهادفة للربح وتمنح درجة البكالوريوس فى الهندسة بنظام الساعات المعتمدة وتستهدف تخريج مهندسين أكفاء ومدربين على أعلى مستوى ومؤهلين لخوض غمار سوق العمل فى المجالات الهندسية الحديثة وهى المجالات التى تحتاجها شركات الإنتاج الحربى وغيرها من الصناعات المتقدمة وذلك لدعم الصناعة المصرية، لأننا مؤمنون أن ربط التعليم والبحث العلمى بالصناعة هو أساس نهضة الأمم، وتوجد (3) أقسام بالأكاديمية (الهندسة الميكانيكية الميكاترونكس، هندسة الاتصالات والإلكترونيات، الهندسة الكيميائية).


بخلاف ذلك تقوم وزارة الإنتاج الحربى بتنفيذ المبادرة المصرية لإعداد كوادر رقمنة الصناعة بالتعاون مع شركة جنرال إليكتريك الرقمية»General Electric Digital» وممثلها المصرى شركة أيقن للتكنولوجيا الرقمية «IKEN»، وهى مبادرة يأتى تنفيذها فى ضوء توجيهات السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بضرورة انتقال الصناعة المصرية للعمل وفق نظم التحول الرقمي، حيث يتم التعاون مع القطاع الخاص بهدف تدريب عدد (١٠٠٠) مهندس مصرى كعملية تمهيد وتجهيز لبيئة العمل الصناعية المصرية للتحول إلى الثورة الصناعية الرابعة، إلى جانب تجهيز مجموعة من المعامل والمدربين القادرين على تدريب وتأهيل المزيد من المهندسين والفنيين العاملين فى مجال الصناعة مستقبلاً.


أخيراً سيادة الوزير ..كيف ترى تجربة الدولة المصرية فى ملف التعليم؟


لقد حققت الدولة المصرية إنجازات عديدة فى ملف التعليم والتعليم الفنى والعالى والتى تمثل نقلة نوعية للأمام حيث تم الحرص على أن ترعى العملية التعليمية بناء الإنسان المصرى القادر على المشاركة فى إرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة ودفعها إلى التقدم والنهوض بسواعد أبنائها المخلصين.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة