هشام مبارك
هشام مبارك


احم احم !

رحلة البحث عن الكنز «مايلز»!!

هشام مبارك

الأربعاء، 07 يوليه 2021 - 07:53 م

للكلب أهمية خاصة جدا فى الولايات المتحدة الأمريكية، فالكلب وما أدراك ما الكلب، له مكانة خاصة فى كل أسرة، يسبق فى أهميته الرجل الذى من المفروض أنه رجل البيت ورب الأسرة، لا يسبق الكلب فى الأهمية سوى المرأة التى تحتل المرتبة الأولى، ثم الطفل الصغير الذى يأتى فى المرحلة الثانية ثم الرجل إن وجد. نعم تستطيع المرأة وأطفالها الحياة بدون رجل، ذلك أمر عادى جدا ويبدو أن وجود الرجل أصبح من الشكليات التى يمكن الاستغناء عنها بسهولة، لكن كله إلا الكلب. لذا تجد للكلب مكانة حتى فى خطاب أى مرشح لأى منصب فى أمريكا بدءاً من عضوية مجالس الآباء فى المدارس مرورا بالعمدية وحكم الولاية إلى عضوية الكونجرس طبعا والرئاسة حيث إنها بلد انتخابات بصحيح. وإذا قررت الترشح فى أى منصب أمريكى فاعلم أنه لابد من تضمين خطابك ما يفيد تقديرك للمرأة والطفل والكلب، ولا مانع من الإشارة للرجل فقط كمتحرش بالمرأة يجب سن القوانين لحمايتها من شروره. على سبيل المثال وعلى طريقة كوهين ينعى ابنه ويصلح ساعات، تستطيع أن تقول إن الرئيس الأمريكى بايدن ينعى كلبه ويجمع أصوات. ذلك ما حدث عندما نعى بايدن على حسابه الرسمى على تويتر منذ أيام كلبه صاحب الثلاث عشرة ربيعا والذى فارق الحياة مؤخرا، بعد أدى البطل بحسب وصف بايدن لكلبه دورا مهما لهذه الأسرة. بايدن هنا يخطب ود ملايين الناخبين ممن يؤثر فيهم هذا التقدير للكلاب.
الغريب وعلى الرغم من هذا الانتشار الهائل للكلاب فى أمريكا، إلا أنك لا تسمع للكلب فيها أى صوت، وهى ربما الصفة الوحيدة التى تجمع بين الكلب والرجل الذى يمثل أضعف أطراف المعادلة، حيث تستطيع زوجته أن تطلب له البوليس لتجرجره خارج المنزل فى منتصف الليل لو أغضبها بأى قول أو تصرف أو حتى لو اعترض على تصرف منها جارح لكرامته، كما يستطيع أولاده أيضا بهدلته من خلال طلب البوليس له لو تجاوز من وجهة نظر العيل من دول دوره فى الإنفاق، وأراد أن يمارس الأبوة التى نعرفها من توجيه وشخط ونطر!.
المهم وبينما أنا هائم فى شوارع أمريكا لمحت على أحد أعمدة الإنارة إعلانا عن كلب تايه يا ولاد الحلال اسمه مايلز وتم تخصيص خمسمائة دولار أمريكى مكافأة لمن يجده. توقفت وحسبتها فوجدت أن المبلغ المعروض يعادل حوالى ٧٨٠٠ جنيه مصرى، إذن فرجت يا اتش وحاترجع من أمريكا مجبور الخاطر، ومش بعيد تشترى خروف العيد. لم أكذب الخبر وبدأت رحلة البحث عن مايلز وقلت لنفسى إننى لو وجدته وقبضت المكافأة ربما تركت الصحافة وتخصصت كباحث عن الكلاب التى ضلت الطريق. بصراحة عندما نظرت لصورة مايلز اندهشت فهو من وجهة نظرى كلب أجرب لا يستحق تخصيص هذه المكافأة الضخمة لكن زالت دهشتى عندما عرفت أن سعر مايلز ١٢ ألف دولار وأن سعر البييى منه ٢٥٠٠ دولار. لكن مع الأسف باءت كل محاولاتى فى العثور على الكنز، أقصد مايلز بالفشل وعدت بخفى حنين.
وكعادته لم يفوت شاعر الأقصر الكبير حسن يوسف القاضى تلك الفرصة عندما عرف الحكاية ودبج تلك القصيدة تحت عنوان البحث عن مايلز ويقول فيها:
وهشام فى مهمة صحفية.. وفى رحلة شغل فى أمريكا
يعمل تحقيق عن ثيو دور روزفلت.. بعد حواره مع على ويكا
وريبورتاجه عن سير لينكولن.. وآثارنا هناك والأنتيكا
وصاحبنا هشام وهو ماشى.. صادف إعلان ع الفابريكا
كلب ضايع اسمه مايلز.. هوهوته مقام رومبا وسيكا
ومكافأة كبيرة لمن يجده.. خمسة فى ١٠٠سنة تكفيكا
وهشام بيدور فى واشنطن.. من قبل الفجر ما يأتيكا
وبقاله ساعات لسه بيبحث.. عامللى كونان وبيفتيكا
وبيطلب حاجة من ريحته.. تكشفله مكان ابن ماريكا
ماتروح ياهشام يابنى لشغلك.. بلا مايلز بلا قطة شيكا
ع البيت الأبيض روح خبط.. عمك بايدن راح يعطيكا
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة