عثمان سالم
عثمان سالم


باختصار

أم الأبطال

عثمان سالم

السبت، 10 يوليه 2021 - 07:25 م

كان عنواناً موفقاً ومعبراً عن تاريخ السيدة جيهان السادات التى رحلت عن عالمنا صبيحة يوم الجمعة عن عمر يتجاوز ٨٨ عاماً.

 كانت رحلة حافلة بالعطاء اللا محدود حتى بعد استشهاد الرئيس أنور السادات قائد الحرب والسلام.. وقد تجاوزت الراحلة العظيمة لحظة صادمة فى حياتها وحياة المصريين يوم أن أغتيل الزعيم بدم بارد وسط أبنائه من ضباط وجنود القوات المسلحة فى ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر المجيد عام ١٩٨٠.. وهى أول سيدة أولى فى تاريخ مصر.

ربما منذ العصر الفرعونى تخرج للعمل العام وجاء اللقب معبراً وبصدق عن الحالة، فقد كان ظهورها فى المناسبات العامة شيئا غريبا بعض الشىء على المجتمع المصرى المحافظ بعد أن حجبت الأضواء تماما عن السيدة تحية كاظم زوجة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.

 كانت فرصة صنعتها بنفسها بعد أن تولت  الدور الإنسانى أثناء الحرب وبعدها وأنشأت جمعية الوفاء والأمل بمدينة نصر لعلاج ورعاية أبطال اكتوبر.

 وامتد دورها لرعاية أسر الشهداء والمصابين وتراجع هذا الدور فى عهد الرئيس حسنى مبارك، ففضلت السيدة الفاضلة التفرغ للعلم، بعد حصولها على الدكتوراه عملت كأستاذ زائر فى الجامعة الامريكية فى القاهرة ومحاضرة فى جامعة ولاية كاليفورنيا الجنوبية.

 وكان لها مبادرات اجتماعية ومشروعات إنمائية من خلال جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع.

 وقد كان لى شرف التعرف عليها عن قرب فى جامعة القاهرة حيث لبت دعوة اتحاد طلاب الجامعة لندوة عقدت فى المدينة الجامعية.. وكانت خفيفة الظل.. فى أثناء السلام على أعضاء الاتحاد كان بينهم طالب يدعى جمال عبد الناصر فقالت بدعابة لطيفة: أى والله فيك شبه منه.. تقصد الزعيم الراحل.. كان لجيهان السادات مواقف وطنية مشرفة.. فقد قدمت للعالم صورة غير معتادة للمرأة المصرية فى عيون العالم وخاصة الولايات المتحدة التى ينظر بعض شعبها إلى مصر على أنها صحراء يركب أهلها الجمال وأن المرأة لا ترى الشارع وربما ضوء الشمس.

 لقد قدمت نموذجا فريدا فى التحضر والحشمة والسلوك القويم على الرغم من عدم ارتدائها الحجاب وكأنها تقول للعامة إن التدين ليس بالحجاب حتى وأن كانت هذه المسألة مهمة فى بلد يدين غالبية سكانه بالإسلام.. لقد كان لجيهان السادات دور مهم فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وهى تقدم عطاء جديداً لم يطلب منها عندما وقفت مؤيدة ومدافعة عن الثورة ومكتسباتها ومن المؤكد أن هذا الموقف كان دافعاً للكثيرات من السيدات الفضليات اللاتى ساندن الثورة فى لحظة فارقة من عمر الوطن وهو يختطف من التنظيم الدولى للأخوان ولعبت دوراً بارزا فى الداخل والخارج حتى وقفت الثورة على قدميها ودحرت الارهاب وأقنعت العالم بأنها ثورة حقيقية وليست انقلاباً كما ادعى الكثيرون.

 لقد كان وداع الراحلة فى جنازة عسكرية تجرى لأول مرة لسيدة فى مصر يتقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسى بل واطلاق اسمها على محور الفردوس نوعاً من التقدير من الوطن لأبنائه المخلصين الذين اجزلوا العطاء بلا حدود.. وكانت واحدة من ابرز هؤلاء وقد احبها الشعب -ربما بعد- رحيل زوجها أكثر بعد ان اقتربت منه وكانت اطلالتها على الشاشات فرصة للجميع للتعرف على آرائها وافكارها وكفاحها مع زوجها بعد حرب أكتوبر المجيدة.

 رحم الله جيهان السادات وألهم أسرتها الصبر والسلوان.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة