صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


حكايات الحوادث| الزوجة.. ضحية الحيلة الشيطانية

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 13 يوليه 2021 - 07:41 م

جعل الله عز وجل العلاقة الزوجية قائمة على المودة، والسكينة، والعطف، والرحمة بين كلا الزوجين ليسكن كل منهما للآخر، ولتتوطد أواصر المحبة، لكن كان لهذا الزوج الذي تجرد من كل مشاعر الأبوة والرجولة رأي آخر.

اقرا ايضا|حكايات الحوادث| تاجر الحمام.. طار من عش الزوجية

السطور التالية تروي مأساة الزوجة التي أصبحت ضحية حيلته الشيطانية.

بعد ٢٠ عاما زواج نتج عنها إنجاب ٧ أولاد، وبنات فهل يمكن لزوجة أن تخون زوجها؟

بهذه الكلمات بدأت الزوجة حديثها أمام هيئة محكمة الأحوال الشخصية، وأكملت، وبصوت يشوبه ألم وغصة قائلة: لقد عشت يوما لن أنساه في حياتي حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، وكاد أن يغلبني النعاس، بعد يوم عمل شاق بعش الزوجية، وتلبية احتياجات الأولاد، وما إن دق جرس الباب هرولت مسرعة، معتقدة بأن ميعاد حضور زوجي الذي اعتاد العودة متأخرا، ولا أستطيع النوم قبل أن أقدم له وجبة العشاء، وتوجهت بسرعة إلى باب الشقة وأنا أرتدي قميص النوم، وما إن قمت بفتح الباب، ارتعدت أناملي، وتملكتني رعشة شديدة حيث أحد الأشخاص، وباضطراب شديد حاولت إخفاء وستر جسدي إلا أنه وبسرعة البرق قام بدفعي داخل الشقة، وتوقفت الكلمات في حلقي ولم يكن أمامي غير الدفاع عن نفسي، وأخذت أقاومه بصرخات مكتومة خشية أن يستيقظ ابنائي، وفضيحة مؤكدة تنتظرني.

لم تمض لحظات، وفوجئت بزوجي يقف أمامي وملابسي شبه ممزقة، أسرعت إليه لأحتمي به، ولنجدتي من هذا المأزق، لكنني فوجئت به أيضا يسبني، ووجه إلي الشتائم بأبشع الألفاظ، وعلا صوته، يشق سكون الليل، تجمع على إثره الجيران الذين تعاظمت الدهشة تموج انفعالاتها على وجوههم، فما كان مني إلا انطلقت مني الصرخات المدوية أدافع عن نفسي بعد اتهامات زوجي لي بخيانته، بينما اختفى الرجل وكأنه فص ملح وذاب، أما زوجي لم يستمع إلي، وتركني وتوجه إلى قسم شرطة مدينة نصر، وحرر محضرا يتهمني فيه بخيانته، وضبطه لي متلبسة، وحرص على اصطحاب بعض من الجيران للشهادة، وانهمرت الزوجة في بكاء مرير، يصطف حولها أولادها السبعة يشاركونها البكاء غير مصدقين اتهامات الأب.

وأضافت الزوجة قائلة: مرت شهور لم يغمض لي جفن، ورأسي مثقلة بالتساؤلات؟ من تصرف زوجي الذي كنت له خادمة، ومطيعة ولم أرفض له طلب، حتى كشف الله حقيقة الأمر، وظهرت برائتي، حيث أثبت أن زوجي قام بالاتفاق مع أحد أصدقائه بتدبير هذه الحيلة الشيطانية، ليتمكن من تطليقي حتى لا أحصل على أي حق من حقوقي، وطردي من الشقة لرغبته في الزواج من امرأة أخرى، والتي تزوجها بالفعل، ولكن القدر شاء أن يثبت برائتي، وشهادة الجيران الذين أكدوا بأنهم لم يروا مني غير كل تقدير واحترام، واستحالة أن اكون زوجة خائنة.

أنهت الزوجة حديثها بينما اصطف وراءها إولادها السبعة، تطلب من هيئة المحكمة الطلاق من زوجها الشيطان للضرر الذي لحق بها، ولحيلته الشيطانية التي أراد منها أن يسلبها كل حقوقها، وحقوق أولادها.

وقضت المحكمة برئاسة المستشار خليفة عمر، وأمانة سر محمد السيد، بتطليق الزوجة، طلقة بائنة للضرر، وعملا بنص المادة السادسة من القانون ٢٥ لعام ١٩٢٩، والمعدل بقانون ١٠٠ لعام ١٩٨٥، والذي ينص على أنه إذا دعت الزوجة أضرار الزوج بما لايستطاع معه دوام العشرة بين أمثالها، يجوز لها أن تطلب من القاضي التفريق بينهما، وتطليقها، طلقة بائنة إذا ثبت الضرر، وعجز عن الإصلاح بينهما.
 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة