صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«اسأل چيهان السادات»

أحمد عباس

الخميس، 15 يوليه 2021 - 07:58 م

كذلك هى الظروف تضطرنا دائما للحديث عن مغادرين حتى ولو لم نكن نعرفهم، أما اليوم.. فلصباح الجمعة طقوس خاصة ترتبط بالتصاق العائلة ولمتها، تجمع شملهم ولا تفرق أعضاءها، فمن لديه حكاية فليحكها، ومن صادفه شخص يروى تجربته معه، المهم أن تكون السيرة طيبة..
وعلى ذكر السيرة إذن.. فالحكاية فى هذا الصباح عن شخصية من هؤلاء الذين ترتسم على وجهك البهجة والابتسامة اذا ذكر اسمها، فلا تستطيع الا أن تسرح قليلا لتتذكر أوقات ومشاهدات رأيتها وسمعتها او حتى سمعت عنها.. تعرف الفاضلة چيهان السادات!
بالطبع تعرفها وكلنا يعرفها، ومن منا لا يفعل، أما أنا فلم أكن وفير الحظ لألتقيها فأسمع منها أو أقول عنها، لكن تبقى من هؤلاء العظماء الذين غادرنى حظى معهم ولم يمنحنى حتى متعة التقائهم.
فلا سيرة أحسن من سيرة هذه الأسرة، ربما بسبب رب هذه الأسرة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لكن حتى وان لم أكن محظوظا للقاء السيدة الفاضلة وبالطبع الرئيس الأذكى فى تاريخ مصر، لكن ليس كل القدر يسلبونا فبعضه يمنحنا هدايا أخرى حتى من على الحافة، ومن حسن حظى أننى التقيت نجل هذه العائلة المهندس جمال السادات كان ذلك مرات كثيرة، وفى كل مرة كان سؤالى لنفسى من أين يخرج رجال لهم هذه الأخلاق الرفيعة، والسجايا القويمة، الى أن حاورت الرجل فى مرة قريبة وسألته بشكل مباشر عن صاحب الفضل فى هذه التنشئة، فقال الرجل: «أمى».
قالها الرجل بلا تردد أو تفكير لحظة، والحق أن الرد زادنى إعجابا وتوقيرا، فراح السادات الابن يحكى لى عن عادات أسرية لازمته فى مراحل حياته، وكيف أنك تكون نجلا لرئيس جمهورية يفرض عليك سلوكا ليس محبوبا طوال الوقت، فلا حرية مطلقة فيه، ولا مقدرة على الخروج على النص، لكن هذا كان يحتاج دائما لضابط ما، وليس ضابطا بالحرف، لكن شخص يدير إيقاع الحياة بحكمة، فيعلم بجد، ويؤهل بحنان، ويضبط المسائل، كان هذا الشخص دائما هى الفاضلة الراحلة السيدة چيهان السادات، كذلك انخرط الرجل فى حكى ذكرياته الأسرية، وتفاصيل طفولته التى لم تحن لحظة حكيها كما جرت على لسانه.
لكن وبعد أن أنهى السادات الابن حكايته سألته: كيف يجب أن يكون ابن الرئيس؟، قال: اسمح لى ليس كذلك يجب أن يكون السؤال، فالسؤال الأصح فى رأيى هو كيف يجب أن تكون الأسرة، والأب والأم والعائلة.. ولما كررت عليه سؤاله السابق قال: «اسأل چيهان السادات».
رحمة الله عليها وعلى كل الراحلين، وألحقنا بهم على خير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة