رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

ونجحت امتحانات الثانوية العامة

رفعت فياض

الجمعة، 16 يوليه 2021 - 07:17 م

بموضوعية شديدة جدا ـ ودون مجاملة لأحد ـ أقول بكل اقتناع أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام بنظام الاختيار المتعدد الذى يضم أسئلة كثيرة تصل إلى أكثر من 60 سؤالا فى المقرر الواحد، وتم وضعها بطريقة تجبر الطالب أن يفكر فى اختيار الإجابة الصحيحة من عدة إجابات أخرى أمامه، وقد تكون هناك إجابات متقاربة لكن فيها الإجابة الأدق أيضا ولن يجيب عليها بشكل صحيح إلا الطالب الملم بالمنهج كله ومستوعب وهاضم دروسه بشكل جيد ـ ـ أقول أن الوزارة قد نجحت شكلا بنسبة كبيرة ـ ولأول مرة ـ فى أن تقيس فى هذه الامتحانات  قدرات الطالب الفاهم وليس الحافظ ـ وهو ما كنا نطالب به دائما طوال السنوات الماضية لكنه لم يتحقق للأسف ـ وكانت كل الامتحانات فى السنوات السابقة تقيس قدرة الطالب على الحفظ والتلقين ـ وهو الذى ساهم بشكل كبير فى تعاظم قيمة الدروس الخصوصية لدى الطلاب وأولياء الأمور لأنها كانت تساعدهم فى تحصيل الدرجات فى المقام الأول، وكنا نشاهد أصحاب المجموع 99،99% و100% وهذا لم يكن موجودا فى أى دولة فى العالم  ـ بل وقتما كانت هناك امتحانات إضافية فيما كان يطلق عليها مسمى «مواد المستوى الرفيع» كنا نشاهد طلابا حاصلين على 102% و104 % كيف 00 لا أعرف لأننى واثق أن مستشار المادة نفسه الذى وضع امتحان هذه المادة لو أجاب هو نفسه على الأسئلة التى وضعها ويعرف إجاباتها بالطبع ـ لن يحصل على 100%.
طبعا ما أقوله الآن لن يعجب الكثير من الطلاب أيضا الذين ترسخ لديهم أنه كان يجب عليهم ـ بالتعبير الدارج ـ  أن «يقفلوا» الامتحان ـ وإذا لم يستطيعوا يشكون ويولول البنات منهم وتنهار بعضهن لأن الامتحان كان صعب، أو طويل، وأنهم لم يتمكنوا من الإجابة على كل الأسئلة!! وهذا خطأ جسيم فى الفهم ـ لأن مواصفات الورقة الامتحانية الصحيحة فى أى مكان فى العالم تشترط أن يكون هناك على الأقل 10% من الأسئلة لايجيب عليها سوى الطالب المتميز، لأن الامتحان إذا جاء سهلا ويمكن للجميع أن يجيب عليه ويحصل على الدرجات النهائية أو شبه النهائية ستكون كارثة بكل المقاييس، ووقتها لانستطيع أن نفرق بين الطالب المجتهد والطالب المعتمدة على التنشين، ولن نستطيع أن ننسق الطلاب فى الجامعات إذا وجدنا ـ كما كان يحدث قبل ذلك ـ أن الحاصلين على 95% فى الثانية العامة أصبحوا أكثر من 50% من الطلاب الناجحين ـ وكان الطالب وقتها يعتقد كذبا أنه بهذا المجموع قد أصبح عبقرى العباقرة، ويبدأ فى البحث عن الكلية التى تتفق وهذا المجموع الخادع وليست الكلية التى يرغبها استخسارا لهذا المجموع، وقد يرسب فيها بعد ذلك لأنها لم تكن على رغبته!!
أقول هذا قبل أن تظهر نتيجة الثانوية العامة، وقد نجد نسبة النجاح أقل، وأن المجاميع الفلكية قد اختفت ـ وقتها سنتأكد أننا نسير على الطريق الصحيح فى نظام الامتحانات التى  تقيس قدرات الطالب بشكل صحيح، وقد تكون بداية لتراجع تأثير الدروس الخصوصية، ويهتم الطلاب أكثر بفهم الدروس أكثر وليس حفظها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة