سعد الجيوشي وزير النقل قرر الاستعانة بالخبرة الأجنبية لإدارة السكة الحديد، وما لبث أن أعلن عن نيته، حتي وقع حادث قطار بني سويف، وطالب النواب بإقالة الجيوشي الذي شهد عهده عدة كوارث تجاوزت السكة الحديد إلي النقل النهري وحوادث الطرق المروعة و... والقائمة تطول.
استسهال الجيوشي بطلب المدد من الخواجات، أو مبادرته لزيارة ضحايا مآسي معديات الموت، أو نعوش السكة الحديد لن يغير من استهجان الناس.
ذات يوم فاجأنا الجيوشي في برنامج تليفزيوني بالجلوس علي طريق تحت الرصف، مخاطبا المذيع أو المشاهد أو من يصلهم صوته من مهندسين وعمال: إذا لم يلتزموا فإنني لن أرحم مقصرا.
هكذا هدد الوزير المقصرين في عملية رصف، فلماذا لم نسمع صوته عقب عشرات الحوادث فوق صفحة المياه، وعلي الطرق السريعة، وفوق القضبان؟ ثم لماذا يعفي نفسه؟!
أنهار الدم في كل مكان، والغلابة ينزفون، ثم لا يجدون بانتظارهم إلا تعويضات أقل مما تُصرف لأصحاب الحيوانات في دول أخري، والوزير يكتفي -كالمعتاد- بالاعتذار للضحايا وأهاليهم!
التحقيقات غالبا لا تصل للكبار، ولا توقع علي أصحاب المكاتب الفاخرة عقوبة ذات بال، من ثم يصبح تكرار الحوادث مسألة روتينية، وخبر مصرع العشرات أو حتي المئات لا يكفي لإزاحة رئيس هيئة أو وزير عن مقعده إلا فيما ندر، وبات سؤال البسطاء الذي لا يجد من يجيب عنه:
منين نجيب وزير نقل عنده دم يشعر بالمآسي التي نعيشها، عندما نفقد عزيزاً أو عائلاً لا تكفي كنوز الدنيا لتعوضنا عنه؟!
يا باشمهندس .. استقل يرحمك الله