هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

معركتنا الإعلامية مع سد النهضة

هالة العيسوي

الأربعاء، 21 يوليه 2021 - 07:39 م

أمران تحديدًا، من بين عدة ملاحظات أخرى، أثارا انتباهى فى الأسبوعين الماضيين، وعززا لديّ القناعة  بضرورة بذل المزيد من الجهد، والعمل على بناء وعى دولى بالحقائق المتصلة بسد النهضة، ودحض الأكاذيب التى تبثها إثيوبيا فى العالم كله عبر كافة الوسائل المتاحة بما فيها وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي. الأمر الأول كان ذلك التقرير الرائع الذى نشرته صحيفتنا الغراء «الأخبار» لزميلنا الدكتور أسامة السعيد على مدى صفحتين يفند فيهما الأكاذيب الإثيوبية حول سد النهضة ويثبت فيهما الحقائق المبنية على واقع علمى وسياسى وتاريخى قد لاينتبه اليه الكثيرون فى العالم. وكنت أتمنى أن يكون مثل هذا التقرير مترجمًا ومنشورًا بعدة لغات من بينها اللغة الأمهرية اللغة الرسمية لإثيوبيا حتى لا يكون خطابنا موجهًا للداخل فقط وكأننا نحدث أنفسنا. والأمر الثانى كان انتفاضة الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية احتجاجًا على ليً مفتى إثيوبيا لحقائق التاريخ ومزجه بخلطة إسلامية لدغدغة مشاعر مسلمى إثيوبيا وحثهم على معاداة مصر ودعم موقف النظام الحاكم بشأن السد، ثم وعد الدكتور الأزهرى بتجهيز رد مترجم إلى اللغة الأمهرية وقد لاحظت أثناء تنقلى بين الفضائيات المتنوعة على النايل سات وجود أكثر من ست قنوات إثيوبية بعضها ديني، الإسلامى منها ناطق بالعربية مع الأمهرية إحداها اسمها «السنة» وتختص بترجمة وتأويل الأحاديث النبوية ومنها المسيحى الناطق بالإنجليزية مع الأمهرية كما لاحظت اهتمام أديس أبابا بتوجيه خطابها لنا باللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعى بصفحة إثيوبيا بالعربية مكدسة برسائل سياسية مستفزة ومحرضة على غرار صفحة إسرائيل بالعربية بالطبع لا أبغى الانجرار إلى مزالق استفزازية «وردح» كما يحدث فى تلك الصفحات، لكن من الضرورى توجيه خطابنا على داخل إثيوبيا بلغتهم ومصر عامرة بالمتخصصين المهرة فى هذه اللغة  من خريجى جامعتى الأزهر وعين شمس، ولدينا قنوات فضائية  دينية إسلامية ومسيحية يمكن من خلالها بث رسائل مصر العقلانية  بالإضافة إلى فضائياتنا التى ينبغى أن تولى مزيدًا من الاهتمام بأفريقيا ولو عبر ترجمة بعض برامجها فى شريط أسفل الشاشة. كما لدينا قنوات اتصال مرجعية مهمة كالأزهر الشريف والكنيسة المصرية، تمتلك أدواتها فى نقل صحيح الدينين بعيدا عن أى ليّ أو قلب للحقائق فضلا عن هيئة الاستعلامات، كل هؤلاء يمكنهم وغيرهم أن يكونوا ظهيرًا إعلاميًا للمسار الدبلوماسى المصرى عند الخطاب نحو الخارج. 
من الضرورى أيضًا إحياء إذاعاتنا الموجهة نحو أفريقيا ولا أدرى إن كان تم ربطها بالأقمار الاصطناعية بحيث يمكن استقبالها كالفضائيات أم ليس بعد. ومطلوب من جامعاتنا المصرية التى تهتم بتدريس اللغات الأفريقية تطوير مناهجها الدراسية بما يتواكب مع متطلبات الأمن المصرى وأعرف عددًا من الأقسام تقصر تدريسها للغة الإثيوبية على اللغة القديمة منها « الجعزية» التى درستها شخصياً على مدى ثلاث سنوات أثناء دراستى الجامعية، وعلى الرغم من أهميتها لدواعى  التأصيل والدراسة الأكاديمية، إلا أننا نحتاج لمزيد من الاطلاع على اللغة الأمهرية وآدابها السائدة حاليًا فالأدب والفنون هم مرآة الشعوب وأظننا ما نزال بعدين عن هذا المجال.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة