ممتاز القط
ممتاز القط


كلام يبقى

ممتاز القط

الأربعاء، 21 يوليه 2021 - 07:40 م

دعونا نعترف بأنه لا توجد فى مصر معارضة حقيقية تقوم بدورها فى كشف الحقائق والسلبيات وتقديم الرؤى والحلول لها. لكن لدينا فى مصر خليط غريب من الممارسة السياسية التى تجعلنا محلك سر لانها تعتمد على إبراز السلبيات وتخبط فى صورة قاتمة السواد تقتل فينا أى أمل فى الإصلاح أو التقدم.
ليس من المعارضة أن نهيل التراب على كل شيء وليس من المعارضة الإساءة للمسئولين والاعتقاد الخاطيء بأن النقد اللاذع وغير الموضوعى والتجريح هو الدليل الوحيد على قوة المعارضة.
أكدت الاحداث أن المعارضة بلا أخلاق تتحول إلى معول هدم يدمر أى بناء ويقتل أى بارقة للمستقبل.
لقد ثبت بما لا يدع مجالا لأى شك أن استيراد تجارب الإصلاح من الخارج ومحاولة تطبيقها فى مصر يصطدم بتحديات كثيرة اخطرها منظومة القيم والاخلاق والموروث الثقافى والاجتماعي.
من هنا فإن أى محاولات للإصلاح لابد أن تراعى هذه المنظومة التى يحتاج تغييرها لعشرات السنين.
المعارضة بمفهومها الحقيقى تعتمد أولا على الحقائق المجردة والموثقة  وليس مجرد معلومات مبتورة أو أكاذيب يرددها العامة وتلوكها الالسن دون وازع من ضمير أو احساس بالمسئولية أو معرفة بالحقائق.
المعارضة لا يمكن أن تكون حكرا على ادعياء البطولات الزائفة والذين تظل معارضتهم مجرد ضجيج وحناجر وألسن توزع الاتهامات جزافا وتخرج عن حدود الادب والاخلاق والقيم والتى ظلت لمئات السنين تاجا يعلو هامة المصريين.
فتحت ستار حرية الرأى والتعبير وحقوق الإنسان تتخفى الافاعى التى تتحين الفرصة لنفث سمومها واحقادها وتعتقد واهمة انها ستعيد عقارب الساعة للوراء.
فى عالمنا المعاصر ضاعت دول وانهارت بسبب قرارات غاضبة ومتسرعة اتخذها قادتها دون دراسة متأنية ونظرة اكثر عمقا للمستقبل.
فى مصر لا نزال نتذكر حرب اليمن وحرب ٦٧ والتى كانت نتاج رغبة فى شعبية زائفة أغرقت البلاد فى متاهات لا نزال ندفع ثمنها حتى اليوم. العواطف لا تحقق انتصارات وقبطان السفينة هو الوحيد الذى يملك معرفة كل جوانب الموقف ومعارضة البحارة تكون بتوضيح البدائل وطرح الافكار المدروسة وليست مجرد «هرى» وكلام غير مدروس!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة