اهتز قلبي وأنا أسمع هذه الكلمات من الرئيس السيسي بصوته الهادئ مساء الاثنين الماضي في مداخلته الهاتفية مع الإعلامي عمرو أديب.. «هنعبر وهنبقي حاجة جميلة أوي، وافتكروا الكلمة دي، بكرة تشوفوا، هتشوفوا العجب وتشوفوا التقدم اللي ربنا سبحانه وتعالي هيساعدنا عليه».
هذه الرسالة التي وجهها الرئيس بكل عفوية. قلتها وأقولها في مجالسي الخاصة مع الأقارب والأصدقاء. وأكررها في مقالاتي واتخذ منها عنوانا مرارا وتكرارا.. تفاءلوا تفاءلوا. فما حدث منذ 8 يونيه 2014 وحتي الآن يعد بكل المقاييس الاقتصادية والعلمية إعجازا. قناة السويس الجديدة.. زيادة إنتاج البلاد من الكهرباء بنسبة تقارب 40%. صفقة الرافال الضخمة.. حاملة الطائرات العملاقة ميسترال. شبكة الطرق التي تتجاوز 3 آلاف كيلو متر. مشروع المليون ونصف مليون فدان الذي تم تدشينه في الفرافرة مؤخرا. الكباري والأنفاق والجسور في كافة أنحاء مصر. استكمال الاستحقاقات الدستورية لخارطة المستقبل. ألا يدعونا كل هذا إلي رفع أكف الشكر إلي الله، وأن ننظر إلي المستقبل بعيون كلها أمل وتفاؤل؟. ألا يلزمنا هذا بالتحلي بالصبر وتحمل المشاكل الحياتية التي اعتدنا عليها عقودا.
لكن رغم ذلك أتمني أن يبادر الرئيس بالتخلص من الذين ينصبون أنفسهم أوصياء علي عرش مصر. فما يرتكبون بحق الحريات العامة يضر الرئيس ومصر أكثر مما يفيد. يا سيادة الرئيس.. نظام بعد ثورتين لا يقبل وصاية من أحد، ولن يرضي بوجود مراكز قوي جديدة. لقد منحك الله حبا وشعبية لم يحظ بها رئيس من قبل. فاجعل الشعب سندك وقوتك. انفض عنك غبار حملة المباخر والمنافقين، لتظل كما عهدناك.. صادقا وفيا لشعبك، متمنيا وطنا - كما نتمني - قد الدنيا.