صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


الطبيعة تكشر عن أنيابها | مصرع ونزوح الآلاف بسبب الفيضانات خلال شهر

سامح فواز

الأحد، 25 يوليه 2021 - 01:39 ص

أحداث مأساوية شهدتها الكرة الأرضية مؤخرا نتيجة التغيرات المناخية، والتي ألقت بظلالها على مناطق شتى حول العالم، ما أسفرت عن وقوع ضحايا ومصابين فضلا عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة؛ الأمر الذي دعا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى المطالبة بالإسراع في مكافحة التغير المناخي، مشيرة إلى أن الأضرار الناجمة عن الظواهر الجوية القصوى أكبر مما كانت عليه في الماضي.

منذ بداية شهر يوليو الجاري شهدت العديد من دول العالم، موجة غير مسبوقة من الفيضانات التي أسفرت عن مقتل المئات سواء في أوروبا، حيث قتلت ما يقرب من 200 شخص بألمانيا، وحتى الصين والهند واليمن، وهو الأمر الذي أرجعه خبراء الطقس الى العديد من العوامل، منها تغير المناخ.

كارثة أوروبا

وصلت حصيلة عدد الأشخاص الذين قضوا مصرعهم جراء الفيضانات التي شهدها غرب ألمانيا في 14 و15 يوليو إلى 180، فيما لا يزال نحو 150 في عداد المفقودين، وفق أخر حصيلة أعلنتها السلطات الألمانية.

وكانت الحصيلة السابقة الصادرة الخميس، تشير إلى مصرع 177 شخصاً. ودعت أجهزة رصد الأحوال الجوية الألمانية إلى توخي الحذر من تجدد هطول الأمطار المتوقع في نهاية الأسبوع غربي البلاد.

وفي منطقة رينانيا بالاتينات، المنطقة الأكثر تضرراً، أعلنت الشرطة مصرع 132 شخصاً وإصابة 766، فيما لا يزال 149 شخصاً في عداد المفقودين.

وقال وزير الداخلية في الحكومة المحلية روجر ليفنتس: "لم نكن نعتقد أن العدد النهائي للذين لقوا مصرعهم سيرتفع بهذا القدر"، معتبراً أن الكثير من المفقودين سبق أن غادروا لتمضية العطل.

وما زالات الشرطة الألمانية تُجري عمليات البحث بواسطة مروحيات وكلاب مدرّبة، خصوصاً في المناطق التي تشهد تراكماً للأنقاض التي جرفتها المياه.

وفي بلجيكا بلغ حصيلة الضحايا الذين لقوا مصرعهم نتيجة الفيضانات التي اجتاحت مقاطعتا نامور والون برابان جنوب شرق العاصمة بروكسل، 36 شخصا في الفيضانات لتكون الحصيلة الإجمالية للذين قضوا جراء الكارثة في ألمانيا وبلجيكا 213 شخصا.

وبعد أيام قليلة على الكارثة في ألمانيا وبلجيكا شهدت لوكسمبورج وهولندا والنمسا فيضانات إلا أن هذه البلدان لم تعلن سقوط أي ضحايا.

أما ايطاليا فكان لها جانب من الأحزان، ففي صقلية، ذكرت خدمات الطوارئ في مدينة "باليرمو" والمنطقة حولها، أنه تم استدعاء فرقة الإطفاء بسبب الفيضانات، بالإضافة إلى إقليم "ساوث تيرول" شمالي البلاد. 

وفي بولندا تسببت العواصف في حدوث فيضانات وأضرار واسعة على مدى عدة أيام، حيث صرح متحدث باسم إدارة الإطفاء لقناة "تي.في.إن24" التلفزيونية، إنه تم استدعاء إدارات الإطفاء لأكثر من 5000 حادث في مختلف أنحاء البلاد.

وسقطت أسقف حوالي 200 منزل، معظمها في إقليم "لودز"، الأكثر تضررا بشكل خاص. وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص بشكل مؤقت.

وبعد إصابة طفل جراء سقوط غصن عليه، تم إخلاء 15 معسكر كشافة في إجراء احترازي.

وأصيب طفل آخر خلال واحدة من عمليات الإنقاذ، بينما تم نقل قاصر إلى مستشفى بسبب مشكلات في التنفس، طبقا لما ذكره جهاز الإطفاء، بدون تقديم أي تفاصيل. ولم تسفر العواصف عن وفيات، طبقا لأحدث المعلومات .

ووصفت ميركل، الفيضانات التي دمرت أجزاء من أوروبا، بأنها "مروعة"، بعد أن ارتفع عدد القتلى في أنحاء المنطقة إلى 216، في الوقت الذي تعرضت منطقة في بافاريا الألمانية لأحوال جوية بالغة السوء.

وقالت "ميركل" إن اللغة الألمانية ليست فيها مفردات بإمكانها وصف الدمار الذي حصل، واعدة بتقديم مساعدات مالية سريعة، في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد، منذ نحو ستين عاماً.

تركيا تغرق في الفيضانات

وفي تركيا أدت الظواهر الجوية إلى أضرار بالغة من جرّاء موجة فيضانات عاتية حيث فاضت كميات مهولة من المياه وقد أغرقت الشوارع، وشوهدت سيارات النقل وهي بالكاد تختفي تحت سطح المياه، كما رُصد عدد من المباني السكانية، وقد وصلت المياه إلى مستوى كبير منها.

وكانت المقاطعات الشمالية الشرقية من تركيا الواقعة على ساحل البحر الأسود قد شهدت فيضانات كبيرة.

وأفادت تقارير تلفزيونية، بأن خسائر ضخمة تعرضت لها أنقرة في ثلاث ولايات من جراء الفيضانات، فيما كانت السلطات قد أجلت مئات الأشخاص بسبب الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في مدينة أرتفين بشمال شرقي تركيا.

وقبل نحو أسبوع، لقي ستة أشخاص مصرعهم فيما فقد آخران بسبب فيضانات ضربت ولاية ريزا.

كما تسببت الأحوال الجوية السيئة في غرق سفينة مهاجرين غير شرعيين جنوب غرب منطقة كاش وقرب إحدى الجزر اليونانية في المتوسط، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التركية.

خارج القارة العجوز

وخارج أوروبا، شهدت الهند أمطار غزيرة في ولاية مهارشترا الواقعة غربا متسببة بانزلاقات تربة وسيول وانهيار مبنى.

وقالت حكومة الولاية في بيان صحافي إن "الأمطار الغزيرة التي هطلت على أنحاء مختلفة من الولاية وترافقت أحيانا مع ارتفاع المد وفيضان السدود أدت في مناطق مختلفة.. إلى سيول وفيضانات في مناطق عدة".، وقال مسئولون، إن ما لا يقل عن 120 شخصاً، لقوا حتفهم في ثلاث ضواحٍ في مومباي. 

وغمرت المياه مناطق عدة في المدينة، وتعطلت قطارات الضواحي، ما أدى إلى توقف الحياة في العاصمة المالية للهند، مما استدعي تدخل الجيش الهندي قواته وعتاده للمساهمة في جهود الإنقاذ وعمليات إغاثة المنكوبين.

وقال المسؤولون، إن السلطات سجلت 18 واقعة لانهيار منازل أو جدران في منطقة مومباي. وأضافوا أنه في أحد الأحياء انهارت حوالي ستة أكواخ، تقع عند قاعدة تل فوق بعضها.

ووصل مستوى المياه إلى 3,5 أمتار في مناطق بمدينة تشيبلون التي تبعد 250 كيلومتر عن مومباي، بعد 24 ساعة من هطول الأمطار بدون توقف ما تسبب بفيضان نهر فاشيشتي وغرق طرق ومنازل.

عملاق آسيا يركع أمام الطبيعة

وفي الصين لقي 40 شخصا مصرعهم وأجلي نحو 200 ألف آخرين جراء فيضانات شهدتها مدينة وسط الصين، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، في وقت تفجرت سدود وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان جراء الأمطار الغزيرة.

من جانبه، حذر الرئيس الصيني "شي جينبينغ" أن بلاده تواجه فيضانات "خطيرة للغاية".

وقامت السلطات الصينية بإجلاء نحو 200 ألف شخص من مدينة تشهد فيضانات وسط البلاد، وفق ما أعلن مسؤولون محليون الأربعاء، في وقت تفجّرت سدود وارتفع منسوب المياه في أنهار مقاطعة خنان جراء الأمطار الغزيرة.

وأفادت سلطات مدينة تشنغتشو الواقعة في خنان أنه قوات الجيش تقود عمليات الإنقاذ في المدينة التي تعد أكثر من عشرة ملايين نسمة وحيث أغرق تساقط الأمطار على مدى أيام الشوارع ومترو أنفاق.

العرب لم يسلموا من الكوارث

أما في اليمن، هذا البلد الذي تمزقه الصراعات فقد أدي التغير المناخي إلي حدوث منخفض جوى في بحر العرب وخليج عدن نتج عنه سيول جارفة وأمطار غزيرة أدت إلى مصرع سبعة أشخاص غرقاً في محافظتي شبوة والمهرة في شرق البلاد .

وذكرت مصادر وسكان فى محافظة شبوة، أن ثلاث نساء وطفلين توفوا غرقا بسبب السيول في بلدة بيحان شمالى شبوة، والتي تسببت أيضا في أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة والأراضي الزراعية. 

وأضافت المصادر، أن اثنين آخرين توفيا جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت محافظة المهرة في أقصى شرق البلاد على حدود سلطنة عمان.

وفى محافظة حضرموت الغنية بالنفط، قالت مصادر محلية إن الأمطار الغزيرة أغرقت مناطق متفرقة من مديريات وادى وصحراء حضرموت المترامية الأطراف، متسببة فى قطع طرق وأضرار مادية كبيرة فى الممتلكات والأراضى الزراعية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة