صورة توضيحية لمشروع «المونوريل»
صورة توضيحية لمشروع «المونوريل»


في الاحتفال بـ1052 عامًا على إنشائها..

متحف ومونوريل وبدائل للعشوائيات.. القاهرة 2021 شكل تاني

محمد قنديل- ياسمين سامي

الإثنين، 26 يوليه 2021 - 09:03 م

القاهرة.. مدينة عريقة لا تخطو فيها قدماك شبرًا واحدًا دون أن تجد علامة مميزة انفردت بها لا تجدها فى غيرها، وتجد مزيج الحضارات وحكايات الزمان ترويها حكمة تباين العصور، فهى عاصمة الثقافة الإسلامية، ومنطلق الانتصارات، سميت بمدينة الألف مئذنة، واحتضنت رنين الكنائس، هى المدينة التى لا تنام، اعتاد أهلها السهر، وإن استيقظت باكرا تسمع أصوات أقدامهم تملأ الشوارع مختلطه بالضجيج والأضواء.

تعاقبت العديد من الحضارات والثقافات القديمة والحديثة على «أهل كايرو» لكن بعدالانتصار على طيور الظلام وثورة المصريين ضد حكم الإخوان وقيام ثورة 30 يونيو، شهدت مصر والقاهرة على وجه الخصوص طفرة غير مسبوقة وتطويرا مستمرا وإنشاء مدن جديدة وتطوير للعشوائيات وتأسيس العديد من المشروعات الضخمة التى غيرت شكل القاهرة وجعلت منها درة تتلألأ وسط مصر ويحيط بها معالم الحضارة القديمة والحديثة والنيل يحتضنهم جميعًا كشريان للحياة.

اجتاحت ثورة المشروعات القاهرة والقاهرة الكبرى، وتنوعت المشروعات فى مجالات عدة سكنية وطرق وكبارى، وغيرها من المدن الذكية الجديدة إضافة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وافتتاح العديد من المشروعات الصناعية الضخمة والزراعية.

المناطق التاريخية

وقد تم مشروع تطوير القاهرة التاريخية وترميم الآثار القديمة، ويهدف المشروع إلى إعادة جمال القاهرة ورونقها مع الحفاظ على النسيج العمرانى للقاهرة التاريخية، يقول الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، إن هناك إنجازات عديدة لوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الإسكان ومحافطة القاهرة لتطوير القاهرة الإسلامية ومنها مشروع ترميم وإعادة توظيف قصر السلطان حسين كامل الشهير بقصر السلطانة ملك بحى مصر الجديدة والذى وافقت عليه اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية خلال أغسطس العام الماضى والذى يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ضمن برنامج المسئولية الاجتماعية للشركة المصرية للاتصالات، حيث يهدف إلى إعادة توظيف القصر ليكون مركزا لتنمية الإبداع وريادة أعمال الشباب، بالإضافة إلى كونه جزءًا من بانوراما قصر البارون إمبان المواجه له، ومشروعًا هامًا لإظهار المعالم الحضارية لمنطقة مصر الجديدة الأصلية.

وقال خبير الآثار إنه تم ترميم قصر البارون إمبان القصر الفريد فى عمارته بتكلفة 100 مليون جنيه ساهمت فيها الحكومة البلجيكية بمنحة تبلغ 15 مليونا وهو قصر تم بناؤه على طراز العمارة الهندية، أسسه المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان، ويقع القصر فى شارع العروبة بمنطقة مصر الجديدة فى القاهرة، بالإضافة إلى رفع كفاءة إضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمى بحى الجمالية، وذلك فى إطار خطة الوزارة لتطوير ورفع كفاءة عدد من المناطق الأثرية فى مختلف أنحاء جمهورية مصر العربية.

وأوضح أنه فى بداية عام 2021 افتتح الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، جامع الفتح الملكى بحى عابدين بالقاهرة بعد مشروع كبير لترميمه بتكلفة 16 مليون جنيه، وشمل ترميم الأرضيات الرخامية بصحن المسجد، وترميم وتنظيف التجاليد الرخامية للحوائط، وأعمال تنظيف وترميم المنبر والمحراب وكافة الأعمدة الرخامية والجرانيتية بالمسجد، والقباب والقباوات من الداخل وإنهاء الأعمال الزخرفية.

ويتابع الدكتور ريحان أنه لأول مرة وبخطوة جريئة من الدولة وهو اختراق منطقة المدابغ وإعادة صياغتها لتكون منطقة تراثية ومنفذا للنزهة لكل المصريين للسياحة الداخلية ومقصدا للأجانب لزيارة موقع فريد يعد أجمل من حدائق جويل ببرشلونة المسجلة تراثا عالميا، وكان بمنطقة  سور مجرى العيون مدابغ على مساحة 95 فدانا مقسمة إلى ورش المدابغ والوحدات السكنية العشوائية وتم نقل ورش الجلود إلى منطقة الروبيكى ونقل الأهالى إلى وحدات سكنية بديلة وتم النقل بالتراضى وإزالة الورش والوحدات السكنية العشوائية حيث تم إزالة  1.5 مليون متر مكعب من المخلفات تمهيدًا لتطوير المنطقة.

وأشار ريحان إلى أهمية تطوير منطقة سور مجرى العيون على إنشاء وحدات سكنية تراثية بـ 70 عمارة بـ 1600 وحدة وإنشاء مول تجارى ترفيهى على مساحة 51 ألف متر، ومدة تنفيذ المشروع 18 شهرا  وتطوير بحيرة  عين الصيرة بمساحة  23 فدانا  والموقع بأكمله  مساحته 63 فدانا وتقوم شركة متخصصة بإزالة المخلفات من بحيرة عين الصيرة ويتم إنشاء محطة معالجة لمياه بحيرة عين الصيرة، ومع افتتاح المشروع ستعود المياه الكبريتية فى بحيرة عين الصيرة كما كانت قديمًا وهناك تفكير فى إنشاء مزرعة سمكية فى بحيرة عين الصيرة بعد إجراء عملية معالجة مياه البحيرة كما جاء فى تصاريح المسئولين الكبار فى الإدارة المحلية بمصر القديمة.

تطوير العشوائيات

قطعت الدولة المصرية شوطا كبيرا فى ملف تطوير العشوائيات ولعل أبرز المناطق التى غيرت العشوائيات ملامحها هى محافظة القاهرة، حيث كانت تمثل العشوائيات أكثر من 50% من مساحتها، وهو ما جعل الجهود تتضاعف بالعاصمة للتخلص من العشوائيات واستعادة شكلها ومكانتها الحضارية والتاريخية، بالإضافة لتوفير سكن ملائم لسكان تلك المناطق ونقلهم إلى مجتمعات حضارية بها كل الخدمات لتوفير حياة كريمة.

وتمكنت محافظة القاهرة من إنقاذ 23421 أسرة من السكن بالعشوائيات المهددة للحياة وتسكينهم بوحدات مفروشة ومجهزة بالكامل بالمشاريع السكنية التى تم تنفيذها لسكان تلك المناطق، حيث كانت توجيهات الرئيس السيسى بأن يتم تجهيز الشقة بكافة الفرش والمرافق حتى يجد المواطن سكن ملائم يوفر له حياة كريمة.

وأنشأت محافظة القاهرة 13 مشروع إسكان بتكلفة 11 مليار جنيه، بدون احتساب قيمة الأرض، بإجمالى 42 ألف وحدة سكنية وتم الانتهاء من تسكين 9 مشاريع منها، وهى « الأسمرات 1 و2، وأهالينا 1، وروضة السيدة 1، وبدر، كما يتم الاستمرار فى تسكين، الأسمرات 3، والمحروسة 1 و2، وأهالينا 2 «، وجارى فرش وحدات الـ4 مشاريع الأخرى وهى «أرض الخيالة، ومعًا 1 و2، ومصنع 18 الحربى، والمنيل القديم»، حيث يحصل عليها المواطن مفروشة بالكامل مقابل إيجار رمزى 350 جنيها، وجارٍ العمل فى مشروعات أخرى لتطوير عشوائيات القاهرة.

مدن وطرق ومواصلات جديدة

حرصت الدولة على إنشاء العديد من المشروعات العملاقة، وتطوير الطرق وتأسيس الكبارى وكذلك تحديث شبكة المواصلات، وكذلك الاستثمار فى المدن الجديدة، ليشهد التاريخ على الحضارة والمجهودات التى تبذلها مصر فى سبيل تيسير الحياة وتخفيف ضغط التكدس على القاهرة القديمة والقاهرة الكبرى، ولعل تأسيس العاصمة الإدارية الجديدة خير دليل على ذلك، وكذلك مشروع المونوريل «مونوريل العاصمة الإدارية- مونوريل 6 أكتوبر» وسيلة جديدة للنقل الجماعي؛ لربط إقليم القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية، لتحدث بذلك نقلة حضارية كبيرة فى قطاع نقل الركاب، ويبدأ من مدينة نصر إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ويصل طوله إلى 56.5 كم، ومن المفترض أن يكون جاهزا أمام الركاب مطلع يونيو 2023.

لم تقف التطويرات عند ذلك الحد بل إن تطوير الطرق والكبارى وتأسيس شبكة حديثة من أبرز التطورات ومثال على ذلك مشروع تطوير الطريق الدائرى ليكون الطريق مكونا من 7-8 حارات بتكلفة 8 مليارات جنيه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة