الولادة القيصرية
الولادة القيصرية


مبادرة لتخفيف آلام الأمهات

أوقفوا بيزنس الولادة القيصرية

آخر ساعة

الأحد، 01 أغسطس 2021 - 12:41 م

آية فؤاد

تدخل الولادة القيصرية ضمن العمليات الجراحية لطريقتها التى تتمثل فى إجراء شق فى البطن والرحم لإخراج الجنين، وفى بعض الحالات تكون الولادة القيصرية ضرورية لإنقاذ حياة الأم أو طفلها، لكن بمرور الوقت أخذت الولادة القيصرية منحنى آخر، فأصحبت موضة تجرى وراءها السيدات، وبيزنس يطمح إليه الأطباء، حتى باتت تشكل أكثر من ثلثى حالات الولادة حول العالم. من هنا تم تأسيس مبادرة  للتوعية بأضرار الولادة القيصرية تحت شعار أوقفوا العمليات القيصرية غير الضرورية.

المبادرة التى أطلقتها الصحفية مى الشامي، هدفها توعية السيدات بأخطار الاستسهال واللجوء للولادة القيصرية وتخفيف آلامهن، إذا كن يتمتعن بحالة صحية جيدة تسمح لهن بالولادة الطبيعية، وتستند المبادرة على استضافة الأطباء أونلاين على الصفحة الخاصة بالمبادرة على موقع فيسبوك لتقديم محتوى مفيد وهادف للسيدات عبر معلومات طبية صحيحة .

لم تأتِ فكرة المبادرة بالمصادفة، بل كانت نتاج تجربة شخصية مرت بها مؤسسة المبادرة التى كانت تتمنى الولادة الطبيعية منذ اليوم الأول من حملها، لكنها لم تجد أى داعم أو مؤيد للفكرة.

تقول مى الشامى لـآخرساعة: جاءت فكرة المبادرة بعد تجربتى الشخصية، حيث كان هدفى من البداية أن ألد طبيعياً، لكن آراء الجميع من حولى كانت مُحبِطة وغير مشجعة بغض النظر عما تستدعيه حالتى الصحية، وفى يوم الولادة أخبرت الطبيب الذى كنت أتابع معه حالتى الصحية من بداية الحمل برغبتى فى الولادة الطبيعية، واتفقنا على ذلك لكنه لم يكن موجوداً بالمستشفى عندما شعرت بآلام الولادة، فوجدت استسهالاً من الطاقم الطبي، ولإنجاز عملية الولادة سريعاً أراد الأطباء إجراء قيصرية لي، لكننى تحملت حتى جاء طبيبي، وبالفعل تمت الولادة طبيعياً دون أى أضرار .

تتابع: بعد الولادة اطلعت على الموضوع بشكل أوسع، ولاحظت أن هناك سيدات كثيرات تنقصهن المعلومات الكافية عن الولادة القيصرية وأضرارها وأنها ضرورية لحالات معينة فقط، وعند البحث عن نسب إجراء عمليات الولادة القيصرية عام 2014 وجدت أن نسبة الولادة القيصرية 50%، وهى نسبة مرتفعة جداً وزادت مع مرور الوقت لتصل إلى 63%، وتبعاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية يجب ألا تزيد نسب العمليات القيصرية على 15% بمختلف البلدان، ولا تُجرى إلا فى حالات الضرورة، لذا قررت إطلاق مبادرتى لتحقيق عدة أهداف .

وتوضح أن أهداف المبادرة تنقسم إلى ثلاثة محاور، الأول خاص بتوعية السيدات وتزويدهن بكافة المعلومات الطبية التى لها علاقة بالحمل كالتغذية، والاهتمام بالحركة والرياضة، وطريقة الولادة تحديداً، لذلك أشركنا معنا فى المبادرة طبيبة أمراض نساء للرد على استفسارات السيدات، أما المحور الثانى فيتمثل فى كتابة توصيات بوجود رقابة على الأطباء. وسيتم تفعيل المبادرة بصورة أكبر من خلال متطوعين جُدد أعلنت المبادرة أنها بحاجة لهم، ومنهم أطبــــاء وأخصائيــــون نفســــــيون، بالإضافـــــة للتواصل مع وزارة الصحة، والمجلس القومى للمرأة لتحقيق أهدافنا وهو المحور الثالث للمبادرة .

وتشير الشامى إلى أن المجتمع سبب فى ارتفاع نسبة الولادة القيصرية، بجانب نقص المعلومات عند السيدات، ما يجعل الطبيب يستسهل الولادة القيصرية لأنها سريعة وسهلة، وتكلفتها أضعاف سعر الولادة الطبيعية، كما أن هناك معلومات مغلوطة، منها شق العجان بالولادة الطبيعية الذى يتخوف منه السيدات والرجال أيضاً استناداً إلى أنه قد يؤثر فى العلاقة الزوجية فيما بعد، وهى معلومة غير صحيحة، لأن جرح شق العجان فتحة بين الشرج والمهبل قد تكون 1 سم فقط ولا تتجاوز 3 سم، وهو جرح يلتئم سريعاً، لأنه فى مكان حيوى على عكس جرح القيصرية الذى يستمر لفترة طويلة .

وأكدت أن المبادرة حظيت باستجابة، وباهتمام كبير من قِبل السيدات، فخلال 10 أيام من إطلاقها أصبحت هناك 10 آلاف متابِعة للصفحة، بالإضافة للرسائل التى يتم استقبالها يومياً، وهناك سيدات غيَّرن خطتهن من الولادة القيصرية إلى الطبيعية بعد الاطلاع على المعلومات الطبية الصحيحة على الصفحة .

أما تجارب السيدات مع الولادة القيصرية فتؤكد أن الأخيرة أداة مربحة وسهلة بالنسبة إلى الطبيب الذى يجريها، وطريقة تتخلص بها السيدات من الألم. وفى هذا السياق، تحكى شيماء محمد تجربتها مع الولادة القيصرية، قائلة: كانت أول ولادة لى وكنت أتابع مع طبيب فى عيادة خاصة، وعند اقتراب موعد الولادة سألنى إذا كنت أفضل الولادة طبيعياً أم قيصرياً، فتعجبت من سؤاله هل يُفتَرض أن أحدد أنا طريقة الولادة أم هو الذى يمكنه تحديد ذلك تبعاً لحالتى الصحية؟! ولكن تجاوزت ذلك وأخبرته أننى أريدها طبيعية، واتفقنا على ذلك .

تتابع: عند وصولى فى الحمل للشهر التاسع، أعطانى مجموعة من التعليمات لتسهيل الولادة الطبيعية، كالمشى يومياً لمدة ساعة، لكن عندما شعرتُ بألم الولادة وذهبت إلى المستشفى قرر إجراء عملية ولادة قيصرية، رغم أن كل شيء كان طبيعياً، ولم يكن هناك أى خطر علىّ أو على الجنين بحسب ما أخبرتنى المساعدة لاحقاً، بالإضافة إلى أن آلام الولادة كانت فى بدايتها، وكان من الممكن أن ينتظر الطبيب حتى يُفتَح الرحم وتتم الولادة بصورة طبيعية .

وترى شيماء أنه لا يوجد صبر عند معظم الأطباء، خصوصاً أن آلام الولادة قد تستمر ليوم كامل، لذلك يقع الاختيار على العملية القيصرية كونها الأسهل بالنسبة إليهم، بخلاف تكلفتها المرتفعة مقارنة بالولادة الطبيعية .

وتضيف: امتدت المشكلة معى إلى ما بعد الولادة، لأن الجرح ظل ملتهباً لأكثر من شهرين، نتيجة عدم النظافة أثناء إجراء العملية وتطهير الجرح، ما انعكس أيضاً على صحتى النفسية، نظراً لعدم قدرتى على الحركة أو النوم .

أما سناء وهى من متابعات المبادرة، فتحكى تجربتها قائلة: كنتُ أتابع حالتى مع طبيبة منذ بداية فترة الحمل، وكان الحمل طبيعياً ولا أعانى مشكلات صحية، والأمر نفسه بالنسبة إلى الجنين، وفى بداية الشهر التاسع ظهرت علىّ إحدى علامات الولادة، فذهبت للطبيبة، وبعد الكشف الطبى أخبرتنى أنها أعراض الولادة بالفعل، لكن إذا انتظرنا للولادة بشكل طبيعى قد نضظر للانتظار حتى اليوم التالي، وقالت لى حرفياً: (أنا عندى مؤتمر ومش فاضية بكره هنعمل العملية قيصرية)، ولأنى وقتها كنت خائفة وافقت.

من الناحية الطبية، تقول إسراء عبدالفتاح، مدرس مساعد النساء والتوليد بجامعة قناة السويس، وطبيبة المبادرة: هدفنا نشر الوعى لدى السيدات، عبر توضيح الشروط والحالات التى تستدعى الولادة القيصرية، فقديماً كان لا يوجد ما يُسمى بالولادة القيصرية وكان هناك حالات تصل إلى الوفاة سواء الأم أو الجنين لعدم إجادة التعامل مع الموقف، إذا كانت هناك حالات تستدعى القيصرية، لكن الأساس هو الولادة الطبيعية.

تتابع: هناك حالات معينة فقط هى التى لا بد أن يلجأ فيها الطبيب إلى الولادة القيصرية، كأن تكون المشيمة متقدمة عن الجنين، أو أن السائل الأمنيوسى حول الجنين أقل من 5 سم، أو أن تكون المشيمة ملتصقة، أو تغيُّر وضعية الطفل فى بطن الأم، أو إذا كان وزن الجنين أكبر من 4,5 كيلوجرام.

وتوضح: إذا كان لدى السيدة معلومات كافية بهذه الحالات السابقة يمكنها أن تراجع طبيبها إذا أصر على الولادة القيصرية بينما وضعها لا يستدعى ذلك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة