خالد زكى
خالد زكى


خالد زكى: نفسى أرجع للسينما

آخر ساعة

الأحد، 01 أغسطس 2021 - 02:16 م

رضــا الشناوى

تسكنه فلسفة خاصة تجسد عمق ثقافته وتفكيره الإيجابى فى كيفية صنع الإبداع، رسم لنفسه خطا تمثيليا خاصا منذ انضمامه إلى الساحة الفنية، ويومًا بعد يوم يحقق النجاح ويبنى الكيان الفني الخاص به بحضوره وموهبته وباختياره لأدواره مُركبة وجريئة وقوية.

الفنان القدير خالد زكى، لا يزال يبحث فى كل عمل فنى جديد عن تحقيق المزيد من طموحاته، فهو باختصار فنان عاشق للتألق يبحث كل يوم عن قمة جديدة يتربع عليها بإبداعاته الفنية.

< ما الذى جذبك لتقديم شخصية جابر طاحون فى مسلسل قوت القلوب؟

ـ أنا معجب بكتابات المؤلف محمد الحفناوى، وبالفعل قدم لى الفكرة منذ ٣ سنوات ولكنها كانت مجرد ملخص فى أقل من ٥ صفحات، ولم تكن الفكرة فى هذا الوقت بالوضوح الكافي، وعندما طلبت منه إيضاحا أكثر كى تظهر فكرة العمل والدور المؤثر لشخصية جابر طاحون، وبعد عدة جلسات كان المضمون الذى رآه الجمهور على الشاشة، وأعجبتنى فكرة العمل وأقدمت على تنفيذه سريعا، خاصة أن الشخصية مركبة أى من النمط الذى أفضله فى أعمالي، ثانيا الأحداث التى يمر بها كثيرة، يتعرض لمخاطر وكوارث فى عمله ويهدد من يعمل معه لدرجة تصل للقتل، ثالثا لأنه نموذج واقعى جدا ويمكن أن تصادفه فى حياتك، ومثلما لى مع مؤلفه علاقة صداقة وإعجاب بإعماله، لا ننسى أن لى مع مخرج العمل المبدع مجدى أبوعميرة أعمالا درامية لا تنسى.

< كيف تتعامل مع شخصيات أعمالك؟

ـ كل شخصية تحتاج منى حالة خاصة جدا من التركيز، عندما أقرأ السيناريو، أبدأ رحلة سفري، ولو استمرت وشعرت إننى سعيد ومغرم بها أوافق على تجسيد الدور، أما إذا توقفت ونزلت فى أول محطة، هذا يعنى إننى مللت السفر ولم يعد باستطاعتى الاستمرار، وكل شخصيات أعمالى التى أسافر معها منذ وجودها على الورق تحتاج منى لرحلة طويلة من الاندماج أتعرف فيها على ملامحها، وحركتها، ولبسها، ومشيتها، وانفعالاتها، وبعد ذلك أدخل فى مناقشات مع المخرج والمؤلف حول أمور كثيرة وتأثير الشخصية فى نسيج العمل.

< ما الذى يحكم اختياراتك.. جودة الدور أم العائد المادى؟

ـ بالطبع لا يختار الفنان عمله بالقيمة المادية، الأهم عندى هو مدى درجة تأثير الدور فى المشاهدين، وماذا سيضيف إلىّ بعدما أجسده على الشاشة، هل سيخدم فكرة ما أريد توصيلها للناس، أم لا؟ وهل يتطرق لخدمة قضايا المجتمع ويسهم فى إيجاد حلول، والعائد المادى يأتى طبعا بعد حسم كل هذه الشروط.

< تصوير أعمالك فى أماكن حقيقية.. هل كان يزيد من صعوبة الدور؟

ـ بالتأكيد، فمعظم الأدوار التى قدمتها تميزت بالشخصيات القوية ومنها رجل المخابرات فى السفارة فى العمارة وأدوار القضاء ووكيل النيابة، ودور الوزير، وحتى الأدوار التاريخية أو الدينية وغيرها من الأدوار كان يتم تصويرها فى الأماكن الحقيقية، وهذا ما كان يجعلنى أشعر بمصداقية الأداء للدور، وأتعايش مع الشخصية بشكل أفضل، فالديكور مهما كان متقنا لا يمكن أن يعكس نفس حالة التصوير فى الأماكن الحقيقية حسب طبيعة وتأثير أحداث الدور فى العمل الفني.

< هل أنت حريص على تقديم البطولة الجماعية أكثر من المطلقة؟

ـ نادرا ما ينجح الفنان بمفرده خاصة فى الدراما التى تعرض على مدار 30 حلقة، ولا أنكر أنى حريص على تقديم البطولة الجماعية، لكونها تعنى أن العمل به ثراء درامى كبير جدا، ويكون مليئا بالأحداث المثيرة، بالإضافة لوجود تنوع لصالح المشاهد، هذا إلى جانب وجود مباراة إبداع فى التمثيل بين الأفراد.

< ما الذى يشغل بالك كفنان؟

ـ نظرا لكونى أحب الأدوار الحقيقية التى يتأثر بها الناس ويصدقونها وأحب أيضا أن أذهب إلى الأدوار الواقعية التى تحمل بين سطورها رسالة وقصة معبرة تلامس وجدان وقلب المشاهد، لذا لا يغيب عنى لحظة تحقيق التفرد فى الأداء وفق ما هو متاح فى كل ما يعرض علىّ من أعمال وأدوار أتبناها فنيا بوازع من عشقى لها، وأود التأكيد على أن الدراما المصرية متفوقة على الدراما العربية ومستمرة فى التربع على عرش الإبداع فى الوطن العربي، ومن خلال التجويد فى كل ما ينهض بمكونات الدراما، تستطيع أن تحتل مكانتها وتحافظ على نضوجها وحيويتها من حيث التسويق.

< كونك من مواليد برج الحوت.. لأى مدى تتعامل برومانسية فى اختيار أدوارك؟

ـ لست ضليعا فى علم الأبراج، لكن معرفتى بها بسيطة تتلخص فى أن أصحاب برج الحوت يفكرون كثيرا، وأنا بالفعل أدقق وأفكر كثيرا قبل اتخاذ أى قرار حتى يتوفر لى الشعور بالاستقرار الداخلى والقدرة على انتزاع نبض الحب مما يعرض علىّ من نوعية الأدوار.

< ما ردك على من يرددون من سيكون خليفة نجوم زمان كالمليجى وفريد شوقى وغيرهما؟

ـ لم يختلف رأيى نهائيا بأنى مع غيرى من الفنانين، مازلنا ننهل ونتعلم من إبداعات الأداء الراقى لفنانينا الكبار الراحلين أمثال محمود المليجي، عباس فارس، زكى رستم، عبدالرحيم الزرقانى، صلاح منصور، حسن البارودى، عبدالوارث عسر، سراج منير، وذلك من خلال عرض ومشاهدة أعمالهم الرائعة على دراما القنوات الفضائية خاصة نوعية أفلام الأبيض وأسود فى الزمن الجميل، كما أؤكد أنه لا خليفة لفنانينا الكبار الذين مازالوا يقدمون أعمالهم الرائعة حتى الآن أمثال عبدالرحمن أبوزهرة، عادل إمام، سميحة أيوب، فالتاريخ لن يكرر مثل هؤلاء العمالقة، وعلينا أن نترك ما يتردد جانبا من البعض، وليرسم كل فنان طريقه، شرط أن ينهل من خبرة ومدارس هؤلاء العمالقة الكبار.

< هل تؤمن بالحظ فى الفن أو الحياة عمومًا؟

ـ أؤمن بالحظ، لكن الحظ وحده لا يكفى لتحقيق طموحاتنا، نعم وقف الحظ بجانبى فى التوفيق فى اختيار نوعية أدواري، ولكنى أعرف أيضا أن عمر الحظ∪ قصير إن لم يرافقه عمل ومثابرة فى تقديم أدوار يشار إليها بالبنان لكونها تحمل رسالة عطاء وحلولا لقضايا كثيرة داخل نسيج المجتمع، وعلى الجانب الآخر فى مضمار الحياة لابد من التأكيد على بذل الجهد والإخلاص فى أى عمل هو تعويذة النجاح تعبيرا عن الحظ.

< ما حدود دور المخرج فى تحديد شخصية النجم؟

ـ أعتقد منذ البداية أن العمل مع مخرج كبير فاهم لتطويع أدواته الفنية لخدمة الإبداع الفنى مهما كان حجم الدور الصغير، أفضل كثيرا من العمل مع مخرج غير متمكن من أدواته، فهناك مخرجون متميزون منحونى شخصيا جرأة المواجهة فى تجسيد شخصياتى التى قدمتها بتميز ونجاح، وتعاملى معهم كان خطوة واسعة لتطوير كل ملامح شخصيتى الفنية وتحقيق نجاح لى فى قلوب ووجدان الجماهير.

< لماذا لم تقدم أدواراً كوميدية؟

ـ أعشق الكوميديا، ولكن لم يقدم لى سيناريو كوميدى جيد ويحمل صفة التميز ويستفزنى كفنان ويحرك جينات الإبداع بداخلي، وأؤكد أنى لوجدت هذا الورق والسيناريو المتميز، فلن أتردد فى تقديمه على الفور، لأنى أحلم بتقديم تلك النوعية الكوميدية.

< ما مدى صحة أنك هجرت السينما مؤقتا؟

ـ قدمت أعمالا سينمائية نالت أعجاب الجماهير والنقاد وحصلت على جوائز أحسن ممثل وجائزة الأداء المتميز وجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان الإسكندرية، ولا صحة لمن يردد بأنى هجرت السينما، فالموضوع الجيد والورق المتميز هو الذى يدفعنى لتقديم العمل سواء فى السينما أو المسرح أو التليفزيون فجميعها أدوات توصيل جيدة للمشاهد، وكم أتمنى الحصول على نص جيد أعود به للسينما نظرا لأن كل ما عرض على من سيناريوهات مؤخرا كان دون المستوى.

< كيف تفكر فى مستقبلك الفني؟

ـ شهيتى مفتوحة جدا للتمثيل، فحالة رد الفعل التى أشاهدها وأسمعها فى الشوارع وفى كل مكان أذهب إليه ومن خلال الاتصالات التليفونية التى لا تنقطع أصابتنى بنوع من البهجة والإقبال على تقديم إبداع بشكل أفضل.

< هل تتألق فنيًا أمام نجوم بعينها؟

ـ هذا حقيقى لأن الأمر يشبه نزولك البحر مع أشخاص يجيدون السباحة، لذا تشعر بأمان واستمتاع، وهذا ما يحدث كثيرا فى نسيج العمل الفنى أيضا، ولذا أتمنى العمل مع كل العمالقة الذين أثروا الحياة الفنية بأعمال درامية هادفة.

< ما جديدك؟

ـ أمامى سيناريو لفيلم من نوعية الأكشن والإثارة، ومسلسل من نوعية الدراما الاجتماعية التى تتعرض لعلاج مشاكل المجتمع والأسرة، ولن أفصح عن أى جديد بالنسبة لهما لحين الانتهاء من قراءة العملين وإبداء رأيى بالموافقة أو العكس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة