السفينة «إيفرجيفن»
السفينة «إيفرجيفن»


عمال القنال.. محركات بشرية

محمد قنديل

الأربعاء، 04 أغسطس 2021 - 10:09 م

سواعد لا تعرف الراحة، المهارة والكفاءة سمتهم، التفانى والإتقان شعارهم، النجاح والإنجازات هدفهم.. إنهم رجال المهام الصعبة فى قناة السويس، هذه القناة ملتقى للعالم بأسره، بلدان من أقصى الأرض إلى أدناها ومن شرقها لغربها ترفرف أعلامها مروراً بهذا المجرى المائى الذى يعد بمثابة هدية المصريين للعالم، معجزة المصريين، التى تديرها أيادٍ وطنية خالصة تعمل ليلاً ونهارًا فى سبيل خدمة الإنسانية والوطن بكل فخر واعتزاز، ونجاح قناة السويس، ورفع راية مصر عاليًا.
«الأخبار» تحدثت مع بعض النماذج المضيئة، المعروف عنها العمل الجاد والتفانى داخل قناة السويس، ليستعرضوا قصص الكفاح والعمل الشاق.

باسم السيد.. «ميكانيكى ديزل» بدرجة فنان

باسم السيد

داخل إحدى ورش الصيانة بقناة السويس، يتحرك بخفة ورشاقة بين المعدات الضخمة، اعتاد الأعمال الشاقة دون كلل أو ملل لينجز مهامه بسرعة ودقة، معتمدًا على مهاراته وخبراته الكبيرة فى صيانة المحركات.. ٢٩ عامًا قضاها باسم السيد، «ميكانيكى ديزل»، داخل القناة، وما زال العطاء مستمرًا، فقد التحق بالعمل عام ١٩٩٢، بعد تقديمه فى إحدى مسابقات التعيين بهيئة قناة السويس، ليثبت كفاءة كبيرة جعلته ضمن كتيبة صيانة القاطرات.. «شغلنا مستمر طوال الأيام ومستعدين دائًما».. بهذه الكلمات وصف «السيد» أهمية عمله داخل المنظومة العملاقة، مؤكدًا أن فريق العمل يحرص على الصيانة المستمرة، حتى تكون جميع الوحدات البحرية جاهزة للعمل، كذا التعامل مع الأعطال الجسيمة بشكل سريع وبكفاءة عالية، لذلك العمل مستمر على مدار الـ٢٤ ساعة، وأحياناً يتم استدعاؤنا فى يوم الإجازة حسب حاجة العمل.. مر «باسم السيد»، بالكثير من المهام الصعبة خلال سنوات تواجده بالعمل، ولعل أهمها دوره البارز مع فريق العمل فى صيانة وتجهيز القاطرة «بركة»، التى تعد من أهم وأكبر القاطرات التى استخدمت فى مواجهة أزمة السفينة الجانحة «إيفرجرين».

محمد غريب.. عين لا تغفل عن المجرى المائى

محمد غريب

بعيون لا تغفل، يراقب باستمرار حركة السفن فى المجرى المائى لتسجيل وقت مرورها، كجزء من منظومة متكاملة لتنظيم وتسهيل العمل، تقتضى طبيعة عمله التواجد ٤٨ ساعة متواصلة قبل الحصول على الراحة.. محمد غريب، ريس بحرى بمحطة إرشاد «الدفرسوار» ضمن ١٤ محطة إرشاد بطول قناة السويس، يؤكد أنه يعمل ضمن منظومة كبيرة، يختص دوره بها من خلال رصد توقيتات مرور السفن وإبلاغ المشرفين بها للتنظيم وتحسباً لأى طارئ أو أعطال، فضلاً عن متابعة عمل «الشمندورات» بالمجرى المائي.
«نعمل مثل الأسرة الواحدة».. هكذا وصف «غريب» العمل داخل القناة، قائلاً إن الجميع يكمل بعضه حتى يخرج العمل فى أحسن صورة دون عوائق أو مشكلات، خاصة أن طبيعة العمل تحتاج إلى النظام والدقة والاحترافية، كما أن هناك روح المحبة والترابط بين الزملاء داخل العمل، مما يساعد على النجاح وتذليل الصعاب.
قبل التحاقه بإدارة التحركات، كان «غريب» أحد رجال قطاع «قاطرات هيئة قناة السويس»، ذلك القطاع الهام والمحورى، فيقول إن عمله السابق يرتكز على مساعدة السفن فى عبور المجرى المائي، فتعمل القاطرة على مرافقة السفينة العابرة.

وليد جودة.. «ريس تكريك» مُحترف

وليد جودة

على متن الكراكة «الصديق» يرتكز عمله، يقوم بجهود كبيرة وأعمال دقيقة تحتاج إلى مهارة وحرفية لينجز مهامه على أكمل وجه، لا يقف أمام فريق العمل عوائق، فالجميع هنا مستعد لتخطى الصعوبات فى سبيل إنجاح المهمة.. وليد جودة، ريس تكريك، التحق بالعمل فى قناة السويس عام ٢٠٠٠، ليمضى سنوات أكسبته الخبرة والمهارة ليكون ضمن فريق محترف ينجز الأعمال بنجاح.. فيقول إنه المسؤول عن التشغيل فى غرفة القيادة داخل الكراكة، والتى تختص بأعمال التوسعة والتعميق بالمجرى المائى، وفقاً للخطط الموضوعة وتطورات الملاحة التى تستدعى أحياناً إلى توسيع أو تعميق المجرى بقياسات معينة.. يستعيد «ريس التكريك» ذكريات أهم وأصعب المهام التى عمل بها فى القناة، وهى مشروع قناة السويس الجديدة، فيؤكد أنه كان بمثابة التحدى والاختبار الصعب، من حيث المجهود الكبير والعمل المتواصل والصعوبات التى تتمثل فى ضيق الوقت ونوع التربة المختلفة التى عملنا فى الحفر بها، كذا المناخ والتقلبات الجوية، ولكن الجميع كان على قلب رجل واحد، واستطعنا إنهاء العمل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة