الدكتور عبد الحليم منصور
الدكتور عبد الحليم منصور


قرار الرئيس .. وأضرحة آل البيت

ضياء أبوالصفا

الخميس، 05 أغسطس 2021 - 07:24 م

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، بشكل متكامل ويتماشى مع الطابع التاريخى والروحانى للأضرحة والمقامات، وهذا القرار يدخل فى إطار ما يسميه الفقهاء بالسياسة الشرعية لولى الأمر التى عبر عنها  بالمصلحة وينطوى على تقدير وإجلال واحترام لآل بيت النبوة، ولأولياء الله عز وجل المأمور به شرعا قال تعالى :» قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى « الشورى: 23  وكلما زاد حب المسلم لأهل البيت ارتقى بهذا الحب فى درجات الصالحين؛ لأن حب أهل البيت الكرام علامةٌ على حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحب رسول الله علامة على حب الله عز وجل.

ويأتى التطوير دفعا للضرر عن الزائرين من هنا وهناك، وعملا على راحتهم، لقول النبى عليه الصلاة والسلام :» لا ضرر ولا ضرار «  كما يأتى مراعاة لذوى الحاجات ممن يهوون زيارة قبور آل البيت، والتوسل بهم إلى الله عز وجل، المأذون به شرعا فى قول الله عز وجل :» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِى سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ « المائدة : 35 ، والتوسل بالصالحين هو توسل بأعمالهم الصالحة وهو يدخل تحت «الوسيلة» التى أمرنا بها، وذلك مع اعتقاد المسلم بأنه لا خالق إلا الله وأن الاسناد لغيره لكونه سببًا لا لكونه خالقًا أو معبودًا من دون الله.

ولقول الله تعالى : « وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا» النساء: 64، والآية عموما تتناول المجيء للنبى صلى الله عليه وآله وسلم وهو على قيد الحياة، وكذا بعد وفاته توسلا به إلى الله عز وجل.

وبما أخرجه الترمذى وغيره أن أعمى أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنى أُصِبتُ فى بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبى عليه الصلاة والسلام: «تَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَين ثم قُل: اللَّهُمَّ إنى أَسألُكَ وأَتَوَجَّه إليكَ بنبيكَ مُحَمَّدٍ، يا مُحَمَّدُ، إنِّى أَستَشفِعُ بكَ فى رَدِّ بَصَرِي، اللهم شَفِّع النبيَّ فِيَّ، وقال: فإن كان لكَ حاجةٌ فمِثلُ ذلكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه «


قال الشوكانى فى تحفة الذاكرين: »وفى الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله، إلى الله عز وجل، مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطى المانع، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

وقال: ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين..

ومن التوسل بالأنبياء وذكر حديث الأعمى السابق ثم قال: وأما التوسل بالصالحين فمنه ما ثبت فى الصحيح أن الصحابة استسقوا بالعباس رضى الله عنه عم رسول الله، وقال عمر رضى الله عنه: اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبينا، وعندى - أى الشوكانى - أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بالنبى صلى الله عليه وسلم كما زعمه الشيخ عز الدين بن عبد السلام لأمرين.. الأول: ما عرفناك به من إجماع الصحابة رضى الله عنهم والثانى: أن التوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو فى التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة إذ لا يكون الفاضل فاضلا إلا بأعماله «

د. عبد الحليم منصور أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة