أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

انفجار لا نسيطر عليه!

أخبار اليوم

الجمعة، 06 أغسطس 2021 - 06:42 م

سؤال مثير ظل يُحير الباحثين فى الغرب المتقدم لسنوات.. لماذا تتضاءل أعداد النسل عندهم.. بينما تتضاعف عند دول الجنوب ؟!!
فهم المجتمعات الأكثر غنى وحداثة وصحة وتستطيع تقديم مستقبل زاهر لأجيالها المقبلة.
هل يرتبط الأمر بالفحولة مثلا ؟ أم يتعلق بالعوامل الجوية؟.. بحيث تكون البلاد الحارة أكثر «تحريضاً» على الإنجاب مقارنة بالبلدان الباردة؟ أم أن السبب فى وجود طبقات صلدة من المعتقدات والتقاليد والثقافات والأساطير تسيطر على الأمر فى الدول الفقيرة ولا يمكن اختراقها؟!
وعندما بحثوا القضية، وجدوا أن وعى المجتمع وارتقاءه هو الدافع الرئيسى للتحكم فى الإنجاب.. وأن الاهتمام بالجودة وبالنوعية أهم من الكم.. ووجدوا أن فتح أبواب الهجرة للنابهين من دول الجنوب هو الحل العاجل لمعضلتهم، فقاموا بتوفير إغراءات الاستقدام الدائم لهم.. ولا عزاء للمتضررين.
على الجانب الآخر ماذا فعلت الدول المُسهبة فى التناسل.. المُفرطة فى التكاثر بشكل يفيض عن معدلات التنمية ويتجاوزها ولا يعطى الفرصة لإدارة الدولة لتلتقط الأنفاس؟!!
رأوا أن «آلات التفريخ» تعمل عندهم بكامل طاقتها فبحثوا عن حلول أيضاً.. فوجدوا ثلاثة: الأول مُفرط فى الصرامة، وهو الذى اتبعته الصين ويقوم على «تحديد» النسل ويصل أحيانا للتعقيم، والثانى مُفرط فى التساهل، وهو ما تتبعه مصر، ويتمثل فى إقناع المواطن بـ «الحُسنى» بأهمية «عملية التنظيم»!!
بينما مشت دول فى مسار ثالث يجمع بين مميزات الآخرين ويتلافى عيوبهما.. وهو تمتع أول طفلين بكل الخدمات المدعومة والمجانية من الدولة.. بدءاً من دخول المدارس مروراً بالتأمين الصحى والحصول على سكن اجتماعى، وانتهاءً ببطاقة التموين.. على أن يتحمل الأب تكلفة تربية الأبناء التاليين كاملة دون أى دعم و لو بجنيه.
وهذا هو الطريق الذى لم تسلكه بلادنا حتى اليوم، رغم انفجارنا السكانى الرهيب!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة