آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

عام على كارثة ميناء بيروت

آمال المغربي

السبت، 07 أغسطس 2021 - 06:18 م

رغم مرور عام على انفجار مرفأ بيروت والذى حدث فى الرابع من أغسطس العام الماضى الا انه من المبكر الحديث عن تعافى بيروت وناسها، فحتى اليوم تطغى على العاصمة بصمات الدمار والخراب، وعلى ذاكرة اللبنانيين روائح الدم وصور الجرحى والقتلى وكأن الوقت لم يمر ولم يرد احد على التساؤلات ما إذا كان الحادث كان بتدبير مقصود، أم نتج من تقصير وإهمال؟ كارثة الحادث المروع ضاعفت من معاناة اللبنانيين المادية والنفسية، والذى كان يعانى من قبلها من عوامل عديدة، أزمة اقتصادية خانقة، وانهيار سعر صرف العملة الوطنية، واستمرار حالة الانسداد السياسى تمثلت فى الفشل فى تشكيل حكومة جديدة تتولّى الإصلاحات.. الأربعاءالماضى وعلى الرغم من تفشى فيروس كورونا فى البلاد، توجّه اللبنانيون إلى بيروت من مختلف المناطق، لينضموا إلى ذوى ضحايا انفجار المرفأ والناجين منه، للمطالبة بمحاسبة المسئولين عن كارثة الانفجار المروع التى أودت بحياة 214 شخصاً وستة آلاف جريح، فضلاً عن تدمير العاصمة بمرافقها ومبانيها.. وهذا ليس جديدا فمنذ حدث الانفجار يطالب اللبنانيون بالحقيقة والعدالة ومحاسبة كل المسئولين عن الانفجار فى إشارة إلى التقارير التحذيرية التى وصلت لكبار المسئولين السياسيين والأمنيين اللبنانيين بشأن المواد الخطيرة المخزنة فى العنبر 12 فى المرفأ قبل أيام من الحادثة، من دون أن يتخذوا أى إجراءات لتجنيب بيروت الكارثة التى حلّت بها والتى تسببت فى خسائر فى 3040 عقاراً، قدّرها الخبراء بـ 4.5 مليار دولار. وحتى الان عجز القضاء عن الوصول لحقيقة ما حصل فى ظل تمسّك السياسيين بحصاناتهم ورفضهم المثول أمام طارق بيطار، محقق العدل فى القضية.. البنك الدولى دق ناقوس الخطر مؤخرًا، عندما وصف الوضع فى لبنان بأنه إحدى أسوأ الأزمات العالمية منذ منتصف القرن التاسع عشر، المشكلة ان محاولات المجتمع الدولى لإنقاذ لبنان من أسوأ انهيار اقتصادى وضع نصف اللبنانيين تحت خط الفقر  والتى تمثلت مؤخرا فى مؤتمر دولى مؤخرا لتأمين أكثر من 350 مليون دولار للاستجابة لحاجات السكان لن يحل مشاكل اللبنانيين. لأن الحصول عليها مرتبط بتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات ويشترط الداعمون الدوليون حكومة كفاءات مستقلة لا تخضع لنظام المحاصصة الطائفية، ويرفضون تسليم مساعدات مالية يستفيد منها حزب الله وحلفاؤه الذين يسعون لحكومة للحصول على حقائب وزارية فى أى حكومة مستقبلية وهو ما يجعل من الصعب خروج لبنان من مرحلة المجهول طالما ظلت مافيا السياسيين المتسلطة -التى نهبت اموال لبنان والتى تحرص على استمرارهذا الوضع- ..بلا عقاب.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة