مؤلفة لغز الوعى سوزان بلاكمور
مؤلفة لغز الوعى سوزان بلاكمور


توضيح وتعقيب حول «لغز الوعي»

الأخبار

الأحد، 08 أغسطس 2021 - 08:36 م

تلقينا توضيحًا من مترجم كتاب «حوارات حول الوعي» للمؤلفة سوزان بلاكمور حول ما أوردته الزميلة سمر نور فى موضوعها المنشور فى عدد سابق، وما تلاه من حوار مع مديرة المركز القومى للترجمة، ننشر التوضيح كاملًا عبر السطور التالية، متبوعًا بتعقيب على النقاط التى طرحها.

غلاف الكتاب الاصلى

تابعت ما نُشر فى جريدة الأخبار حول ترجمتى للكتاب الإنجليزى « حوارات حول الوعى » للمؤلفة سوزان بلاكمور، والذى قام المركز القومى للترجمة بنشره نشرًا مشتركًا تحت عنوان « لغز الوعى »، وقد اعتبرت صحيفة الأخبار ( فى مقالتين نُشرا بها ) ود. كرمة سامى ( مديرة المركز ) أن الترجمة يشوبها أخطاء، وهى أننى قمت بتغيير ترتيب فصول الكتاب، وأننى قد أرفقت بالترجمة هوامش ثرية ومقدمة وخاتمة تنقد وتنقض ما جاء فى متن الكتاب من أفكار، وبالفعل، قمت فى الكتاب بهذا التعديل وبإضافة هذه الهوامش والمقدمة والخاتمة، وأعتبر أن ذلك كان إثراءً للكتاب وإضافة للقارئ، وليس سلبية كما تم تصوير الأمر، ويهمنى أن أُبين فى بداية خطابى أننى قد ذكرت هذه الخلفيات بالتفصيل والوضوح الكامل فى تقديمى للكتاب، وأن ما قمت به لا يتجاوز قواعد وأعراف الترجمة، وفيما يلى الخلفيات وراء رأيى هذا :

أولًا: ذَكَرَت المؤلفة فى مقدمة الكتاب؛ أنها بعد أن أجرت ما قام عليه الكتاب من حوارات ( ٢١ حوارًا ) مع أساطين الوعى فى العالم من مختلف التخصصات، قابلتها مشكلة، وهى كيف يكون ترتيب هذه الحوارات فى كتابها ؟ إذ أن أى ترتيب يمكن أن يثير ضيق مَن يأتى حواره متأخرًا فى الكتاب، خاصة أن معظم المتحاورين من أصدقائها المقربين ( ص ٣٤ ترجمتى العربية )، ولتحاشى هذه المشكلة، قررت المؤلفة -كما ذكرت فى تقديمها للكتاب-أن يكون ترتيب الحوارات تبعًا لترتيب الحروف الأبجدية لأسماء المتحاورين، وتعلن المؤلفة-فى تقديمها لكتابها- أن هذا الترتيب - للأسف - سيخل بما ينبغى أن يكون عليه ترتيب الحوارات، وهو أن يتم ترتيبها تبعًا لتخصصات المتحاورين، كما ذكرت أنها كانت تتمنى أن تبدأ الحوارات بحوارها مع الفيلسوف ديڤيد شالمرز، ذلك أنه الحوار المفتاح لجميع الحوارات، لكن المؤلفة -للأسف- لم تتمكن من تحقيق ما ترى فيه صالح الكتاب لالتزامها بالترتيب الأبجدي، لذلك جاءت حوارات الكتاب مبعثرة ! حوار فلسفي، ثم نفسي، ثم كمومي، ثم فلسفي، ثم عصبي، ثم فلسفي، وهكذا، كما جاء الحوار المفتاح مع الفيلسوف ديڤيد شالمرز فى وسط الحوارات! وما قمت به فى ترجمتي،هو أننى رتبت الحوارات تبعًا لما كانت تريده المؤلفة، إذ لا تربطنى بالمتحاورين علاقة! فبدأت بالحوار مع الفيلسوف ديڤيد شالمرز، ثم وضعت الحوارات فى أربعة أبواب: الحوارات الفلسفية، ثم علم النفس، ثم العلوم العصبية، وأنهيت الكتاب بحوارين عن دور فيزياء الكوانتم فى الوعى ( ص ٢٧،٢٦ ترجمتى العربية )،هكذا اتسقت موضوعات الكتاب، فأعانت القارئ على فهم موضوع الوعى شديد الصعوبة، كما حقق ما كانت تتمناه المؤلفة.

ثانيًّا: تنتمى المؤلفة إلى المدرسة المادية فى تفسير الوعي، وقد اختارت معظم المتحاورين من هذه المدرسة، لذلك جاء عرض الكتاب لقضية الوعى مقتصرًا على طرح المدرسة المادية ومتجاوزًا مدارس أخرى عديدة، مما يمكن أن يُضلل القارئ فى فهمه لهذه القضية الشائكة، لذلك رأيت أن أضع هوامش ثرية تُوسِّع من أُفُق عرض القضية، بحيث تشتمل على آراء المدارس الأخرى حول الوعي، مع المحافظة الكاملة والتامة على نص الكتاب دون أية إضافة أو حذف أو تعديل، وأنتم تعلمون أن ما فعلت هو اتِّباع لمدرسة جديدة فى الترجمة، تُعرف بـ « الترجمة الناقدة» التى تزيد من ثراء الترجمة وتزيد من استفادة القراء كثيرًا من الكتب المُتَرجمة، وقد أشرت فى مقدمتى للكتاب إلى ثراء الهوامش والدافع وراء ذلك.

ثالثًا: لما كان موضوع الوعى شديد الإلغاز خاصة بالنسبة لقراء العربية، وكذلك كان المتحاورون على درجات عالية جدًا من التخصص، فى مجالات عديدة (الفلسفة-علم النفس-العلوم العصبية-فيزياء الكوانتم) مما انعكس على صعوبة الكتاب، فقد رأيت أهمية أن أقدم للكتاب بمقدمة أُبسِّط فيها الموضوع وأُعد القارئ للحوارات، كما رأيت أن أختمه بحصاد وتحليل وتبسيط لأفكار الكتاب الصعبة، وقد وضعت اسمى على المقدمة والحصاد حتى لا يظن القارئ أنهما من وضع المؤلفة سوزان بلاكمور، كما نوهت لذلك فى تقديمى للكتاب، مما سبق، يتضح كيف أن تعاملى مع الكتاب لم يُغَيِّر من النص مطلقًا، كما كان لازمًا بشدة لزيادة الفائدة منه، وأن ذلك لم ينسب كلمة واحدة مما أضفت لمحتوى الكتاب الأصلي، كما أنه التزم بشروط وقواعد الترجمة وأعرافها.
د.عمرو شريف

وتعقيبًا على ما سبق
نود التأكيد على أننا قمنا بإلقاء أسئلة لم يجب عنها د. عمرو شريف فى توضيحه، بل أرسل إلينا جزءًا مما أورده فى مقدمة الكتاب، وتجاهل فقرات أخرى هى التى توقفنا عندها، على سبيل المثال، ذكره لإعادة ترتيب فصول الكتاب بهدف تحقيق رغبة الكاتبة، فبالإضافة إلى أن هذا ليس من وظيفة المترجم، فقد تجاهل د. عمرو فقرة يوضح فيها أن الترتيب الجديد للفصول يؤدى إلى تحقيق هدفه ونقد الفكر المادى من داخله، وأن الفصول ترد على بعضها البعض، وهو ما يكشف فرض المترجم لتوجهاته وافتعال منهج جديد فى الترجمة غير مسبوق، كما أننا لا نعرف ما يسمى بمدرسة «الترجمة الناقدة» ووفقا لبحثنا وسؤالنا لعدد من المترجمين، فليس هناك ما يسمى بذلك، وربما يقصد المترجم مصطلح «الدراسات النقدية للترجمة» وهو أمر ليس له علاقة بما قدمه فى ترجمة الكتاب المذكور.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة