أول رحلات السياحة الروسية
أول رحلات السياحة الروسية


العلاقات المصرية الروسية.. 300 عام شاهدة على عمق الروابط الحضارية

شيرين الكردي

الثلاثاء، 10 أغسطس 2021 - 07:06 م

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، عمق العلاقات التاريخية المصرية الروسية، مؤكدًا أن مخطوطات مكتبة دير سانت كاترين وأيقوناته، والهدايا الروسية وكتابات الرحالة الروس، شاهدة على عمق الروابط الحضارية بين مصر وروسيا طوال 300 عام.

وأوضح "ريحان"، أن سانت كاترين وقصتها الشهيرة أثرت في أنحاء روسيا، لدرجة أن أول وسام نسائي بروسيا عام 1714 كان باسم القديسة كاترين، كما ذكرت الأهرامات المصرية لأول مرة في الأدب الروسي في كتاب المسيرة لفارسانوفيا، وذلك طبقًا لما جاء في كتاب "الروس عند مقدسات سيناء" لفلاديمير بلياكوف" ترجمة منى الدسوقي الصادر عن دار نشر أنباء روسيا.

وأشار الدكتور ريحان، إلى كتابات الحجاج الروس الذين جاءوا إلى سيناء ومنها كتابات فاسيلي جوجار عام 1634، فيشينسكي عام 1708، كيربرونوكوف عام 1821، وبعد تأسيس هيئة الملاحة والتجارة الروسية عام 1856 نقلت 12 ألف راكب غالبيتهم من الحجاج المسيحيين، وفي عام 1878 تم إنشاء أسطول تطوعي بين مصر وروسيا، وكان الحجاج الروس يعيشون على نفقة دير سانت كاترين، وكان البعض يتبرع بالأموال والهدايا الثمينة للدير.

وبنيت كنيسة القديس جورج رايفسكي بدير الطور بتل الكيلاني في نهاية القرن التاسع عشر من تبرعات الروس، والأيقونات الموجودة بها من أعمال الروس، كما تم تصنيع 4 من مجموع 9 أجراس معدنية بدير سانت كاترين في روسيا وأهديت للدير، وقد كتب على أحد الأجراس: "تم تصنيع هذا الجرس في موسكو في مصنع ديمتري سامجين".

‏وأوضح الدكتور ريحان، أن حقبة السبعينيات من هذا القرن، شهدت زيارة دير سانت كاترين من قبل المهاجرين الروس والعاملين بالمؤسسات السوفيتية بمصر، ويتضح ذلك من خلال توقيعات سجل زيارة سانت كاترين.

ويضم الدير مجموعة من الأيقونات الروسية منها أيقونة التجلي المرسومة في موسكو في القرنينن الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، وأيقونة الصعود المصنوعة في موسكو على يد الرسام ماكار استاتكوف ونقلت للدير عام 1610م، وأيقونة ميلاد السيد المسيح التي تعود للقرن السابع عشر، وهناك 3 أيقونات مكتوبة بالروسية تعود للقرن الثامن عشر.

ونوه الدكتور ريحان، إلى المقتنيات الروسية من كنوز دير سانت كاترين، ومنها الهيكل الفضي الذي يحوي رفات سانت كاترين أرسله القياصرة الروس عام 1689م، وتاج المطران الذي أرسله القيصر ميخائيل فيودوروفيتش للدير عام 1642م من الفضة المذهبة ومزين باللؤلؤ والأحجار الكريمة، ولوح ثلاثي فضي مطلي بالذهب عليه صورة سانت كاترين مزينة بالذهب، واللؤلؤ وخمس ثريات متدلية من سقف كنيسة التجلي مصنوعة من الفضة والكريستال أرسلته الإمبراطورة الروسية إليزابيث بيتروفنا، وتتم إضاءتها في الأعياد والمناسبات الدينية.

وقال الدكتور ريحان، إن الروس كانوا من الرواد في عملية البحث والدراسة لكنوز الدير، ومنهم أومانيتس أول من وضع دراسة تفصيلية للدير بعد زيارته له عام 1843م، وأبحاث بورفيري التي أثمرت من عام 1804 إلى 1885م عن كتاب أوسبينسكى المقدس، و4 كتب منها ألبوم يحمل رسومات ومخططات وكتاب تحليل لدساتير سيناء المعروفة.

وقام بينيشيفيتش بنشر أول وصف لمعالم الدير وكتاب "وجوه ذهبت إلى سيناء وأعمال حول سيناء"، خلال رحلته لدير سانت كاترين عام 1881م، كما أصدر ألبوم سيناء من مائة صورة يشمل معالم الدير ورسومات للمخطوطات، وقام دميتريفيسكي الأستاذ بأكاديمية العلوم الدينية في كييف عام 1888م بتوصيف 511 أيقونة، وصدر له العمل الضخم " توصيف المخطوطات الليتورجية المحفوظة فى مكتبات المشرق الأرثوذكسى" فى ثلاث مجلدات.

وكشف الدكتور ريحان، أن العالم المصري محمد عياد الطنطاوي من محافظة الغربية، هو أول عالم عربي يدخل اللغة العربية إلى روسيا الاتحادية، وهو أحد أساتذة الأزهر الشريف الذي سافر إلى بطرسبورج في عصر محمد علي بناءً على رغبة القيصر الروسى نفسه، والذي حرص على وفادة أستاذ عربي متمكن إلى روسيا ليعلّم الروس اللغة العربية.

ويتابع الدكتور ريحان بأن قياصرة روسيا اعتبروا أنفسهم وريثي الإمبراطورية البيزنطية، فاهتموا بدير سانت كاترين وأغدقوا عليه بالهدايا منها تابوتين من الفضة بهيكل كنيسة التجلي رسم على غطاء كلًا منهما صورة القديسة كاترين، مصنوعة من الذهب الخالص المرصع بالأحجار الكريمة، التابوت الأول إهداء من قيصر روسيا بطرس الأكبر عام 1688م، والثاني إهداء من إسكندر الثاني 1860م  واستخدما التابوتان في حفظ الهدايا الثمينة.

ويوضح الدكتور ريحان، أن الهدايا تضمنت الهيكل الفضي الذي يحوي رفات سانت كاترين أرسله القياصرة الروس عام 1689م وتاج المطران الذي أرسله القيصر ميخائيل فيودوروفيتش للدير عام 1642م من الفضة المذهبة ومزين باللؤلؤ والأحجار الكريمة  ولوح ثلاثي فضي مطلي بالذهب، عليه صورة سانت كاترين مزينة بالذهب واللؤلؤ وخمس ثريات متدلية من سقف كنيسة التجلي مصنوعة من الفضة والكريستال، أرسلته الإمبراطورة الروسية إليزابيث بيتروفنا وتتم إضاءتها في الأعياد والمناسبات الدينية.

ويضيف الدكتور ريحان، أن رحلات حج الروس إلى سانت كاترين لم تنقطع في أي فترة من الفترات عبر تاريخ الدير وأثناء زيارة نعوم بك شقير لدير سانت كاترين عام 1906م، وجد أن هناك رحلات حج مستمرة للروس يزورون الدير رجالًا ونساءً كل عام ومتوسط عدد الزوار مائتي فرد في العام وتدوم زيارتهم للدير 8 أيام يزورون خلالها الجبل المقدس وضواحى الدير وكانوا يأتون عادة بعد زيارتهم إلى القدس فى عيد الميلاد وعيد الغطاس أو يأتون مباشرة من بلادهم لحضور عيد القديسة كاترينا كل عام.

ولفت الدكتور ريحان، إلى أن الرهبان يحتفلون بهذا العيد احتفالًا بالغًا وقد اهتمت الدولة حاليًا بهذا الاحتفال الذي أصبح ملتقى سنوى للأديان والحضارات بحضور شخصيات دولية ومحلية هامة، وكان الروس يأتون إلى سيناء عن طريق السويس ثم يبحروا إلى ميناء الطور ومن الطور بريًا إلى سانت كاترين بعد زيارة الأماكن المقدسة بالطور بجبل الناقوس وحمام موسى، والبعض كانوا يحضرون من السويس بطريق البر إلى سانت كاترين ومنه إلى مدينة الطور، وفي مدة إقامتهم بالدير ومراكزه بالسويس أو الطور أو القاهرة يتكفل الدير بنفقتهم وكان بعضهم يقدم نذورًا للدير من نقود وحلى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة