لعل من أهم الدروس المستفادة من تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة هو تأكيد قدرتنا علي صنع المستحيل وهو الدرس الذي كنا اكثر ما نكون حاجة اليه مثل هذه الايام.

لقد ضربت قواتنا المسلحة المثل والقدوة في الالتزام والانضباط لتحقق امر قائدها الاعلي المشير عبدالفتاح السيسي وهو يطلب تنفيذ المشروع في عام واحد. ولا أبالغ عندما اقول ان الرئيس ساعتها كان يتحدي كل شيء حتي نفسه وهو يختصر الزمن المحدد والذي لم يكن وليد قدرة الرئيس علي اعطاء الاوامر بقدر ما كان الثقة في قدرة شعبه وجنوده وضباطه وقدرتهم علي قهر أي صعاب.
كما كان وليد حنكة وخبرة ونظرة ثاقبة لمستقبل مصر. لقد جاء مشروع القناة الجديدة درسا لكل المصريين ولكل المسئولين في امكانية الانجاز والعبور من النفق المظلم الذي بدأت مصر الخروج منه في 30 يونيو.
خرجت من النفق لكي تزيل آثار العتمة والظلمة الذي عشنا فيه منذ 25 يناير وحتي 30 يونيو اتمني ان نأخذ القدوة والمثل في العطاء والانجاز في كل القطاعات المدنية وخاصة اننا مقبلون علي مرحلة جديدة من العمل والبناء والجهد والعرق.
مصر بتفرح ولن يستطيع احد ان يجعلها تحزن أو تئن وسبيلنا الوحيد لتحقيق ذلك هو توحد ارادتنا واليقظة والحذر من كل الافاعي التي كادت تموت اختناقا بسبب عدم قدرتها علي بث سمومها واحقادها.
أتمني ان يكون المشروع العملاق درسا للحكومة كلها وهي تدخل مراحل جديدة سيكون مقياس العمل فيها هو معدلات ما تحقق من معجزة القناة الجديدة.