د. عبد المقصود باشا
د. عبد المقصود باشا


من التاريخ | «منكة الهندى».. عالج هارون الرشيد بعد أن استعصى داؤه

حافظ محمدي

الخميس، 12 أغسطس 2021 - 07:45 م

 

هو «منكة الهندي» الحكيم من المشهورين من أطباء الهند، قال عنه ابن أصيبعة فى عيون الأنباء فى طبقات الأطباء: كان عالمًا بصناعة الطب، حسن المعالجة، لطيف التدبير، فيلسوفًا من جملة المشار إليهم فى علوم الهند، متقنًا للغة الهند ولغة الفرس.


عنه يقول الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر الشريف: عاش «منكة الهندى» أيام خلافة هارون الرشيد وسافر من الهند إلى العراق واجتمع به وداواه، وجاء فى كتاب «أخبار الخلفاء والبرامكة» أن هارون الرشيد اعتل علة صعبة، فعالجه الأطباء فلم يجد من علته إفاقة، فقال له أحد المقربين إن بالهند طبيبًا يقال له «منكة»، وهو أحد عبادهم وفلاسفتهم، فلو بعث إليه أمير المؤمنين فلعل الله أن يهب له الشفاء على يده، فوجه الرشيد إلى منكة من حمله ووصله بصلة تعينه على سفره، فقدم وعالج هارون الرشيد، فبرأ من علته، فأجرى الرشيد عليه رزقًا واسعًا وأموالًا كافية.


يضيف باشا قائلاً: بينما كان منكة الهندى مارًا فى الطريق إذا هو برجل قد بسط كساءه وألقى عليه عقاقير كثيرة، وقام بوصف دواء عنده معجونًا، وقال فى صفته: هذا دواء للحمى الدائمة، ولوجع الظهر، والركبتين، والبواسير، والمفاصل، والعينين، والبطن، وللصداع، والارتعاش، ولم يدع علة فى البدن إلا ذكر أن هذا الدواء شفاؤها، فقال منكة لترجمانه، ماذا يقول هذا؟ فترجم له ما سمع، فتبسم منكة، وقال: إن كان الأمر على ما قال هذا، فلم حملنى الرشيد هارون من بلدى وهو يجد هذا نصب عينيه؟

وإن كان الأمر ليس كما يقول هذا فلم لا يقتله؟ فإن الشريعة قد أباحت دم هذا، لأنه إن قُتل ما هى إلا نفس تحيا بفنائها أنفس «خلق كثير»، وإن ترك هذا الجاهل قتل فى كل يوم نفسًا، وهذا فساد فى الدين ووهن فى المملكة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة