ابن ..أصول
ابن ..أصول


قصة| حكاية ابن الأصول

الأخبار

الخميس، 12 أغسطس 2021 - 09:20 م

أبحث عن جائزة اهديها لزوجى، عن وشاح من المروءة والرجولة والشهامة والجدعنة، أضعه على كتفيه مدى الحياة.


أبحث عن راوٍ وكاتب ومؤلف، يدون عطاءه، ويبدع بكلماته فى وصف ما قدمه لى من تضحيات وقت مرضى .. لكن رغم كل هذا البحث والعطاء، لن استطيع ان اوفيه حقه، فما فعله معى، وقت ان سكننى الخبيث، تعجز الأشعار عن وصفه، وتسجد كلمات الكرامة والعزة أمام عظمته، فمن ضحى بكل ما يملك من أجل شفاء زوجته، حتى أصبح مفلسا، مريضا، عاجزا، يستحق منى أن اهبه حياتى واعتبرها قليلة..

 

عذرا سيدى لست موافقة عن وصف صاحبة قصتك التى نشرتها فى العدد الماضى -بعنوان» امراة هزمت الخبيثين « للرجال على انهم سبب معاناة النساء، ودافعهم للانتحار، فكل حالة لها أسبابها ورجالها.. وانا هنا اتحدث عن نفسى وعن آلاف السيدات مثلى اللاتى وقف أزواجهن بجوارهن وقت مرضهن، وضحوا بالغالى والنفيس من أجل شفائهن.


اتحدث عن زوجى الذى عندما أخبره الطبيب بإصابتى بمرض السرطان، لم يفزع أو يقلق، حارب الخوف،وبث الطمأنينة على وجهى، ثم خاطب الطبيب طالبا منه بأن يبدأ فى العلاج فورا، مهما تكلفت مصاريفه.كان زوجى منصتا جيدا للطبيب، يدون خلفه كل كلمة يسردها عن علاجى ومرضى، وقبل ذلك يمهد أسرتى لعودتى سريعًا الى المنزل بعد شفائى من المرض.


اتذكر انه عندما أخبرنى الطبيب ان الورم فى المرحلة الرابعة وانه انتشر فى أماكن عدة بجسدى..

شعرت وقتها باليأس، أصابنى الإحباط، استسلمت للموت ، لكن كلما نظرت الى وجه زوجى وهو يخبر الطبيب عن نوع العلاج الذى سيتم استخدامه، واستعداده لتحمل المصاريف المكلفة منه وهو العلاج الموجه مع العلاج الكيماوى، عادت لى الروح من جديد، تحسنت حالتى المزاجية، ايقنت اننى سأموت بين يد ابن أصول، شكرت ربى على انه لم يضيعنى، وجعلنى ممن وهبهن الزوج الطيب.


يكفينى سيدى انه كلما فتحت عينى بعد جلسات الكيماوى أجده ماسكا بيدى، مبتسما، رغم الحزن الذى يعتريه، كنت أشعر بالأمان وهو أمامى، كنت أتمنى أن أموت فى هذه اللحظة وانا بين يديه.


لم يتركني لحظة واحدة، كان جسدى يهزل أمام عينيه، وتأثير العلاج مازال ضعيفا، حيث تعرضت أكثر من مرة لغيبوبة، لكنه لم ييأس باع سيارته، ومنزل الزوجية، و استأجر بيتا لأولادى بالقرب من العيادة.


قرر أن يضحي بكل شىء من أجلى، أفلس وأصابه السكر، لكنه أصر على استكمال علاجى.


جاءت النتيجة لتكتب نهاية هذه التضحيات، أخبرنا الطبيب أننى شفيت ١٠٠٪ من السرطان، توقف المرض واختفت آثاره.


حقيقة لم استطع أن أصف اللحظة التي سمع بها زوجى نتيجة التحاليل، ظل ساجدا أكثر من ٥دقائق على الأرض، يدعو ويبكى وكأنه هو من كرمه الله بالشفاء. 


لقد أخبرني كلمة واحدة عندما وجد البياض قد سيطر على وجهى من الفرحة قال «بدونك لم أكن انا، عيشى من أجل أسرتنا» منذ هذه اللحظة وانا أعيش تحت قدمه، اعايش مرض السكر الذى أصابه، وكأنه أصابني، يكفيني أننى معه، وأحمد الله على أسرتي.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة