أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

تعالوا ندخر كالصينيين

أخبار اليوم

الجمعة، 13 أغسطس 2021 - 06:41 م

فى مارس ٢٠٠٣جمعتنا جلسة ممتعة مع د.نعمان جلال سفيرنا الأسبق بالصين على مائدة غداء دعانا إليها فى منزله السفير محمود عبدالجواد سفيرنا بالبحرين فى ذلك الوقت.
حكى لنا د.جلال قصصا مثيرة وطرائف ممتعة حول الشعب الصينى الصديق وأهم مميزاته، وأن أحد مسببات التقدم الاقتصادى الذى وضع الصين فى المرتبة الثانية عالميا، هو ما يتميز به الناس هناك من عادات إيجابية، مثل دوافع العمل، والحرص الشديد على الادخار مهما كان مستوى الدخل، لدرجة أنه من النادر وجود شخص فى أنحاء الصين، رجلا كان أو سيدة، أو حتى طفلا لا يدخر نقودا ولو كانت قليلة!!
باختصار.. الصينيون يعشقون الادخار ومن النادر أن تجد أحداً منهم بلا «وعاء ادخارى»، وهو ما يصب مباشرة فى رفع معدلات الاحتياطى النقدى، ومن ثم قدرة الدولة على تمويل الاستثمارات بما يعود بالنفع على كل المواطنين.
نحن فى مصر تخلينا كثيرا -فى الغالب- عن هذه العادة الإيجابية.
وفى كل دول العالم يتكون الاحتياطى النقدى الوطنى من ثلاثة روافد، أولها هو ادخار المواطنين، ثم ودائع الشركات، وأخيرا الحكومات.
وتُظهر إحصاءات البنك الدولى تضاعف مستويات الادخار الوطنى فى الصين سواء من الأفراد أو الشركات أو الحكومة من ٣٥٪ عام ١٩٩٢ لأكثر من ٦٠٪ فى الأعوام العشرة الأخيرة، تمثل فى مجموعها نحو ٣٠٪ من قيمة الاحتياطى الصينى الضخم المقدر بما يزيد على ٣ تريليونات دولار من الذهب والعملات الأجنبية.
فى نفس الاتجاه يحذر الاقتصادى المصرى الكبير، السفير د. جمال بيومى أن لدينا فى مصر فجوة تمويل، صحيح أنها مؤقتة لكنها تتسع مع الزيادة السكانية، وأن أفضل وسيلة لسد هذه الثغرة هى الاعتماد على المدخرات الوطنية. 
والمطلوب أن ندخر نحو ٣٠% من الناتج القومى الإجمالى. بينما لا نصل حاليا لأكثر من ١٣%!!
الدور هنا على الحكومة والبنك المركزى المصرى لتشجيع الناس على العودة للادخار ولو بالقليل.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة