نهر النيل .. مصدر الرزق والسعادة
نهر النيل .. مصدر الرزق والسعادة


صيد وأفراح وتنزه ورياضة وإعادة تدوير

نهر النيل .. مصدر الرزق والسعادة

آخر ساعة

الأحد، 15 أغسطس 2021 - 01:22 م

ياسمين عبدالحميد 

على مر عقود طويلة، كان ولا يزال نهر النيل العظيم مصدر أمان ورزق وفرح للمصريين جميعاً، فتلك النعمة حبانا الله بها من دون مقابل، وليس علينا سوى أن نشكر الله عليها وأن نحافظ على هذا النهر الخالد مصدر السعادة والرزق للمصريين.
 

المكاسب المادية التى نحققها من النيل كبيرة للغاية، فوجود النيل لا يقدر بثمن ولن نبالغ حين نقول إنه مصدر رزق ودخل لملايين المصريين الذين يكسبون قوت يومهم من النيل، ولولا النيل ما كانت لهم حياة.
«حياتنا فى النيل ومانعرفش حياة غير هنا»، هذا ما قالته أم محمود، سيدة تعمل فى تنظيف السمك على ضفاف جزيرة الوراق بالقاهرة، مؤكدة أنها مولودة فى هذا المكان وزوجها صياد ولا تعرف حياة بعيدة عن النيل، وتابعت: «هنا أمانى وراحتى وسكنى وبيتي، هنا الناس حنينة على بعض، هنا النيل يراضى كل الناس ومش بيزعل حد منه.. أى حد بيدخل بياخد رزقه». 


وتقول أم محمود إن الدخل الذى تتحصل عليه يوميًا غير ثابت وإنما يكون بنسبٍ متقاربة فى فصول الشتاء وأيضًا فى الصيف، مشيرةً إلى أن كل موسم وله حلاوته والسمك موجود طوال السنة، فيما يقل نسبياً فى الشتاء بسبب برودة المياه وعزوف بعض الصيادين عن النزول يوميًا.
الشبكة والقارب
«تستحيل حياة أى صياد بدون الشبكة والقارب»، هذا ما أكده الشيخ صلاح الذى كان يمارس عمله للمرة الثالثة فى نفس اليوم، فهو يصطاد مرة ويعود لبيع ما تم اصطياده، ويعود مرة أخرى وهكذا، ولا يمكنه أن يترك السمك معه، فهناك من ينتظر وصوله على الشاطئ ليشترى السمك طازجاً.
وسيلة الصياد الوحيدة فى الحياة بين ضفتى نهر النيل هى القارب، وعادة ما يكون صغيراً لا يتعدى طوله مترين وعرضه متراً واحداً، ويتسع لشخص واحد، أما القارب المتوسط فعرضه متران وطوله أربعة أمتار، أما القارب الكبير أو العائلي، فمساحته تتراوح بين 6 و8 أمتار طولاً، وعرضه مابين 3و5 أمتار.
ويوضح الشيخ صلاح أن القوارب الكبيرة تنقسم إلى ثلاثة أجزاء أهمها، الجزء الأوسط أو بطن القارب، ويطلق عليه الصياد اسم «البوطنة» وفيه ينام الصياد وأسرته، ويمارسون بداخله جميع شئون حياتهم ومعيشتهم باعتباره بيتهم وملاذهم الوحيد فى الحياة، وفى هذا القارب يوجد مكان مجهز لطعام الأسرة كما يوجد مكان مخصص لنوم الأولاد الكبار أعلى القارب. 


أما الشبكة وهى الذراع الثانية للصياد فيتم صناعتها من خلال قيام بعض محترفى تلك الصناعة بغزل الشباك على الشاطئ بخيوط خاصة بالغزل، ومعظمهم أيضاً من محترفى الصيد أو من شيوخ المهنة وكبار السن الذين اعتزلوا حياة البحر، لذا فهم يستثمرون خبراتهم فى غزل الشباك، أو صناعة القوارب فى بعض الأحيان. 


 ويقول أحد صناع الشباك فى منطقة الوراق: «تدعيم الشباك يتم بقطع الرصاص حتى لا تطفو فوق الماء، كما يضاف إليها قطع الفلين، حتى يتمكن الصياد من معرفة موقع شباكه عندما يعود إليها مرة أخرى، ويمتلك كل صياد أكثر من شبكة واحدة، وأثناء رحلة الصيد ينشر الشباك فى عرض النيل فى أماكن ومناطق محددة يعرفها بخبرته بأنها أماكن لتجمع الأسماك، ويترك هذه الشباك لعدة ساعات ثم يعود إليها ليجمعها ويجمع الأسماك التى بداخلها، كما أن غزل الشباك يختلف من شبكة لأخرى حسب غرزة كل شبكة، فهناك شباك ذات عيون واسعة وأخرى ذات عيون صغيرة، ويتم استخدام كل شبكة حسب الهدف الذى صنعت من أجله، فإذا كان الصياد يريد صيد السمك البلطى الكبير، فهو يلقى بالشباك ذات العيون الواسعة، وإذا كان يريد صيد السمك الزريعة يلقى بالشباك ذات العيون الضيقة.


وبمساعدة أكثر من 40 صياداً، جمعت «فرى نايل» العام الماضى حوالى 18 طناً من القوارير البلاستيكية، تم بيع معظمها للقائمين بأعمال إعادة التدوير «فرى نايل» هى مجموعة من المتطوعين المصريين يقومون بحملات لتنظيف النيل من خلال التعاون المباشر مع صيادى جزيرة «قرصاية» بمبالغ مالية. 
«نيل نظيف سمك كتير»، هذا ما نادت به «فرى نايل» من أجل زيادة الثروة السمكية بشكل طبيعى من خلال حملات التنظيف والمسح، ويقوم بها الصيادون باستخدام قواربهم الصغيرة وتقوم «فرى نايل» بشراء العبوات بسعر أعلى من سعر السوق الذى يقدّمه التجار أو تعرضه مصانع إعادة التدوير. 
نزهة وفرحة
النيل يراضى جميع الأذواق وكافة المستويات الغنى لديه البواخر النيلة الفاخرة التى ستأخذه فى جولة تتسم بالفخامة والرقى ويستمتع من خلالها بالعشاء على نغمات الموسيقى الهادئة، ويتجول بها بين المعادى وقصر النيل والزمالك . 


ومتوسط الحال سيتوجه للبواخر رخيصة الثمن، «فسحة النيل» هى الأحلى لدى الجميع بشهادة كل أفراد الأسرة، فهى الأرخص والأكثر بهجة، بـ 10 جنيهات للفرد أو بـ 5 جنيهات أحيانًا يمكن لأسرة بسيطة التنزه والتجول فى النيل لساعة فى «نايل كروز» للاستمتاع بالجو والبحر وسماع الأغانى . 
«النيل يحتضن أفراح المصريين»، هذا ما قاله سامح أحد العاملين بمركب «السنيورة» عند كوبرى قصر النيل، ليؤكد أن كلا منا له ذكرى مع نهر النيل كونه يشارك العديد منهم مناسباتهم السعيدة من خلال تأجير المراكب الراسية لإقامة حفلات الزفاف والخطوبة وأعياد ميلاد الأطفال. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة