النيل من منبعه لمصبه للفنان جوفانى فولباتو ١٧٨٥ ــ ١٧٩٥
النيل من منبعه لمصبه للفنان جوفانى فولباتو ١٧٨٥ ــ ١٧٩٥


«النيل» يتدفق فى روائع الفن

آخر ساعة

الأحد، 15 أغسطس 2021 - 02:26 م

فاطمة على

فى «بياتزا نافونا» أشهر ميادين إيطاليا تقع نافورة «الأنهار الأربعة»، أشهر نافورات العالم، والتى تعد من أبرز معالمها المسلة المصرية القديمة التى تعلوها، وفى أسفل محيط قاعدتها تستقر النافورة بتماثيلها الأربعة فوق المياه التى تجسد شخصيات تمثل آلهة الأنهار الأربعة فى العالم.. وقد نفذ النافورة من الحجر الجيرى نحات إيطاليا الشهير جيوفانى برنينى خلال الفترة من عام 1648 إلى 1651، وتم نحت آلهة الأنهار حول القاعدة بشكل منفصل من مساعدى برنينى.
 

النهر الأول يمثل إله نهر «الجانج» فى آسيا، أما النهر التالى إلى اليمين فهو «النيل» الذى ينحدر من أفريقيا، ويجذب بجماله الفنانين والنحاتين والمفكرين وزوار النافورة، لأن رأس التمثال مُغطى بما يشبه ستارة أو حجاب، لارتباطه مجازياً بأصول منابع نهر النيل المجهولة وقت إقامة النافورة، ويظهر أسد بين شخوص أو آلهة نهرى آسيا وأفريقيا.
 ونهر «ريو دى لابلاتا» يقع عكس اتجاه عقارب الساعة، ويمثل الأمريكيتين.. أما النهر الرابع والأخير على النافورة، فيمثل إله نهر «الدانوب».
وقد واجه الفنان برنينى تحدياً معمارياً كبيراً، بأن يُقيم مسلة ثقيلة من حجر الجرانيت فوق أساس مجوف تمر عبره المياه فى النافورة، وهذا أثار الكثير من نحاتى ومعمارى زمنه بكيفية دعم المسلة العملاقة، وتنبأ بعض نقاد ورعاة الفن فى جيله بأن المسلة محكوم عليها بالسقوط. وأثبت برنينى برؤيته كمبدع أنهم جميعاً مخطئون بثبات المسلة التى لم تتحرك سنتيمتراً واحداً عن مكانها حتى يومنا هذا، كما أن المسلة المصرية القديمة هى التى أكملت الرمزية الكبرى للنافورة.
ويوجد العديد من تماثيل عديدة ضخمة تمثل نهر النيل رمز العطاء ومصدر الحضارة رجلاً راقداً على أحد جانبيه، ومن أخمص قدميه حتى رأسه تنتشر الزراعات والنباتات وتنهض الحياة بوجوده، وجميع النحاتين صوروا مصب تماثيلهم وقد اتكأت التماثيل على تمثال «أبو الهول» أو تمثال فرعونى رمزى كإشارة لمنطقة المصب.
فهناك تمثال للفنان الإيطالى جيوفانى فولباتو، أنجزه ما بين 1785 إلى 1795، وهو منفذ من خامة الرخام، ويبدو فيه النيل متكئاً وحوله وفوقه أطفال صغار ستة عشر يرمزون للخصوبة حول النهر وإلى وحدات القياس الستة عشر المعروفة باسم «الأذرع»، والتى يرتفع بها النهر سنوياً، وحولهم الخيرات ويلهون حول النيل فى أمان، ويُصور التمثال مُتكئاً بذراعه اليسرى عند رأس أبو الهول.


وفى متحف الفاتيكان توجد تحفة فنية، هى تمثال النيل أو «مصر تجسد النيل»، وقد نُحِت من خامة الرخام تمثل النهر فى صورة رجل عجوز لكنه لا زال قوياً بارز العضلات، راقداً بجسده شبه العارى كأبطال الإغريق والرومان، وهو مستلقٍ على جانب واحد وله إيماءة واثقة، ويتميز بتفاصيل غير عادية للحيته وشعره الطويل، ويحمل بيده اليمنى خيرات مساره من سنابل قمح، وتحمل اليد اليسرى الذُرة والفواكه، وإلى يمينه مع نهاية رأس التمثال نرى «أبو الهول»، ونلاحظ تحته آنية كإبريق يتدفق منه الماء مجازياً كمصب للنيل.
أما فنان مصر الكبير جمال السجينى، فقدَّم عملين منفذين بالنحاس المطروق، أحدهما بعنوان «النيل العجوز» (1963)، وفيه قدّم النيل فى رمزية رغم وضعه الواقعي، لكن رمزيته فى وجوده الخالد الممتد المُحاط بالخيرات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة