فيلم «ابن النيل»
فيلم «ابن النيل»


كان رمزاً وبطلًا للعديد من الأفلام

«النيل» فتى الشاشة الأول

آخر ساعة

الأحد، 15 أغسطس 2021 - 02:40 م

شريف عبد الفهيم

ظهر النيل فى العديد من الأفلام المصرية قديمها وحديثها بطلاً للعديد منها فكان محور الأحداث التى مرت بمصر يروى التاريخ ويكشف المستور ليسجل تاريخ مصر فى أرشيف لا يمحى ولا يمكن أن يتلاعب فيه أحد.. كشف الثورات والخيانات والنضال المصرى ضد المستعمر ليصنع السينمائيون فى النهاية من النيل أسطورة حية تتحاكى بها الأجيال.
 

ابن النيل
هو أول الأفلام التى كان النيل فيها محوراً لكل أحداث الفيلم، كشف فيها عن جزء من التاريخ القاسى للفلاح المصرى والذى دفع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لاتخاذ قراره التاريخى بتأميم قناة السويس وبناء السد العالى لحماية الأرض المصرية من غضب النيل وفيضانه وغرق العديد من القرى والأراضى الزراعية وقت الفيضان.
حميدة ذلك الشاب الذى نشأ فى قرية بدلتا مصر على ضفاف نيلها متمرد على حياته يعشق السفر وفى أول أزمة تواجهه يهجر القرية إلى القاهرة لتبدأ أحداث جديدة فى حياة حميدة على ضفاف النيل أيضاً فى إحدى العوامات كاشفاً بعضاً من التاريخ ولكن هذه المرة يصور الفساد الذى استشرى فى ربوع مصر قبل ثورة 23 يوليو لتلقى به الأحداث فى السجن ليعود بعدها إلى قريته فى لحظة غضب من النيل على الفساد الذى نخر فى البلاد كالسوس ولتكون الخاتمة عودة ابن النيل إلى حضنه وإنقاذ ابنه الذى يجسد المستقبل ليكشف النيل أنه الأقوى وأنه الذى يستطيع أن يطهر مصر والمصريين من أفعالهم التى أودت بحميدة إلى غياهب السجون.
صراع فى النيل
ينتقل بنا هذا الفيلم إلى منطقة أخرى فى أعالى صعيد مصر، ليكشف الحالة التى يعيشها أبناء الصعيد الذين يتخذون من النيل مصدراً للرزق حيث رحلات التجارة بين الصعيد والقاهرة وكيف كان النيل مثلما هو شريان للحياة لدى المصريين هو أيضاً الطريق الذى يربطهم بالمدنية فى تجارتهم لكنهم يطمحون فى شراء وسيلة انتقال أسرع من تلك المراكب الشراعية التى تنتقل بهم من الصعيد إلى بحرى فى أيام طوال، فيسعى أهل البلدة لجمع كل ما يملكون لشراء صندل ينقلهم إلى المدنية بشكل أسرع، لتبدأ الرحلة التى تجوب مصر من أقصاها إلى أقصاها، ويبدأ الصراع بين الخير الذى يتمثل فى مجموعة الرجال الذين يرتحلون فوق صفحة النيل لشراء الصندل الذى سوف يكون الوسيلة لنقل أهل القرية إلى المدنية الحديثة من البدائية التى يعيشون فيها، وبين الشر المتمثل فى مجموعة الفاسدين والمنتفعين من تلك الحياة البدائية، ولا يريدون أن تنتقل مصر إلى العصر الجديد، ولكن هذ المرة يحكى الفيلم صفحات من تاريخ مصر كلها وليس جزءاً محدداً.
ثرثرة فوق النيل
يعد الفيلم الوحيد الذى جسد بحق فترة الفساد التى عاشتها مصر فى حقبة الستينيات من خلال نماذج مختلفة من فئات المصريين حيث تدور الحوارات السياسية بين أبطال الفيلم، لتكشف مرحلة مهمة من تاريخ الفساد الذى استشرى فى مصر فى تلك الفترة والتى أدت فى النهاية إلى هزيمة الشعب والجيش المصريين فى حرب أطلقوا عليها نكسة، حيث تبدأ الأحداث تتصاعد بعد دهس مجموعة المستهترين لفلاحة هى فى الحقيقة تجسيد حى لمصر التى وقعت فريسة لهؤلاء الفاسدين.
ورغم أن النيل لا يعد البطل الحقيقى للفيلم إلا أنه يمثل فى النهاية شاهداً على الأحداث التى مرت بها مصر فى تلك الحقبة المظلمة من تاريخها.
المراكبي
يجسد هذا الفيلم صفحات أخرى شهد عليها النيل من تاريخ مصر، حيث الانتقال من البدائية التى كانت تحيا فيها نماذج من المهمشين الذين لا يعرفون فى حياتهم غير النيل مأوى لهم ومصدراً للرزق، من خلال رجل عاش حياته وتزوج وأنجب وهو يعيش فوق سطح فلوكة لا يعرف لون الأسفلت فى حياته يصطدم بالواقع عندما تلاحقه أمنية ابنه بأن يلتحق بالمدرسة لتبدأ رحلته من الخروج إلى المدنية الحديثة ويكتشف أن هناك حياة أخرى غير التى كان يحياها فوق صفحة النيل، لتصبح الصدمة التى يواجهها أزمته الجديدة حيث يبدأ فى إثبات كونه مصرياً بعد أن اكتشف أنه لا وجود له فى دفاتر الدولة ثم رحلة إثبات نسب ابنه له وإلحاقه بالمدرسة، وكأن النيل يقول له كفى توارياً واخرج للحياة التى يحياها المصريون فأنا وإن كنت مصدر حياتك فإن هناك حيوات أخرى لابد أن تحياها.
النيل فى الأغاني
لم تكن السينما والدراما وحدها هى التى اهتمت بالنيل وصنعت عنه أعمالاً تحكى صفحات من تاريخ مصر شهد عليها ذلك الشريان المتدفق من عمق التاريخ، لكن كان للشعراء والملحنين باع طويل فى تجسيد أهمية النيل للمصريين.
النيل نجاشي
كلمات صاغها أمير الشعراء أحمد شوقى ولحنها وغناها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، لتلتقى القمم فى تجسيد لأهمية النيل لدى المصريين، وتاريخ النيل الذى يربط بين دولتى المنبع والمصب مصر وإثيوبيا، ولم يكن يدرك المصريون وقتها أن كلمة نجاشى ليس المقصود بها النجاشى ملك الحبشة لكن شوقى كان يقصد بها المعنى الحرفى للكلمة فى اللغة الأمهرية وهى "الحاكم".
والأغنية اعتاد المصريون ترديدها، وفهمها البعض على أنها انتظار المصريين للفيضان، خاصة أنها كانت فى عام 1933 أى قبل ما يقرب من 37 عاما من إنشاء السد العالي، الذى بدأ العمل فيه ١٩٦٠. 
شمس الأصيل
قصة روتها أم كلثوم على لسان الشاعر بيرم التونسي، عن لقاء حبيبين فى وقت الغروب على ضفاف النيل الذى جعلته شاهداً على عهود الحب بين الحبيبين ليصبح النيل فى الأغنية الكائن الحى الذى يربط الأحباء، مصوراً تأثير الشمس فى وقت الغروب على أفرع الخوص التى تنبت على جانبى النهر الخالد، مما يضفى لوحة ساحرة للرائي، والنيل هنا لا يعتبره الشاعر مجرد مجرى مائى لكنه الذى يهب الحياة والحب لقلوب نبضت بالسعادة بمجرد الجلوس على ضفافه.
النهر الخالد
هى رائعة الموسيقار محمد عبد الوهاب والتى كتب كلماتها الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل، والتى ترسم رحلة بحرية على صفحة النهر الذى يمتد عمره خلوداً عابراً ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها لينشر الحياة ويبث الأمل والخيال فى نفوس الشعراء والفنانين جميعاً، حيث جسد الشاعر رحلة النيل من منبعه إلى مصبه بالمسافر الذى يشع خيالاً طوال رحلة سفره.
ولم تقف الأعمال الفنية على ما جسدته عن النيل بل كان حاضراً فى العديد من الأعمال الفنية كرمز للكثير من التشبيهات فلون عيون الحبيب فى كثير من الأغانى هو لون النيل، وجريان النهر هو كجريان الدماء فى الشرايين ليظل النيل فى الفن صورة لا ينضب معينها تبث لدى الكتّاب والشعراء من الخيال ما يظهر أهمية النيل لدى المصريين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة