كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

عودة طالبان !

كرم جبر

الإثنين، 16 أغسطس 2021 - 05:58 م

مثل السكين الذى ينفذ فى قطعة الجاتوة، دخلت طالبان العاصمة الأفغانية كابول، واستولت على القصر الرئاسى، ولم تصمد أمامها القوات الحكومية التى أنفقت عليها الولايات المتحدة ألف مليار دولار، وزودها الناتو بكل شيء من المعدات الطبية حتى الدروع الواقية من الرصاص، لتدريب 300 ألف جندى أفغانى، لكنهم تلاشوا مثل قطع الثلج.

قامت أمريكا بغزو أفغانستان منذ 20 سنة، لتقطع رأس الشيطان الأكبر، وتقضى على الإرهابيين الذين فجروا أحداث 11 سبتمبر، فهل قضت بالفعل على الإرهاب أم تركت وراءها قنابل موقوتة تهدد بالانفجار؟
الغرب لا يعنيه شيئاً إلا إجلاء رعاياه وعودتهم إلى بلادهم سالمين، والرئيس الأمريكى بايدن لا يرى أى خطأ فى قراره المتسرع بالانسحاب من أفغانستان فى نهاية الشهر الحالى، وأجهزة المخابرات الأمريكية ليست فى غيبوبة، وكانت على علم تام بأن أفغانستان ستسقط فى أيدى طالبان لا محالة، وإن كانت تقديراتها قد ذهبت إلى إمكانية صمودها أكثر من ذلك.

ما حدث لم يكن مفاجأة لأمريكا، لأنها أدركت فشل تجربتها، وكان مستحيلاً أن تستمر إلى ما لا نهاية، فى دولة تعلم جيداً أنها لم تتمكن من السيطرة عليها، أو إدخالها حظيرة التحالف، فبادرت بتمهيد كل الطرق التى تؤدى إلى عودة طالبان.

عودة طالبان تثير موجات من ردود الأفعال المرتبكة، أهمها ماذا تفعل أمريكا فى حلفائها من الأفغان الذين ساعدوها على مدى الأعوام السابقة، وهل سيكون مصيرهم مثل العملاء المدرجين على قوائم التصفية؟
مئات الآلاف لن تتمكن واشنطن من نقلهم إلى الولايات المتحدة، ولن تستطيع حمايتهم، أصبح الملاذ الوحيد هو أن تبادر طالبان نفسها بإعلان العفو وبداية مرحلة جديدة.
وبات السؤال الأكثر أهمية: هل يكون سقوط كابول قبلة الحياة للجماعات الإرهابية فتجد ملاذاً آمناً يوفر لها الإقامة والحماية والانطلاق من جديد للمناطق المستهدفة، مثلما كان يحدث فيما سبق؟
أم ستحاول حركة طالبان تحسين صورتها والتعامل مع العالم كدولة وليس حركة، وعليها التزامات تفرض أن تتخلص من ممارسات الماضى، وتتعامل مع الحاضر والمستقبل بقدر من الالتزام والمسئولية؟

***

من قراءة السياسة المصرية الثابتة إزاء ما يحدث حولنا فى المنطقة والعالم، يبرز ما يلى:
أولاً:  التزاماً بالثوابت المصرية، فما يحدث فى الدول الأخرى شأن داخلى، ومن حق شعوبها أن تقرر مصيرها وتختار من يحكمها.
ثانياً:  الأمن القومى المصرى هو جوهر علاقات مصر بغيرها من الدول والحكومات، فى ظل عدم التدخل فى شئون الغير، وعدم تدخل الغير فى الشأن المصرى.
ثالثاً:  مسئولية الدولة المصرية هى تأمين مواطنيها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ضد أى مخاطر تفرضها طبيعة الأحداث فى العالم.
رابعاً:  الاستقرار فى المنطقة العربية إحدى دوائر الأمن القومى المصرى وينعكس عليها سلباً وإيجاباً، والحرب ضد الإرهاب أهم مقومات الاستقرار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة