د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

الأرض المحروقة «1»

محمد حسن البنا

الإثنين، 16 أغسطس 2021 - 07:31 م

لو كنت مكان الرئيس الأمريكى جو بايدن ما اتخذت قرار الانسحاب السريع من أفغانستان، على الرغم من أننى شخصيا ضد الاحتلال من الأصل. كان أمام الإدارة الأمريكية الكثير من الحلول حتى لا تترك دولا مدمرة تحكمها جماعات إرهابية.

وهو ما نطلق عليه سياسة الأرض المحروقة. لم تغير الإدارة الأمريكية من سياستها فى البلدان العربية والإسلامية. وهى سياسة خاطئة تتسم بالبلطجة، وهو ما يسيئ إليها كدولة عظمى. حيث تترك الأثر السيئ فى نفوس شعوب العالم تجاهها. بمعنى أدق فإن أمريكا تخلق الصراعات وتؤججها وتتدخل ولا تتركها إلا بعد زرع بذور الفتن والدمار.

السؤال المهم إذا كانت الإدارة الأمريكية لا تعرف ولا تقدر معنى عالم خال من الصراعات والأزمات ويعمه السلام والأمان. فهل تدرك مصلحة الدولة الأمريكية؟!. أعجبنى بشدة وصف الدكتورة نجوى كامل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام للسياسة الأمريكية فى العالم بقولها: «تركت أسلحتها لداعش فى العراق!!. ثم تركت أسلحتها لطالبان فى أفغانستان!!. وهكذا تثبت كل يوم أنها الدولة الأولى الراعية للمنظمات الإرهابية فهم صنيعتها، ولتحقيق أهدافها فى السيطرة.. وبعد أن فشلت لعبة حقوق الإنسان والفوضى «الخلاقة»، تدافع الآن عن حقوق الإرهابيين فى السيطرة على الشعوب وانتهاكهم لكافة المواثيق الدولية!!. حنقول إيه غير ربنا يحمى بلدنا، والتى كتب لها الله النجاة من مثل هذا المصير الأسود، و» تحيا مصر وجيشها العظيم».

فى كلمات قليلة وصفت الدكتورة نجوى السياسة الأمريكية والتى تتلخص فى «الأرض المحروقة». الأحداث تؤكد ذلك. ففى ثلاثة أشهر فقط، استطاعت حركت طالبان أن تمحو أثر الحرب الأمريكية التى استمرت 20 عاما. بعدما نجحت فى السيطرة على المدن الرئيسية وعواصم الأقاليم والعاصمة الأم «كابول». وأعلن الرئيس الأفغانى أشرف غنى انسحابه بسلام فى الوقت الذى بدأ فيه كبار المسئولين الأفغان فى مغادرة البلاد. مما يدل على عدم مصداقية تصريحات أمريكا والدول الغربية من أن سيطرة طالبان ليست أمرا حتميا. إنها فى 7 أيام تمكنت من السيطرة على الدولة الأفغانية. وغدا نواصل بإذن الله.
دعاء: اللهم احفظ مصر وشعبها وقائدها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة