صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

أفغانستان والمنطقة العربية

صالح الصالحي

الأربعاء، 18 أغسطس 2021 - 07:03 م

تتجه أنظار العالم إلى أفغانستان وما تشهده من سيطرة حركة طالبان المتسارعة على مقاليد الحكم، وكأن الحرب الأمريكية والتواجد الأمريكى هناك على مدار عشرين عاما كان دعما لطالبان.
على الرغم من أن الحرب الأمريكية فى أفغانستان كانت البداية لحروبها فى المنطقة.. حيث تبعتها حربها فى العراق.. وما نتج عنها من تمدد للحركات الأصولية الإسلامية.. إلا أن النهاية الصادمة للوجود الأمريكى كان مفاجئا حتى للأنظمة العربية.. وعلى الرغم من أن الانسحاب الأمريكى فى أفغانستان كان معدا مسبقا فى اتفاق فبراير ٢٠٢٠ فى الدوحة إلا أن الانسحاب الدراماتيكى مثل عنصر قوة لقوات طالبان المنظمة عسكريا. هذه الحركة التى عملت خلال العشرين عاما الماضية فى مواجهة القوات الأفغانية الرسمية وليست الأمريكية.
الحقيقة أن من يتفاجأ بالتصرفات الأمريكية لم يلتقط الأنفاس ويهدأ ويفكر بروية.. فقد يكون ممن خدعته الشعارات الأمريكية التى أتت بها إلى المنطقة.. وهى شعارات الديموقراطية ومحاربة التنظيمات الإسلامية المتشددة الإرهابية.. فى حين كشفت التجربة الأمريكية أنها كانت السبب الرئيسى فى وجود حركات الجهاد الإسلامى.. وكأنها تنسحب اليوم بعدما أكملت رسالتها بإتمام نمو هذا الكيان وتمكين الإرهاب رسميا فى دولة أفغانستان.. والذى أتصور أنه سيفرض نفسه فى الفترة المقبلة حتى يتم الاستسلام لوجوده باعتراف دولى إن آجلا أو عاجلا.. خاصة بعدما تغير الخطاب الطالبانى واعتماده اللهجة المعتدلة الهادئة فى الداخل والخارج. وأصبح من الواضح أن موقف روسيا والصين سيتجه للاعتراف بهذه الحركة بعدما اعترفت دولة الجوار باكستان بها.
أن السيناريو الأسوأ الذى ستتعرض له المنطقة يتمثل فى إعادة الحياة ومد جسور الأمل أمام الحركات الإسلامية المتشددة خاصة تنظيم داعش الذى لايزال موجودا فى العراق وسوريا وليبيا والذى مد جسور التحالف مع طالبان بالفعل.
لا شك أن الوضع خلال الأيام القادمة سيكون محل اختبار لجميع الأطراف والقوى الإقليمية.. فستحاول طالبان جاهدة تنفيذ ما وعدت به الولايات المتحدة وماجاء فى خطابات التهدئة فى الداخل والخارج لتحظى بالدعم السياسى والاقتصادى ويصبح انقلابها شرعيا.
وفى ظل خطاب دولى من الأمم المتحدة وحلف الناتو والصين وروسيا فإن طالبان أمامها فرصة للحصول على الجدارة الدولية وتجاوز المرحلة الانتقالية.. التى بالتأكيد لن تخلو من احتمالات حرب أهلية مع العناصر السياسية المتناحرة داخل أفغانستان.
الحقيقة أن طالبان نجحت فى الحصول على فرصة إثبات وجود، والأيام بيننا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة