الخميس، 19 أغسطس 2021 - 10:11 م

تتعدد الأسباب التى تؤدى إلى حدوث التطرف فى المجتمعات الإنسانية، ومن هذه الأسباب شعور الإنسان بالإحباط واليأس إذا نشأ فى أسرة فقيرة معدمة ليس لها خصوصية فى أبسط شئونها، وإذا نظر حوله وجد أسرًا تشبهه فى فقره وقلة ذات اليد، فيؤدى حرمانه من الحياة الكريمة التى يراها عند غيره فى الوقت الذى لا يستطيع تغيير واقعه الذى نشأ فيه فيدفعه هذا إلى العدوان على غيره ممن أعطى أسباب الحياة ورفاهيتها، ومن هنا ينشأ لديه حب السيطرة على الآخرين واحتقارهم، أو أن يكون فريسة سهلة لأصحاب الأفكار المتطرفة التى تسعى إلى تخريب الوطن، ومن ثم كان لزاما على القائمين على أمر الدولة أن ينهضوا بالمجتمعات التى تقع تحت خط الفقر لحماية نفوسهم وأفكارهم من مظاهر وأشكال التطرف المختلفة، وهذا ما قامت به الدولة المصرية فى ظل الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فيما يعرف بمبادرة «حياة كريمة» وهو مشروع لا يقتصر على مجرد النهضة بالأرض والحجر وتطهير المياه فحسب وإنما يعتنى أشد العناية ببناء الإنسان المسالم الذى يشعر بالترابط مع أسرته ومجتمعه ووطنه، وكذلك الاهتمام بسلوك الإنسان وصحته النفسية والبدنية.

ولقد رأينا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - الذى قام بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وأرسى مبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات بين المسلمين وغيرهم لضمان التعايش السلمى كما نهض بالحياة الاقتصادية فأسس السوق وبنى المسجد ليحقق أسباب الحياة الكريمة فكانت المدينة المنورة نموذجاً فريداً بين قبائل العرب لم يعرف مثلها فى جزيرة العرب كل هذا بفضل نهضة النبى - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ومساعدة الصحابة - رضى الله عنهم -، ومن هنا ندرك أهمية مساهمة أبناء وطننا مصر تلك المساهمة التى تعد واجباً مقدساً لاستكمال هذا المشروع الضخم بفضل توجيهات رئيس الجمهورية وحكومته الرشيدة.

د. شيماء محمود عدلي منطقة وعظ الدقهلية