السبت، 21 أغسطس 2021 - 07:12 م

بسرعة مذهلة أقرب إلى الاتفاقات والتدابير المسبقة، تناثرت صور جديدة ومختلفة لطالبان...صور بروائح هوليودية، ونبرات تصالحية هادئة!!...صورة متداولة بكثافة عبر السوشيال ميديا لأحد رجال طالبان بجلباب برتقالى اللون، وسترة زيتونية دون أكمام (جيلية) وحذاء رياضي»كوتشي» ونظارة شمسية»ريبان»وشعر مسترسل ناعم، معقود أعلى الرأس بشريط أشبه بشريط الرياضيين! وفى مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى أعلن المتحدث الرسمي، بيان التهدئة وقرارات طالبان بعدم الانتقام، والعفو العام على كل الخصوم..والتأكيد على احترام حقوق المرأة، والسماح لها بالعمل والدراسة، فى إطار الالتزام بالشريعة الإسلامية..وبالفعل انتظمت الفتيات الأفغانيات بالذهاب إلى مدارسهن، دون مشاكل!!...وأضاف البيان عدم التعرض للآثار البوذية، ونفى أى خطر يهددها!!...صورة جديدة مغايرة لحكم الاستبداد الدينى لطالبان٢٠٠١/١٩٩٦ (حيث منع النساء من العمل والدراسة ومن مغادرة المنزل إلا بإذن كتابى من الرجال!!.. تخريب الكتب والمكتبات لوجود رسوم توضيحية داخلها!!..منع ظهور صورة أى كائن على شاشة التليفزيون..ومشهد تحطيم أضخم صورة منحوتة لبوذا فى العالم)!!...
وفى أول ردود فعل عالمية، أعلنت لندن (يجب أخذ الحذر، لكن طالبان ليسوا أعداء)!!..ومن البداية لم تمانع الصين من إقامة علاقات ودية مع طالبان!!..وأكدت تركيا انفتاحها على التعاون بكل أشكاله مع طالبان..بينما أعلنت روسيا أن طالبان لا تشكل تهديدا لآسيا الوسطي،وأن الاعتراف بها أو عدم الاعتراف، مرهون بسياستها وسلوكها!!
والمؤكد أن الشعب الأفغانى وحده، هو القادر على إدراك الصورة...وفى مشهد هروب الشعب فى مطار كابول، متعلقين فى عجلات الطائرات المقلعة، هربا من الجحيم المنتظر...إدراك لحجم الخوف والرعب الذى يعرفونه وسبق أن اكتووا بناره... لكنهم أيضا وحدهم الشعب الأفغاني(لا أحد غيرهم) القادر على زحزحة الرعب واقتلاعه ...وهو ما بدأ ربما مبكرا، فى اندلاع التظاهرات فى شوارع كابول قبل أيام!!