لوحة للطالب فلوباتير حليم الفائز بجائزة الإبداع الشبابى
لوحة للطالب فلوباتير حليم الفائز بجائزة الإبداع الشبابى


مشروعات للتخرج فى حب الوطن والفن

عرس إبداعى فى الأقصر

آخر ساعة

الأحد، 22 أغسطس 2021 - 11:03 ص

أعد الملف: هانئ مباشر

منذ اللحظة الأولى لإنشاء كلية الفنون الجميلة فى الأقصر هناك سعى حثيث من الجامعة لأن تخرج من نطاق كونها واحدة من الكليات الحكومية المتميزة فى نشر التعليم والثقافة والبحث العلمى ومصادر المعرفة، إلى السعى لتأكيد دور المؤسسات التعليمية فى نشر الثقافة الرفيعة للفنون فى مجتمعنا المحلى لرفع سقف التذوق الجمالى إلى الدرجة المطلوبة لتحسين البيئة الجمالية فى المجتمع، الأمر الذى ينعكس بدوره على تحسين أداء الفرد فى معظم الأنشطة الإنسانية.


الدكتور محمد محجوب عزوز، رئيس جامعة الأقصر، أكد أن الكلية تتواجد فى منطقة أثرت ومازالت فى حركة الفن والثقافة على المستوى العالمى، الأمر الذى ينعكس إيجابيا على التجربة الإنسانية، ومن هنا نسعى لتوفير أفضل فرص التعليم والسبل والوسائل البحثية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وذلك بمستوى من الجودة يتوازى والمعايير الإقليمية والدولية، وتوفير مناخ تعليمى يقوم على البحث العلمى وحرية الإبداع الفنى يشجع الطلاب على بذل أقصى جهدهم فى التعلم وتحفيز طاقاتهم الإبداعية لاكتشاف أقصى ما لديهم من إمكانات ومهارات إبداعية، مع إعداد خريجين ذوى خبرات تقنية وفكرية وثقافية تؤهلهم للتكيف مع الظروف المتغيرة، وتفعيل دور الفن والجمال ليسهم فى تحسين القوى البشرية بما يحيطها من بيئة ثقافية ومرئية بالمجتمع المصرى والأقصر على وجه الخصوص، والتأكيد على الشخصية الفنية للطالب وتنمية مهاراته الفردية وصقلها بالمعارف والعلوم اللازمة لتبلور شخصيته الفنية وتفردها بخصائص فنية تقنية فكرية مستقلة، والتأكيد على أهمية الشخصية المصرية فى الفن المصرى من خلال استيعاب التراث وأهمية علاقة الفنون التشكيلية بالبيئة.


أضاف، ولتعزيز دور الكلية فى خدمة المجتمع أنشئ "مركز واست الفن والثقافة" فى قاعة العرض الكبرى بالكلية عام 2012 بهدف تنظيم فاعليات ثقافية للارتقاء بالطلاب ورفع الوعى الثقافى عند الجمهور على المستوى الإقليمي، عن طريق عمل فاعليات ثقافية دورية (ندوات الثقافية ومعارض دولية مثل صالون الجنوب الدولى الذى بات واحدا من أهم المنتديات الثقافية فى الشرق الأوسط) الذى من خلاله يستضيف كل عام مجموعة من الفنانين العالميين من مصر والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا. ويقوم بعضهم بعمل ندوات وورش عمل يفيد منها الطلاب وأفراد المجتمع المدنى، وكعادة كل عام بكلية الفنون الجميلة جامعة الأقصــر، وبعد امتحانات نهاية العام الدراسى يبدأ العُرس الإبداعى الفريد الذى يشتمل على تخصصات فنية متعددة، وهو مشروع التخرج لطلاب البكالوريوس.
وعن هذه التخصصات قال الدكتور أحمد محيى حمزة، عميد كلية الفنون الجميلة جامعة الأقصر، إن المجالات التى يتقدم من خلالها الطلاب فى إنتاج مشاريع التخرج تتوقف على تخصص كل طالب فى القسم الذى ينتمى إليه، حيث يوجد بالكلية أربعة أقسام وهى: الديكور ــ الجرافيك ــ التصوير ــ النحت، وكل قسم به شعبتان، لذلك من الطبيعى أن نجد زخما كبيرا وتنوعا هائلا فى الإبداعات المتقدمة نتيجة هذا التنوع فى التخصصات، وأضاف أن إدارة الكلية دائماً ما تحاول تقديم يد العون وتوفير المناخ المناسب للطلاب الذى يتناسب مع طبيعة الدراسة العملية المعتمدة كلياً على الجوانب الإبداعية.
وأضاف الدكتور أحمد جمال عيد، رئيس قسم الجرافيك بالكلية، إن مشروعات التخرج هذا العام جاءت متميزة نتيجة مجهود الطلاب وأيضاً متابعة أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالقسم، حيث تكاتف الجميع فى ظهور القسم بهذه الصورة المشرفة التى تعكس روح الألفة والمحبة بين الأساتذة والطلاب، وهو الأمر الذى دائماً ما يميز كلية الفنون الجميلة كونها تعتمد على المنجز الإبداعى، ومن المشروعات المتميزة فى قسم الجرافيك مشروع الطالبة مارجو عوض، وهو حفر بارز وطباعة بشعبة التصميم المطبوع، حيث جاءت الأفكار متدفقة وإبداعية وبها مساحة من التفرد برغم حداثة عمر الطالبة ولكنها استطاعت أن تنهى سنوات الدراسة بمشروع تخرج يليق بفنانة جرافيكية تمتلك أدواتها، أيضًا من الأفكار المتميزة التى جاءت متفردة، حيث إنها الطالبة الوحيدة التى تقدمت بفيلم رسوم متحركة قصير ضمن شعبة فن الكتاب والرسوم المتحركة بقسم الجرافيك، الطالبة سارة رومانى التى قدمت فيلماً بعنوان "عجيبة" الذى يتحدث عن فتاة فقدت إحدى ساقيها بعد ما كانت راقصة باليه ماهرة وبرغم إصابتها وعجزها إلا أن الحلم بداخلها لم ينطفيء، ولم يمت شغفها للباليه أمام عدم قدرتها على ذلك، أما فى مجال رسم وتصميم الكتاب فجاءت أغلب المشاريع فى إطار إخراج الكتب والقصص المصورة الموجهه للطفل، ومن الأمثلة الرائعة فى هذا المجال مشروع تخرج بعنوان "وماذا لو؟" للطالبة شيماء شاذلى الذى يتحدث عن رؤية تخيلية عن المرأة قديماً ماذا لو كانت تلك المرأة تعيش بيننا اليوم فى عصر السوشيال ميديا.
كما قدم الطالب مصطفى الناضر رؤية مغايرة لفكرة الخروج، وذلك من خلال لوحة رسم مساحة 2م فى 3م بالأقلام الرصاص، ونافسه فى ذلك الطالب أحمد صلاح الذى قدم عملاً متميزاً أيضاً بالألوان الخشبية والأحبار حول الأنثى الجنوبية.
أما قسم الديكور فجاءت المشاريع متباينة ما بين قسمى الفنون التعبيرية والعمارة الداخلية، وحول هذه المشاريع يقول الدكتور عمرو عبد العاطي، إن من أبرز هذه المشاريع مشروع تخرج بعنوان "رحلة إلى أجارثا" وهى معالجة سينمائية لرواية "رحلة إلى أجارثا" للطالب أحمد عنتر أحمد بشعبة الفنون التعبيرية قسم الديكور وتناقش الراوية قصة الفوضى والخلل الذى تسببه التكنولوجيا فى النظام البيئي.
كما جاءت الطالبة ميرنا بدوى سيد بشعبة العمارة الداخلية بمشروع تخرج حول تصميم منتجع سياحى Amarina safaga وهو تصميم يناسب الأشخاص الذين ينجذبون إلى الكلاسيك الحديث. حيث تم المزج بين الطراز اليونانى والكلاسيكية الحديثة فى التصميم، فنلاحظ ذلك فى الأعمدة اليونانية المميزة والتماثيل والجداريات بالإطار المعدنى والنوافير والجداريات الشهيرة مع تزيين بسيط للأسقف، وتم اختيار الأثاث أيضا بشكل كلاسيكى حديث، أما قسم التصوير فتقول الأستاذ الدكتور: مروة عزت رئيس قسم التصوير إن المشاريع جاءت تعكس روح البيئة الجنوبية الأقصرية بشكل عام سواء كانت اللوحات مناظر طبيعية أم لوحات تعبر عن روح المكان.
ومن المشروعات التى عكست روح البيئة بشكل جلى مشروع الطالب فلوباتير حليم عجيب الذى تدور فكرته حول أكبر وأقدم مدينة للفنون والتراث وهى مدينة الاقصر، والمشروع هو استلهام من فنون المصرى القديم التى برع وأذهل بها العالم كله من هذه الفنون (الموسيقى بكل أنواعها - تصميم الملابس والأكسسوارات والحلى بالإضافة لفنون التصوير والنحت والعمارة)، وهو ربط التراث القديم بالمعاصر فى لوحات فنية معاصرة.
وعن قسم النحت يقول الأستاذ الدكتور هشام المعداوي، رئيس قسم النحت، إنه برغم صعوبة المواد المستخدمة بقسم النحت كونها تحتاج إلى مجهود بدنى كبير إلا أن طلاب القسم بالكامل استطاعوا أن يتقدموا بمشاريع وأفكار تليق بإبداعاتهم، ومن الأفكار المتميزة والمشاريع التى جاءت بشكل ناجح مشروع تخرج الطالب إبراهيم كمال الذى جاء بعنوان فائز سباق الدراجات الذى استخدم به التشكيل بحديد التسليح، كما جاء أيضا عمل الطالب محمد سعيد وهو عمل ضخم لا يقل أهمية عن باقى مشاريع التخرج فى كافة الأقسام ، حيث جاء بعنوان "الناس معادن" وهو عمل تم تنفيذه بحديد الخردة.
أضاف الدكتور أحمد محيى حمزة، عميد الكلية، أن أغلب الأفكار المتقدمة والأعمال الفنية جاءت تعبر عن البيئة والمكان من جهة وأيضا تعبر عن الزمان من جهة أخرى، حيث حرص أغلب الطلاب والطالبات على عمل مزيج وربط بين الماضى والحاضر من خلال استخدام مفردات بصرية فريدة.
وعن إمكانية ترويج تلك الأفكار فى المساهمة المجتمعية يقول : إن الإدارة تسعى بشكل جاد فى توظيف هذه الأفكار الإبداعية مجتمعيا بالشكل الذى يظهر جامعة الأقصر بشكل لائق وأيضا تحقيق الإفادة القصوى للمجتمع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة