أوباما وسط أصدقائه صباح عيد الميلاد
أوباما وسط أصدقائه صباح عيد الميلاد


أقام حفل عيد ميلاده بجزيرة مارثا فينيارد دون إجراءات احترازية

أوباما ينشر كورونا!

آخر ساعة

الأحد، 22 أغسطس 2021 - 11:49 ص

دينا توفيق

لقد كان حفل العام، وربما القرن.. حفل أسطورى وٌصف بـ«الباذخ»، قد يكون الأمر عاديًا وغير مثير للدهشة والاستهجان فى توقيت غير ذلك؛ حيث تعانى الولايات المتحدة من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 وانتشار لسلالته الجديدة متحور «دلتا»، ومن قبل ساسة ورجال دولة لا يبالون بأوضاع الأمريكيين.. من قصره بجزيرة «مارثا فينيارد» بولاية ماساتشوستس، احتفل الرئيس الأمريكى الأسبق «باراك أوباما»، بعيد ميلاده الستين، تلألأت الأضواء وتعالت الصيحات ابتهاجًا واحتفالًا به حتى الساعات الأولى من الصباح، دون اتباع للإجراءات الاحترازية من مراعاة التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات.
 

لقد جاء فى وقت غير مناسب وحظى بتغطية إعلامية واسعة وردود أفعال سلبية؛ هناك موجة رابعة من الفيروس، وإنذار أحمر بشأن الاحتباس الحراري، وحرائق غابات تلتهم شمال كاليفورنيا، ورغم كل ذلك، كان هناك سؤال يدور فى أذهان الجميع، هل أقام أوباما حفل عيد ميلاده كما كان مخططاً له؟ إذا كان الاحتفال عرضًا مبتذلًا للأثرياء الجدد، فإنه يشبه أيضًا حفلة «برادلى مارتن»، التى أقيمت عام 1897 بعد تعافى الأمة من الكساد الاقتصادى الحاد فى الولايات المتحدة الذى بدأ عام 1893، الكساد الذى أثر بشكل عميق على جميع قطاعات الاقتصاد، وأحدث اضطرابا سياسيًا أثر سلبًا على الرئيس «جروفر كليفلاند»، وساهم فى صعود «ويليام ماكينلي» للرئاسة عام 1896. ولكن بالنظر إلى اللحظة الحالية مع تفشى كوفيد-19 مجددًا، تسبب الحفل فى ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستخدم الناس هاشتاج #ObamaVariant  لمهاجمة الرئيس الأسبق لإقامة الحفل الذى أعقبه ظهور حالات إصابة بين الحاضرين، وفقًا لصحيفة «ديلى ميل» البريطانية.
أقيم حفل أوباما على قطعة أرض مساحتها 29 فدانًا بقيمة 12 مليون دولار على شاطئ «مارثا فينيارد»، وتم تزيين مناديل بالذهب مصممة خصيصًا لهذه المناسبة. وفى خيمة بيضاء بحجم ملعب كرة القدم، تمت دعوة المئات من الضيوف البارزين، من نجوم السينما والإعلام مثل «بيونسيه» و«جاى زي» و«أوبرا وينفرى» و«جايل كينج» و«توم هانكس» و«جورج كلونى»، وجميعهم يقال إنهم يقيمون فى المنتجع بالإضافة إلى السياسيين من بينهم مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة «هيلارى كلينتون» ورئيسة مجلس النواب «نانسى بيلوسي»، الذين تم التقاط صور لهم فور وصولهم فندق سيدنى فى «إدجارتاون»، بمنتجع «مارثا فينيارد»، لكن لم يُعتقد أنهم ذاهبون إلى حفلة أوباما، هذا بالإضافة إلى ابنة هانتر بايدن «مايسي»، كما حضرت زوجة هانتر بايدن السابقة «كاثلين»، إلى الجزيرة لحضور الحفلة، لكن هنتر لم يحضر. فيما اكتفى الرئيس الأمريكى «جو بادين» بإرسال فيديو لتهنئة أوباما بعيد ميلاده، مما جعل الحفل محط أنظار وسائل الإعلام العالمية. جاء العديد من المدعوين على متن طائرة خاصة، كالممثل العالمى «جون ليجند» وزوجته «كريسى تيجن» ونظيره «برادلى كوبر»، كما شوهد فى المطار الخاص بالمنتجع المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص للمناخ، «جون كيري»، والمذيع التلفزيونى والكوميدى «ستيفن كولبير»، يلبى احتياجاتهم عدد كبير من الموظفين؛ طعام فاخر، ونبيذ رائع، ومشروبات كحولية أخرى تملأ الرف العلوى فى مكان الاحتفال، بالإضافة إلى مباريات الجولف، واستمر الغناء والرقص حتى الساعات الأولى من الصباح. ولأن الحفل كان لرئيس سابق للولايات المتحدة، حظر جهاز الخدمة السرية الطيران فوق المنطقة وتم تأمين كل الاتجاهات الأخرى. كل هذه التحضيرات لفتت الانتباه غير المرغوب فيه، مع إعادة فرض التدابير الاحترازية على بعض المناطق فى البلاد بارتداء الكمامات والبعض الآخر يكافح من أجل إنعاش الاقتصاد، تبع ذلك انتقادات قوية للحفلات.
وأكدت مراسلة البيت الأبيض لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية «آنى كارني»، أنه لا توجد مشكلة فى تدابير السلامة والوقاية من الفيروس؛ نظرًا لأن من حضروا الحفل تلقوا اللقاح ولديهم نتيجة اختبار سلبية، ورغم ذلك كان هناك انتقاد لكارنى لتجاهلها المخاوف بشأن متحور دلتا سريع الانتشار. وفى برنامج Meet the Press على قناة «NBC» الأمريكية، أدان مدير المعهد الوطنى الأمريكى للحساسية والأمراض المعدية «أنتونى فاوتشي»، سباق الدراجات النارية فى «ستورجيس» بولاية «ساوث داكوتا» ووصفه بالخطير، لكنه لم يشر إلى حفل أوباما. ومن ناحية أخرى، ذكر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن منتجع «مارثا فينيارد» ليس من المناطق ذات المخاطر العالية فى تفشى الوباء.
ووفقًا لصحيفة «ديلى ميل»، كان للحفل «منسق كوفيد» الخاص بها؛ يهتم بمتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية ويطلب من الحضور الخضوع لبروتوكولات السلامة منها إجراء اختبارات كوفيد قبل الحضور ودخول الحفل. كما طُلب من الضيوف عدم نشر صور أو مقاطع فيديو من الحفلة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الفنانين المشاركين فى الحفلة، تمكنوا من التقاط صور خلسة للحدث، ونشرها على تطبيق إنستجرام، قبل أن يتم حذفها.
وفى بيان حصلت عليه صحيفة USA TODAY الأمريكية، قالت المتحدثة باسم أوباما، «هانا هانكينز» إن الرئيس الأسبق احتفل بهذه اللحظة المهمة مع العائلة والأصدقاء المقربين بدلاً من الحفلة الخارجية الكبيرة التى كان مخططاً لها. قلّص أوباما، نطاق حفله بحذف أسماء من قائمة ضمّت مئات المدعوين من المشاهير والأثرياء، من بين أولئك الأسماء الممثل «لارى ديفيد» ومستشار أوباما «ديفيد أكسلرود». وكانت عائلة أوباما من المدافعين الأقوياء عن اللقاحات، مؤكدين على «الحاجة والإلحاح لتلقيح المجتمع الأمريكي». 
وحتى بعد تقليص عدد المدعوين، كانت الحفلة بمثابة حدث هذا الموسم؛ بدلاً من الهدايا، شجع أوباما الضيوف على التبرع للبرامج التى تعمل لدعم الشباب، مثل مبادرة  My Brother’s Keeper، للرقى بمستوى حياة الأشخاص الملونين فى المجتمع الأمريكى، وهى مبادرة تدعو للاستثمار فى الأشخاص السود بالولايات المتحدة بما يعود لصالح البلاد، والتبرع أيضًا لتحالف «ميشيل أوباما» العالمى للفتيات، الذى يدعم الفتيات المراهقات فى جميع أنحاء العالم؛ وبرامج القيادة العالمية لمؤسسة أوباما، والتى تهدف إلى تجهيز الجيل القادم من القادة الناشئين.
ومع مثول المجلة للطبع، أثبتت نتائج اختبار ما لا يقل عن 74 شخصًا فى «مارثا فينيارد» إصابتهم بفيروس كوفيد-19 منذ حضور عيد أوباما دون ارتداء الكمامات، وهو أكبر عدد من الحالات فى الجزيرة منذ أبريل الماضي. ومع ذلك، يشير مسؤولو الصحة إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان المئات من الضيوف والعاملين الذين تجمعوا فى الحفل دون الكمامات قد ساهموا فى زيادة عدد الحالات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة