الأحد، 22 أغسطس 2021 - 06:49 م

مباراة قوية أدارها بمعلمة وحرفية شريف عرفة.. الخبرة تفرق كتير.. مبدع متمكن يملك ناصية اللعبة ويحرك مفاتيحها باقتدار.. كتابة راقية وإخراج مبهر.. وضع كل ممثل في مكانه واستطاع بحرفية إبهارنا بالصورة الراقية الغنية والضحكات العفوية.. شريف عرفة مخرج متمكن وفاهم.

موهبة محمد هنيدى تفرض نفسها وتجبرك على الإبحار ومعايشته وتتبعه، كوميديا راقية تخرج من عباءة الموقف الجاد لممثل متمكن.. بساطة هنيدى الإنسان تواجه جبروت النمس عمرو عبدالجليل زعيم الجن، الذى يفرض احترامه وموهبته وثقته وحضوره.

مبارزة بين الخير والشر، بين هنيدى البسيط الطيب وعمرو عبدالجليل شيطان التمثيل وزعيم قبيلة النمس عتاة الشياطين، والذى رغم قوته وامتلاك أدواته إلا أنه واثق من قدرة الإنسان على الانتصار وعدم الاستسلام لغواية الجن.
عودة للسينما الجميلة الراقية بموضوع شيق بخدع بصرية وديكورات مبهرة وحدوتة بسيطة متماسكة .

عودة محمد هنيدى القوية تكمن فى ثقته فيمن حوله، موهبة هنيدى تظهر فى ثقته فى نفسه، وفريق العمل من الأبطال الكبار، الذكاء هو أن تختار الكبار، فالمتمكن الواثق يبحث عن الأقوياء حوله، أما الضعيف فيبحث عن البلداء الذين يأخذونه فى النهاية للهاوية ليتصدر الايرادات فى مزبلة التاريخ.

نجح هنيدى فى العمل بتوليفة موهوبة تمتلك الحضور والقوة فنجح الجميع.

نحتاج لمزيد من الأعمال الراقية التى تعيد العائلة للسينما، وقد حقق شريف عرفة قفزة ثقة بفيلمه المتميز «الإنس والنمس» والنجوم بيومى فؤاد ومنة شلبى وصابرين وعارفة عبدالرسول ومحمود حافظ وسليمان عيد وشريف الدسوقى، يبقى عمرو عبدالجليل بحضوره الطاغى وموهبته المتدفقة واحدا من الذين وضعوا أنفسهم فى صفوف الكبار.

حدوتة الإنس والجن تبقى دوما لتجسيد الصراع بين الخير والشر، ومع تطور الحياة تكتشف أن البشر تفوقوا على الشياطين فيما نسمعه من أساطير.. شياطين الإنس دبروا المكائد ونصبوا شراك المؤامرات وخطفوا بالفهلوة ما لا يستحقونه ومنهم من استحوذ على منصبين وتلاته بالأونطة.. شياطين ايه يا عم ..الإنس خاربينها!

سلط شريف عرفة بحرفيته الضوء على آفة جديدة صدرها الشياطين للمجتمع وهى «التيك توك» الذى لا يرحم، فرح أو حزن حتى فى عز الاحتياج والحوادث والأزمات يبحثون عن التعليقات واللايكات، سرطان جديد بتصوير كل التفاصيل دون خجل ولم يعتق فقيرا أوغنيا، متعلما أو جاهلا، فضايح وخراب بيوت استرها يا رب.

حدوتة شريف عرفة لطيفة راقية جسدها هنيدى وشركاه بحرفية واقتدار دون ابتذال.