محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

أفغانستان.. وذاكرة العالم

محمد بركات

الأحد، 22 أغسطس 2021 - 07:09 م

الآن.. وبعد أن هدأت العاصفة الأفغانية أو كادت، يمكننا القول بأن العالم قد أثبت أنه يعانى من ضعف شديد واعتلال مزمن فى الذاكرة، عندما اصيب بموجة عارمة من الاندهاش وعدم التصديق، لما جرى وما وقع فى أفغانستان، وما أعقبه من تداعيات وتطورات للحدث، الذى ظنه البعض غير مسبوق ويحدث للمرة الأولى.

كانت الدهشة بالغة الشدة تحت وقع مفاجأة الانسحاب الأمريكى المضطرب وغير المنظم من أفغانستان، وما تلى ذلك من اجتياح شامل لكل الأراضى والمناطق الأفغانية من جانب طالبان.

وكانت الصدمة قوية داخل الولايات المتحدة نفسها، وداخل الحلفاء فى أوروبا الغربية أيضاً، وهم يتابعون السقوط الفورى والسريع للعاصمة كابول فى يد طالبان، واستيلائها السلس على مقار السلطة ومقاليد الحكم دون إطلاق رصاصة واحدة.

هذا بالإضافة إلى الدهشة والصدمة التى اصابت البعض من حسنى النوايا، الذين صدقوا ما أكدته واشنطن من انها ذهبت إلى أفغانستان لبناء دولة ديمقراطية، تتمتع بالحرية وحقوق الإنسان،..، فإذا بها تتركها دولة مهلهلة تعانى الفقر والعنف والإرهاب.

والواقع والحقيقة يؤكدان أن الدهشة والصدمة ما كان يجب أن يقعا أو يحدثا، حيث إن الانسحاب الأمريكى المضطرب وغير المنظم حدث من قبل فى ڤيتنام أى انه لم يكن مفاجئا ولا للمرة الأولى،..، كما أن اجتياح «كابول» وسقوطها، حدث كذلك من قبل فى اجتياح «سايجون» عاصمة ڤيتنام الجنوبية.
أما ترك أفغانستان دون بناء الديمقراطية المزعومة من جانب الأمريكان.. فقد سبق أيضاً وقالوا إنهم ذهبوا إلى العراق لبناء الديمقراطية، فكان الهدم والدمار والفوضى والإرهاب،..، لكن للأسف ذاكرة العالم أصابها العطب والنسيان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة