طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

التعليم وزمانه

طاهر قابيل

الثلاثاء، 24 أغسطس 2021 - 09:11 م

 ذكرنى إعلان نتيجة الثانوية العامة والفرحة والدموع بأيام عشناها جميعا فى مراحل التعليم المختلفة والتى استمرت 12 عاما حتى تخرجنا من الجامعة وعشنا زمن الدروس الخصوصية مع اختلاف حجمها وتأثيرها حتى أنقذنا منها نظام «التعليم الجديد»بما له وما عليه.
  النظام الجديد لا يهتم  بالدرجات وليس المجموع هو الفيصل الذى أفسد العملية التعليمية وأنتج أجيالا حاصلة على شهادات متوسطة وعليا لا تصلح لسوق العمل وتحتاج لدورات «كورسات» وابتعدت بنا عن التطور الرهيب الحادث فى العالم.
  التطور الحادث يهدف لإنقاذ أجيال المستقبل ليكونوا قادرين على تذوق الموسيقى والفنون واللغات واستخدام «التابلت» وتكنولوجيا ثورة المعلومات والاتصالات والقضاء على الغش والتسرب من التعليم ونسيان أخطاء التصحيح والامتحانات الموحدة والإجابات النموذجية والاعتماد على الفهم و»الشاشات» التفاعلية وتأهيل الخريجين ليكونوا صالحين لسوق العمل مع تنمية مهاراتهم وحصولهم على محتوى علمى من «بنك المعرفة» وبنوك الأسئلة متعددة الصعوبات بمعايير دولية وإجراء التصحيح إلكترونيا مع إلغاء كافة الاختبارات للجيل الصغير واستخدام طرق أخرى لتقييمهم.
أنا من جيل تعلم فى «المدارس والجامعات» الحكومية وكان عيبا أن نأخذ دروسا خصوصية أو الذهاب لمدارس خاصة لأنها كانت مكانا للفشلة وضعفاء الفهم والاستيعاب وغير القادرين على التميز وكنا نكن للمدرس الاحترام  والتقدير ونحفظ  ونردد شعر أحمد شوقى «قُـم للمعلم وفه التبجيـلا.. كـاد المعلّمُ أن يكون رسولا».. فى كل مراحل التعليم كنت متميزا وفى «الثانوية» شاركت فى مسابقات أوائل الطلبة لتحقيق حلمى بأن أكون»مهندسا» فاخترت «علمى رياضة» وتوقع لى الجميع ذلك ولكن شاء الله أن يغير اتجاهى ومستقبلى فأصبحت صحفيا سعيدا بمهنتى.
 مصر بتتغير فى كل شيء.. وكانت الفجوة بيننا وبين العالم المتقدم فى ازدياد بالماضى نتيجة لتمسكنا بأسلوب ومناهج تعليمية نعمل على تطويرها بطريقة «القص واللزق» ناسين التطلع للمستقبل وإنقاذ أطفالنا ثروتنا الحقيقية ونصل بهم إلى ما نتمناه من رقى وازدهار، فعدد طلابنا 22 مليونا والمعلمين 1.3 مليون وبسنغافورة 720 ألفا ومعلموهم 32 ألفا وفى فنلندا مليون و67 ألف مدرس.
  نعم لدينا مشاكل نعمل على تداركها وإصلاحها مثل: كثافة بعض الفصول والبنية التحتية وأحوال المعلمين واتخذنا فيها خطوات مع افتقاد طلابنا لمهارات العصر بسبب أن النظام التعليمى القديم وضعت قواعده بعد الحرب العالمية الثانية وما كنا نقوم به ليس سوى جراحات تجميلية فقد حان الوقت لعملية بتر وتطوير العملية التعليمية بدءا من الكتاب شكلا ومضمونا وكذلك الفصول وطريقة التدريس واستبدال التلقين والحفظ بالفهم والاستيعاب والتفكير بالنظام الجديد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة