الخميس، 26 أغسطس 2021 - 01:50 ص

تمزقت مشاعر الأم، وتبعثرت عواطفها، تنتحب الذكريات مع كل خصلة من شعر رأسها كانت تهوي على الأرض، تئن أنينا ينفطر له القلوب، حيث مات الوفاء، واختنقت العبرات، فالأبن الذي تجرد من كل مشاعر الحب والرحمة، والحنان، ونسي أنها حملته في احشاءها ولايزيدها نموه إلا ثقلا وضعفها.

لحظات مريرة ومحزنة كاد لقلب الأم أن يخرج من صدرها، بعدما شل الأبن حركتها، ولم يرحم ضعفها وهوانها، وأمسك بالمقص، يقص شعر رأسها وكأنه يعاقبها كطفلة صغيرة، ويعتدي عليها بالضرب إذا اعترضت أو توسلت إليه، استسلمت للأمر الواقع تتجرع حنجرتها لوعات وآهات يشوبها ألم وغصة، تمزق أحشاءها،من تصرف الأبن الذي سيترك بداخلها جرحا عميقا غائرا، صعب الاندمال والشفاء، وكانت الطامة الكبرى عندما قام بطردها من المنزل.

سارت الأم بخطوات مثقلة، منكسرة تنذرف دموعها على خديها في صمت بعدما عقدت الدهشة لسانها من تصرف الأبن الجاحد، وصعقت الابنة من هول المشهد، وبقيت مذهولة من هول الفاجعة، لكنها أيضا لم تسلم من ايذاءه واعتدى عليها بالضرب وأجبرها بالتوقيع على إيصال أمانة لتهديدها بعدم طلب الطلاق من زوجها لوجود خلافات زوجية بينهما.

اقرأ أيضا| حكايات الحوادث| السجن نهاية الزوجة الكاذبة

وتمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة الشرقية من القبض على الأبن الجاحد الذي انكر مانسب إليه، وأن والدته هي التي قامت بقص شعرها بمعرفة (الكوافير)، وعلل ادعاء والدته واتهامها له بالاعتداء عليها لرغبتها في تطليق شقيقته للإقامة معها بمنزل الأسرة.

بينما وقفت الأم التي أجهشت في البكاء، يعتصرها الألم وتتساءل عن غرائب الدنيا، وقسوة الأبناء.الكلمات الدالة