السبت، 28 أغسطس 2021 - 06:50 م

قبل ساعات قليلة من الحفل المقرر لها كضيفة على مهرجان "وين ع رام الله"، منذ ايام  تمكنت المطربة المصرية ياسمين علي وفرقتها الموسيقية من الوصول إلى رام الله، التي احتضنت حفلها في أمسية شهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً للغاية، حط في ميدان راشد الحدادين المقابل لمقر بلدية رام الله، الجهة المنظمة للمهرجان في دورته الثانية عشرة، للاستماع إلى صوت الفنانة الشابة الذي أبهر ولا يزال كل من يستمع إليه، أينما حلّت.

وكانت ياسمين علي بثوبها الأبيض عروس رام الله في تلك الليلة، هي التي أبدعت وأطربت وأمالت الرؤوس وأطلقت آهات الإعجاب من صدور الحاضرين، فصاحبة الصوت الأوبرالي وخريجة فرقة الفنان القدير محمد صبحي المسرحية، أطلقت شارة البدء بأغنية "نسم علينا الهوى" لفيروز، صادحة "يا هوى دخل الهوى خدني على بلادي".

واتجهت بعدها إلى مساحة أكثر طرباً بأغنية "مغرم أنا بيك" للمغني اللبناني جاد نخلة وسبق وأن أبهرت كثيرين حين قدمتها للمرة الأولى، أتبعتها بأغنية "بعتلي نظرة" للمطربة المصرية أنغام، بحيث قدمتها بإحساسها العالي، الذي فاض عن كل المساحات المفتوحة جغرافياً وشعورياً، فتربعت على عرش قلوب الفلسطينيين، الذين لا يزالون يتداولون أحاديث حول حفلها باعتباره حدثاً استثنائياً في مرحلة ما بعد انتشار وباء "كورونا"، والذي من تداعياته أن تعطل المهرجان لعامين.

وحلقت ياسمين بصوتها إلى المغرب العربي، وإن بروح مصرية، فغنّت "مالي وأنا مالي" لوردة الجزائرية، وسط أداء فيه نفس مسرحي غير مفتعل، بحيث كانت تجسد الأغنيات بإيماءات وجهها، وحركات كفيها وكامل جسدها، بشكل تلقائي، أضاف على ما قدمته حنجرتها الذهبية بريقاً مضاعفاً، لتتابع رحلتها مع المطربة ذاتها بأغنية "لولا الملامة" فمقطع "يا اللي كان طيفك على بالي" من أغنية وردة الشهيرة "في يوم وليلة"، فمقطع "أنا لما صحيت على حبك" من الأغنية ذاتها.

ومن أغنياتها الخاصة قدمت ياسمين علي "اتفاءلوا بالخير"، وهي الأغنية التي كانت مقدمة لمسلسل "أمر واقع" لنخبة من نجوم الدراما المصرية والعربية، وحققت شهرة كبيرة، وتفاعل معها جمهور رام الله بشكل كبير مرددين "بص شوف ياسمين بتعمل إيه"، و"تحيا مصر"، كما ردد الكثير من الحاضرين الأغنية المتميزة بكلماتها وألحانها ومعانيها المُحرضة على التفاؤل ومقاومة أي شعور بالإحباط.

كما قدمت أغنيتها ذائعة الصيت "ما داقت إلا ما فرجت"، والتي اشتهرت لكونها تنتصر للقناعة والرضا، فـ"ساعات الشدة لما تزيد بنتعلم دروس منها.. ده ربك عدل لما يريد بيرضي قلوبنا ويعينها".

وعادت ياسمين بالزمن بعيداً مع "تلات سلامات" لمحمد قنديل، وهي أغنية طربية من العيار الثقيل، أجادت تقديمها بسلاسة وإبهار بحكم شغفها في مثل هذا النوع من الأغنيات، فيما لم تغفل تقديم أغنيات ومقاطع لسيدة الغناء العربي ام كلثوم، فقدمت شيئاً من "سيرة الحب"، وشيئاً من "الأطلال".

وللتأكيد على قدرتها تقديم كافة الأنماط، قدمت ياسمين أغنيات شبابية حداثية، من بينها أغنية "يتعلموا" لعمرو دياب، و"نقابل ناس" للمغني المصري لؤي، وغيرها من الأغنيات في هذا الإطار.

وختمت الفنانة المصرية المتألقة حفلها في رام الله برائعة فيروز "زهرة المدائن"، فصدحت "يا قدس يا مدينة الصلاة"، و"الغضب الساطع آتٍ"، ومعها حناجر الحاضرين، كاسرة بصوتها الملائكي الطوق الذي تفرضه سلطات الاحتلال بجدارها العنصري وحواجزها ومعابرها على عاصمة القلوب.

وعبّرت ياسمين عن سعادتها بالغناء في فلسطين، موجهة الشكر للجمهور الذي أسعدها بحضوره الكثيف وتفاعله مع ما قدمت من أغنيات، مشددة على أن زيارة فلسطين والغناء فيها كان حلم حياتها، وها هو الحلم يتحقق، قائلة بالدارجة المصرية "ما تتخيلوش فرحتي قد إيه"، رغم التعب وصعوبات السفر، خاتمة "تعبكم راحة.. بلدكم راحة.. ربنا يخلي فلسطين وأهلها".